كــأُمِّهِ..
كأمه وهي تتلو النور في العتمة
أتى يكفكف دمع الأرض بالبسمة
أتى ويوجعه الباكون و الفقرا
لكنّ أوجاعه قد شكّلت حُلمه
إذ قام يرسم في الأنحاء بسمته
فهللت، وهو لمّا يكمل الرسمة
وقام يرسم طفلًا، وردة، نَهَرًا
ليبعث الشاعر المدفون في النجمة
وراح يُـنبت آمالا بضحكته
تزفّه أغنياتٌ أشعلتْ قومه
حتى توضأت الأيام من يده
و خطت الشمس في كل الجهات اسمه
**
أتى ويحمل همَّ الطين في دمه
فمن سيقدر ألا يشتهي هَمّه!
فمنذ أن هللتْ أنحاء قريته
كلٌ يشق دروب المجد، يا أمَّه
هذا يشد خطام الروح مرتحلا
نحو السماء، ولا يقفو سوى القمة
وذاك يخلق من إنشاده أفقًا
وذا يكسّر أصنامًا حَوَتْ وهمه
***
فهل سيذكر هذا العمر أنّ فتىً
أتى ليهدم سور اليأس و الظُلمة
وهل ستذكره أسدافُ قريته؟
إذ كان يعصر – في آنائها – يُـتمه!