الجمعة, 19 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / قاسم العابدي للوكالة: أكثر المهرجانات في العراق هي غير منتجة لأنها تقدم لنا نفس الوجوه

قاسم العابدي للوكالة: أكثر المهرجانات في العراق هي غير منتجة لأنها تقدم لنا نفس الوجوه

السياب ونازك والجواهري يشكلون رؤية متدفقة وموسيقى لذيذة للشعر العراقي

النقد هو الوقود الذي يسيّر مركبة الشعر

شارع المتنبي مازال يشكل الصوت الصباحي العذب الذي يداعب اسماع المتذوقين للنغمة الجميلة

شاعر يتنفس الشعر مثل بقية شعراء العراق، فهم ينهلون الابداع والبوح من دجلة والفرات، ويعيشون الحالة التي يعيشها كل أبناء العراق والتي تغدق الشعر على شفاه الشعراء، لم تكن تلك الحالة هي حالة شخصية بل هي كينونة ابداعية تحمل كل أنواع الابداع فيها ومنها يأخذ شاعرنا الضيف في هذا الحوار ما يروي شاعريته.

ضيف الوكالة في هذا الحوار هو الشاعر العراقي قاسم العابدي

في البداية عرفنا من هو الشاعر قاسم العابدي؟

قاسم العابدي حبة بسنبلة قمح فراتية تحاول ان تمنح ذاتها لهذه الحياة لأنها تؤمن ان الانسان وُجد ليعطي والانسان الشاعر خُلق ليطبب وجع الحياة ببلسم الكلام.

اب لستة نوارس استمر بتحمل لكمات الحياة من اجلهم , اكملت دراستي الاكاديمية فحصلت على دبلوم ادارة اعمال وبكلوريوس لغة عربية ومازال لدي الكثير من الطموح الاكاديمي

يمتاز الشعراء العراقيين بقدرة شعرية كبيرة ما هو سر هذا التميز؟

 حسب وجهة نظري ان العراقي رأى من الهموم والمصائب والحروب والفقد والقهر والعوز مالاتتحمله الجبال وهذه الامور تصقل شاعرية الشاعر كما يتم صقل الحجر الكريم اضافة الى البيئة التي يتأثر بها الشاعر كثيرا ومن هنا تشاركت البيئة والظروف اضافة الى الشاعرية في صقل الموهبة الشعرية لتخرج بالشكل الذي نراه لدى الشاعر العراقي .

انت ابن الديوانية هل يختلف شعراء الديوانية عن غيرهم من شعراء العراق؟

في الحقيقة يشترك شعراء الديوانية مع شعراء العراق في الظرف الاستثنائي المرهق الذي جعلهم يكتبون في الشجن ولكنهم يختلفون عن غيرهم كون البيئة الزراعية لمحافظة الديوانية تجعل ارواحهم اكثر اخضرارا خصوصا ان هذه المحافظة عرفت بأنها من محافظات الفرات الذي ترتب قصائدها على طبق فضي كما ترتب حبات التمر لتكون لذيذة جميلة الشكل

فزت بجائزة الجواهري في استراليا برأيك لماذا تغيب هذه المسابقات عن العراق أليس هو الأجدر في تنظيمها؟

في الحقيقة هناك الكثير من المسابقات في العراق تقام من قبل مؤسسات حكومية وغير حكومية كمسابقة الابداع التي تقام برعاية وزارة الثقافة العراقية ومسابقة البردة وغيرها ورغم ذلك فالمسابقات قليلة نوعا ما ولعل هذا الامر يعزى الى الانشغال من قبل مؤسسات الحكومة العراقية خلال السنوات الاربعة الاخيرة في الحرب على الارهاب والمسابقات .

تقام بين الحين والآخر مهرجانات شعرية يدعى لها شعراء عراقيين في حين يغيب آخرون ونضيع في دوامة عدم دعوة هؤلاء أو هؤلاء برأيك لماذا لا يكون آلية موحدة لتنظيم المهرجانات تصدر عن جهة ثقافية واحدة؟ وهل اتحاد الادباء العراقيين هو المعني باقامة تلك المهرجانات

كما هو معروف وعلى كل الاصعدة وفي كل البلدان العربية ان اكثر الدعوات في المهرجان تكون وفق علاقات شخصية بين المنظمين لذلك المهرجان وبين من يدعى للمهرجان اضافة ال ان هناك من تسلط عليه الاضواء الاعلامية نتيجة لعلاقات شخصية مع بعض الاشخاص العاملين في مجال الاعلام وهذه الامور تمنح من لايستحق ان يقف على منصة الكثير من الاضواء مما يسيء الى الشعر ورسالته، شخصيا اعتقد ان اكثر المهرجانات هي غير منتجة لأنها تقدم لنا نفس الوجوه ونفس الملامح الشعرية ولا ابالغ اذا قلت نفس القصائد ، مع هذا نلتمس خيرا في المهرجانات القادمة لعل هناك شيء من التغيير والمراجعة لآلية الدعوات سوف يحدث .

صدر لك أربع مجموعات لحد الآن، أي منها لقيت اهتمام النقاد أكثر من غيرها؟

مجموعتي الشعرية الثالثة التي تحمل عنوان ( ايقاع القمر الفضي ) تمت دراستها من قبل الكثير من النقاد في العراق والجزائر والمغرب ولكنني اعتقد ان مجموعتي الجديدة ( مدن يغازلها التراب) ستحظى بالكثير من الاهتمام كونها سلكت مسلكا حداثويا اكثر من سابقاتها .

على قدر انتشار الشعراء العراقيين هل يوازي هذا الانتشار نقد مدروس وممنهج؟

استطيع ان اشبه النقد بالوقود الذي يسيّر مركبة الشعر وعندما يكون هذا الوقود على درجة من السوء بحيث يكتب وفق مصلحة شخصية مع هذا وذاك او تلك وهذه سوف تتعطل مركبة الشعر دون ان نشعر بعطلها  مع هذا ففي العراق اليوم هناك نقد اكاديمي شاب يعتمد رؤية واضحة وجميلة ورائعة للعمل الشعري وهذا النقد يأتي ليوجه لكمات متتالية للنقد السلبي الذي يقوم به بعض الاشخاص هنا وهناك

بين السياب ونازك الملائكة والجواهري هل استطاع شعراء العراق أـن يكونوا تحت أي مدرسة من هذه المدارس؟ أم أن بعضهم خرج من عباءتهم؟

كل شاعر يعتمد في بداية حياته على ركيزة او مدرسة مهمة نرى انه يؤدي طقوس شاعريته في خطوطها الى ان تنضج تجربته الشعرية فيستطيع الخروج من هذه الدائرة مكونا نفسا شعريا خاصا به اعتقد ان الشعر العراقي الحديث استطاع ان يتجاوز مراحل كبيرة ومع هذا فاسماء كالسياب ونازك والجواهري يشكلون رؤية متدفقة وموسيقى لذيذة للشعر العراقي .

لا زال للكتاب حضور في العراق وخاصة في شارع المتنبي في بغداد ونلاحظ حضورا كبير الشراء الكتب واقتنائها كيف تفسر هذه الظاهرة في العراق على الرغم من انتشار الكتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.؟

شارع المتنبي يشكل متنفسا للمثقف العراقي بشكل عام وللشاعر العراقي بشكل خاص اما الكتاب  فمازال يشكل الصوت الصباحي العذب الذي يداعب اسماع المتذوقين للنغمة الجميلة ، القراءة في الكتاب تشكل غذاء روحيا لا تستطيع منحه لنا القراءة الالكترونية لذلك نرى تلك الحركة المكوكية في شارع المتنبي .

ماهي مشاريعك المستقبلية ؟

بعد ان اكتملت مجموعتي الشعرية الرابعة سأحاول اكمال مشروع رواية كنت بدأت به منذ ثلاث سنوات وابعدتني عنه بعض الظروف القاهرة .

كلمات ننهي بها هذا الحوار؟

اتقدم اولا بالشكر الجزيل لهذا الاهتمام والحوار الرائع لك عزيزي استاذ زياد ومن خلالك للعاملين في وكالتنا الجميلة وكالة انباء الشعر  التي نأمل ونتمنى لها كل التألق والتوفيق كونها تمنح الشعر اجنحته التي يحلق من خلالها به .

شاهد أيضاً

الإمارات : إنطلاق مؤتمر الترجمة الدولي الرابع بمشاركة أكثر من 25 دولة

  بمشاركة باحثون وخبراء من أكثر من 25 دولة انطلقت، اليوم، فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *