الخميس, 18 أبريل, 2024
الرئيسية / قصائد الشعراء / ديمة الأشواق/ عبدالحميد ضحا

ديمة الأشواق/ عبدالحميد ضحا

كَانَ اللِّقَاءُ عَلَى رِيَاضٍ مُمْرِعِ = وَكَأَنَّنِي بَيْنَ السَّحَابِ بِمَرْبَعِ
وَالأُفْقُ صَارَ مُقَيَّدًا بِجَوَانِحِي = وَكَأَنَّنِي مَلِكُ النُّجُومِ الطُّلَّعِ
وَالْبَدْرُ صَارَ سَنَاهُ رَهْنَ لِقَائِنَا = فَالْكَوْنُ فِي الظُّلُمَاتِ إِلَّا مَوْضِعِي
فَأَخَذْتُ أَحْتَضِنُ السِّهَامَ كَأَنَّنِي = وَسَطَ الْوَغَى أَلْقَيْتُ كُلَّ الأَدْرُعِ
وَالسَّهْمُ مَا يُصِبِ الْفُؤَادَ فَإِنَّهُ = يَهَبُ الدُّنَى أَذْكَى دَمٍ مُتَضَوِّعِ
دَمِ عَاشِقٍ كَانَ الرَّنَا هُوَ حُلْمَهُ = فَإِذَا الرَّنَا مِلْكٌ لِقَلْبٍ قَدْ نُعِي
فَإِذَا الْحَيَاةُ تَعُودُ لِلْقَلْبِ الشَّجِي = وَيَصِيرُ نَبْعًا لِلْقَرِيضِ الْمُمْتِعِ
فَتَصِيرُ مُلْهِمَةَ الْخَلِيِّ بِشِعْرِهِ = فَيَرَى الْوَرَى: مَا قَبْلَهُ مِنْ مُبْدِعِ
هِيَ غُنْوَةٌ كُتِبَتْ بِقَلْبِي لَحْنُهَا = شَوْقُ الْحَنَايَا نَغْمَةٌ لَمْ تُسْمَعِ
هِيَ قِصَّةٌ فِي كُلِّ حَرْفٍ سَكْرَةٌ = كَالْحُلْمِ يَحْكِي لَذَّةً لَمْ تُقْمَعِ
هِيَ فَرْحَةٌ تَمْحُو الْأَسَى بِضِيَائِهَا = كَالشَّمْسِ تَبْدُو بَعْدَ لَيْلٍ مُتْرَعِ
هِيَ دَمْعَةُ الْأَشْوَاقِ وَالْفَرَحِ الَّتِي = جَعَلَتْ مَرَارَ الدَّمْعِ عَذْبَ الْمَدْمَعِ
هِيَ بَدْرُ لَيْلٍ مُظْلِمٍ قَدْ أَشْرَقَتْ = جَعَلَتْهُ لَيْلاً مُشْرِقًا لَمْ يَطْلُعِ
هِيَ دِيمَةٌ جَعَلَتْ فُؤَادِي جَنَّةً = قَدْ كَانَ قَفْرًا كَالصَّحَارِي الْبَلْقَعِ
هِيَ بَسْمَةٌ يَغْزُو ضِيَاهَا الْكَوْنَ، إِنْ = غَابَتْ، عَرَاهُ لَوْعةُ الْمُتَفَجِّعِ
كَمْ أَطْرَبَتْنِي مِنْ حِكَايَةِ عَاشِقٍ = فَعَلِمْتُ أَنَّ سِوَايَ كُلٌّ يَدَّعِي
أَنَا عَاشِقٌ مَا كَانَ يَوْمًا فِي الْوَرَى = أَحْكِي الْهَوَى بِصَفَائِهِ الْمُتَوَرِّعِ
أَحْكِي حِكَايَةَ عَاشِقٍ مُتَوَلِّهٍ = حَتَّى ظَنَنْتُ الْعِشْقَ فِيهِ مَصْرَعِي

شاهد أيضاً

بيروت تُسَرِّحُ حزنها … قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

ماذا هناكَ الآنَ؟ يسألُ كاسَهُ ويشدُّ عن غبَشِ السُّؤالِ نعاسَهُ ويقولُ: يا بيروتُ، طاولةُ الهوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *