الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قصائد الشعراء / إلى الأزرق البعيد/ أ.د حمد محمود الدُّوخي

إلى الأزرق البعيد/ أ.د حمد محمود الدُّوخي

إلى الأزرق البعيد

دفـــــــِّــــــي بكف الطائفين تصفقُ
وتطل مـــــــن عيني العيون تحدقُ
قلبي علـــــــــى وجهي مريدٌ سائح
شوقاً اليك وانت فــــــــــيّ موثــَّقُ
قبلي وصلتَ إليَّ منك نفختَ بــــي
وسُئلتَ عن روحــي وقلتَ ستشرق
فحللتُ بعدك واغتربتُ فقلتَ لــــي
لا تخبر الأنحــــــــاء انك مطلـــــق
أخبرتنــــي أن النســـــــاء قصائدي
وبأن مــــــن وجهي المواسم تورِق
وبأن قافيتــــي نهايــــات المــــــدى
وبأن مـــــــن جرحي الطيور تحلق

فلذا سألتك عــــــــن حدود مواجعي
وعــــن البلاد .. وأي بــــاب نطرق
ولــذا أتيتك أشتهــــــيك سواحــــــلاً
فأنا وانْ وجهـــــي الخرائب زورق
انت العــــراق بكـــل مـــا أمَّلتنــي
وتظـــــل انت بكــــل عطــــر تعبق
وأظل سادن نخلـــــة يبست بهـــــــا
رئتي وحلمــــي كـــــان غيماً يشهق
اليطبخون الصوت .. أهلي ..أخوتي
الثائرون علــــى الهوى كـــم صفقوا
وأنـــا أراك بكــل وجــــه صرخــــة
وبعينــــهن عــــرائســــا ً تتـــــزوق
ولقــــد رأيتك نزلــــة أخرى تصـــدُّ
الطائـــرات بــــأرملات تطـــــــلق
وحدي أمامك لاحمام يطير مــــــــن
كفي اليك فكــــل شــــــــــــــيء مغلق
وحدي أفتش فيك عــــــن معنى دمي
وأدور حولك كــــــــــي أراك فأأرق

خذني إليك .. فكل حلم فـــــــي دمي
يبكي عليك .. وحـــــول وجهك فيلق
إن كان يغرينـــــــي سواك فدلــَّني
فأنا هنا مــــــــن الف شوق اعشق
أتدير وجهك؟ والسمـــاء عريضــة
زرقــــاءُ منك وكــل شئ ازرق
الآن نقتسم القتال .. انا علــــــــــيَّ
فمن معـــــي ؟ وغرام عمري خندق
فالنهر نـــــــام بمقلتيَّ وقـال لي :-
ستفيض أحلامــــــــي عليك وتغرق
والموج مال علــــــى يديَّ ولم أملْ
وقصيدتــــــي رحلت ووقتي ضيِّق
فانا له . لك .. لي .. لهنَّ لكل شئ
حالـــم بالمستحيـــــل سيخـــــــــلق
وأنا لــــه ، فـــهو انتظــار نوافذي
مطــــــــرا يجـــــئ ليستحم الزنبق
ويطـــول نظراتــــــي بوجه مدينة
تصبو إلـــــــــيَّ .. وسوسنا تتسلق

لكنه يبكـــــي ولا يحكـــــي لماذا
ثوبه مــــــــــــــــــن صمته يتشقق
أوَكلمــــا لامسته هــــربت يـــداي
وكلما سألوه عنــــــي ، يُطـْـــــرِقُ؟
ويلوذ بـــــــي ، وأنا اهددهم بـــــه
عشرين عامــــا كلــــها أتحـــــرَّقُ
كذبوا عليك .. وانت تدري أنهــــم
كذبوا عليك .. ومــــا تزال تصدِّقُ
***
دعني ستحملك الطيور الـى الفضا
وسيستريح بظــــــل سعفك بيـــدق
دعنــي أموت .. غدا تزورك إبرة
مـــــــن ليل أمي .. تشتريك وترتق
وغـــدا ستلتف البحيرة حـــولنـــــا
وتتم أغنيتـــــــي وحقـــــلي ينطق
وغـــدا ستجمعنــــي السنابل بيدرا
يبقى علـــــى كتف الربــــى يتأنق
وغـــدا ستنفضــــح البلاد جميعها
بدمــــــــــي القتيلةُ والسنين تحقق

شاهد أيضاً

بيروت تُسَرِّحُ حزنها … قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

ماذا هناكَ الآنَ؟ يسألُ كاسَهُ ويشدُّ عن غبَشِ السُّؤالِ نعاسَهُ ويقولُ: يا بيروتُ، طاولةُ الهوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *