وأنتِ هنـاكَ في البعيــدِ ..
قرب نافذةٍ يتكسرُ ضوءَ المصباحِ عند زواياها
يلفُّ الأفقَ سكون متجمدْ .
لا شيء يلُــوح ..
سوى بريقِ عينيكِ ترنوان إلى نقطة وحــيده.
.. تفتَحينَ كتاباً طرزتــهُ كلماتي ..
نائمةً بين ثناياه وردةٌ رشيقةٌ
كنا شممناها سويةً ذات ضحى.
تتصاعدُ شهقةٌ منكِ
وآهـــةٌ أخرى تتدحرجُ تحت ظـــلالِ شــــَــعركِ
تعلقين دمعةً شاحبةً على دفاتر كلماتي….
تقلُبُ أصابُــــعك أديمَ بياضِــهِ ،
وتمسدينَ اســطرهُ النافــره ..
تتذكرينَ رائحةَ العشبِ وهي تتسلقُ قاماتنا
تعَــَلقُ في ثيابنا أعــوادهُ الصفراءْ ،
حين تدحرجنا سويةً على تلـةِ البـراءهِ
وكفّــكِ .. تِسندُ خــــدّكِ اللامعَ ،
تتوشى بتوهـــجِ كفي .. وهي تغفو كعصفور يتيم.
خلف الشـوارعِ الداكنــةِ ،
تلتمعُ ذكرىً أبديــةٌ .، غاصت روائحُها فينا
حسراتٍ .. تــذرفُ شفتاكِ..
ها أنت تشـْحبينَ
والأيامُ مُعتقــةٌ تقــــْعى على رفوف حُجرتك الرطبـــه..
ستبتسمينَ حتماً .. وأنت تتـذكرينَ
مشاكساتِ طِفلِكِ النبيــلْ
وحمــاقاتِ شاعِركِ الممرغِ بالجنــونْ.