الخميس, 18 أبريل, 2024
الرئيسية / قصائد الشعراء / كينونة – حسام الدين الفرّا

كينونة – حسام الدين الفرّا

– كينونة – حسام الدين الفرَّا – سوريا

من أين يبتدئ ُ الحُداء ْ
من أي ِّ رُكن ٍ
في الجسد ْ
من عالَم ِ الضوء ِ البهي ْ
أم ْ عالَم ِ العتم ِ الخفي ْ
يسَّاقط ُ الرُّطب ُ الجنِي ْ
من أين َ يخرج ُ
كيف َ يخرج ُ
من تلافيف ِ الدماغ ْ
أم من شرايين ِ الفؤاد ِ
تُعرِّش ُ الكلمات ُ
تأخذ ُ من رياض ِ الروح ِ زهوتَها ،
وتبني طوطم َ الشّعر ِ الحرون ِ
فأي ُّ ريح ٍ صرصر ٍ
تسْتمطر ُ الشّؤبوب َ من عليائِه ِ ؟؟
يا ذا القروح ْ:
أودى بك َ المُلك ُ المُضاع ْ
والجن ُّ أعطَتْك َ الإمامة َ
في الجحيم ْ …
أعطَتْك َ ما أخذَتْه ُ منك َ الإنس ُ
قد أعطَتْك َ أبَّهة َ الملوك ِ
وصولجان َ الشِّعر ِ،
والتاج َ المُرصَّع َ بالقتاد ْ
يا مَنْ غرفْت َ من َ البحار ِ الهائجات ِ
وصغْت َ مملكة َ المَحَار ِ،
وأنت َ يا من ْ كنت َ تنحت ُ
صخرة َ الإبداع ِ
بالفكر ِ المُحلِّق ِ
في فضاء ِ اللازوَرد ْ
حتى تصوغ َ لجيدِه ِ
أحلى القلائد ِ
يا جريرُ و يا فرزدق ُ:
هل صحيح ُ: الشِّعرُ مَس ٌّ
من جنون ٍ
إن َّ قلع َ الضّرس ِ أهون ُ
من كتابة ِ بيت ِ شِعر ٍ
كيف تنداح ُ الأغاني
تصهل ُ المُهر ُ الجموحة ُ
كيف تأخذ ُ نسْغَها يخضورَها
أمِن َ التراب ْ
أمِن َ الهواء ْ
من شعلة ِ النّار ِالتي أفنى
” بروميثيوس ُ ” جُل َّ حياتِه ِ
كُرمى لها ؟؟
” هذا جناه ُ أبي عليَّ، وما جنيت ُ على أحد ْ ”
يا بن َ المعرَّة ِ
يا رهين َ المحبسين ِ:
تجاوزت ْ رؤياك َ حتى المُبصرين َ
سموْت َبالشّعر ِ الهتون ِ
إلى السّموات ِ العُلا
في البَدء ِ كان الشِّعرُ
وانداح َ الكلام ُ
يجوب ُ آفاق َ الرؤى
يجني القطوف َ الدّانيات ْ
” والشّاعر ُ الملعون ُ والرّائي ْ معا ً ”
يخطو على جمر ِ الحروف ِ
وينتشي طرباً
يُراقص ُ خمرة َ النغمات ِ
يسبر ُ كل َّ أغوار ِ النفوس ِ الرّاسيات ِ
على مرافئ َ
من قتاد ٍ
من يباب ْ
عذب ٌ هو الشِّعر ُالذي يمشي
وراء َ الحُسْنِ مَسلوب َ الإرادة ِ
هائما ً في دوح ِ عبقر َ
ينفخ ُ الصُّور َ المُزلزل َ
كي تُغادر َ سجنَها ورُفاتَها الكلمات ُ
تصعد ُ نحو َ باريها
إلى ملكوتِها العُلوي ِّ
في أبهى الحِلل ْ
من أين َ يبتدئ ُ القَصيد ْ
من أي ِّ ركن ٍ في الجسد ْ
من عالَم ِ الرُّؤيا أم ِ الرّؤية ْ
يصَّاعد ُ البوح ُ الحُدائي ُّ المُعربد ُ
في خلايا الروح ِ
والبدن ِ المُسجّى
فوق َ جمر ِ الحرف ِ والكلمات ْ ..
من أين َ يبتدئ ُ الحُداء ْ
من أين يخرج ُ
كيف يخرج ُ طائر ُ العنقاء ِ
من تحت ِ الرّماد ِ
ويغزل ُ الدّوح َ البهي َّ
من اليباب ْ ؟؟
………………………………………………

شاهد أيضاً

بيروت تُسَرِّحُ حزنها … قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

ماذا هناكَ الآنَ؟ يسألُ كاسَهُ ويشدُّ عن غبَشِ السُّؤالِ نعاسَهُ ويقولُ: يا بيروتُ، طاولةُ الهوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *