الخميس, 18 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / حسن عامر للوكالة: قصيدتي لاتُخاصم المرأة ولو لم أكن شاعرًا لكنت أحد مجاذيبه ودراويشه

حسن عامر للوكالة: قصيدتي لاتُخاصم المرأة ولو لم أكن شاعرًا لكنت أحد مجاذيبه ودراويشه

داخلتني رغبة العودة بالإمارة لكن الشاعر داخلي أبى إلا أن يحلم بالشعر

الشاعر صياد يتحين فريسته ويسن حربته يشحذ عينيه لكي لا يخطئ الهدف

البدايات مع الشعر دائما غامضة وغريبة..وأنا أكثر قلقا وحيرة تجاه ما أكتب

مشاركتي في أمير الشعراء محطة مهمة في تجربتي ..والشكر لأبوظبي

ممتن للمحبة التي أحاطني بها الناس أثناء المسابقة وبعدها

الشعر المحاط بالمؤسسات والأعلام  لا يعبر عن الساحة الشعرية الحقيقية في مصر

فيه من شموخ الاهرام وكبرياء النيل مافيه، تشكل قصيدته علامة مضيئة في سماء شعرنا العربي، يلامس بكلماته شغاف الروح القا وحبا.
انه الشاعر الأقصري حسن عامر، أحد فرسان الشعر العربي الذي كان له حضوراً مشرقاً في” أمير الشعراء” بموسمه السابع، مازالت أصداؤه تتردد إلى يومنا.

شاعرنا صاحب المركز الثالث، هو ابن قرية الحميدات بمدينة إسنا محافظة الأقصر، يغمرنا في هذا الحوار الشيق والثري، باناقة لغته، حيث وجدنا شاعراً هادئاً رائعاً، ملبيا لنداءنا في تواضع الكبار، فرمينا له بتساؤلات المحبة، لنكتشف شاعراً جميلاً تنحني له القصيدة عشقا ودهشة.
في حواره مع وكالة أنباء الشعر، يشير “عاشق الربابة”، إلى أن الشاعر هو صياد يتحين فريسته، فيسن حربته ويشحذ عينيه لكي لا يُخطئ الهدف.
ويعترف بان رغبة داخلته بالعودة بإمارة الشعر إلى مصر  لكن الشاعر داخل حسن عامر أبى إلا أن يحلم بالشعر.

قضايا هامة وحوار غني، وهاكم التفاصيل.

* متى بدأت علاقتك بالقصيدة؟

-البدايات مع الشعر دائما غامضة وغريبة، أذكر أنني كنت طفلا عاديا، لم يكن في طفولتي ما يبشر بشيء، ولدت في قرية بسيطة في جنوب مصر، في بيت طيني شأن كل البيوت هناك، لا كهرباء ولا ماء، فقط لمبة غاز للإضاءة، والماء في الجرار التي حملتها أمي على رأسها جيئة وذهابًا إلى النهر، كانت الحياة بسيطة وعادية، كنّا فقراء ولكن الأيام كانت تمر، كنت أصغر إخوتي الثلاثة وكان أبي قد توفي لسبب ما أو لآخر، وأمي السيدة الجنوبية الأصيلة ظلت تكافح حتى كبرنا، وأستطيع أن أزعم إنني كنت أكثر إخوتي حظًّا لأنني كنت الوحيد الذي عرف القراءة  والكتابة ودخل المدارس.

* أين كان يقف ملاك الشعر في هذه الحياة وأين كان يبسط أجنحته البيضاء؟

– لا أعرف، كل ما أعرفه أنني التقيت بأستاذي الجليل إبراهيم أحمد عبد الكريم فأحاطني بمحبته وعلمه حتى بلغت من الإحساس باللغة مبلغًا جعلني أشعر بطاقتها وروحها المتجددة، ثم تولَّتْ الحياة والسفر مسار علاقتي بالشعر، حتى أصبحت ما أنا عليه سواء كنت مبدعا فيما أكتب أو مدَّعيًا.

*هل أثرت فيك بيئتك؟

– الشاعر هو ابن محيطه وموروثه الجغرافي والاجتماعي، وبالنسبة لي فقد تأثرت كثيرا بما نشأت فيه، بالنهر والنخيل بالقرى والبيوت الطينية بالأغاني الجنوبية والمواويل وبأناشيد المتصوفين، كل بيئة ينشأ فيها الشاعر هي حقله المعرفي والدلالي الذي ينطلق منه إلى فضائه الأرحب .

* هل لميلاد القصيدة طقوس معينة لدى حسن عامر؟

– كل قصيدة هي سيدة حالتها وربة نفسها وما الشاعر إلا صياد يتحين فريسته عليه أن يسن حربته جيدًا وأن يشحذ عينيه لكيلا يخطئ الهدف.

*ماذا عن مراحل تكوينك الشعرية؟

– إذا كانت البدايات مع الشعر غامضة وغريبة فإن اللحظة الجوهرية التي يكتشف الشاعر فيها نفسه هي تلك اللحظة التي يجرحه فيها السؤال، السؤال لا بمعناه الاستفهامي لكن بوصفه دهشة تتجدد وتحيا وصرخة لا تكف عن التسول، وفِي ظني أن كل ما يعرفه الشاعر وما يحياه أو يقرأ عنه يدخل ضمن مكونات القصيدة، فالقصيدة ليست بنت الموهبة فقط إنها بنت الوعي والتجربة أيضًا، والقصيدة الجديدة هي بنت خلخلة المواقف والقناعات القديمة الثابتة، والشعر في جوهره موقف متغير من الأشياء المحيطة في العالم ونظرة تسعى أن تكون فاحصة وشاملة.

* ماذا يناقش مشروعك الشعري؟

– يصعب على مثلي أن يزعم أن لديه مشروعا شعريا، ويصعب عليه أيضًا أن يصدق أن ثمة مشاريع شعرية لها مسار محدد ووجهة ينبغي على الشاعر أن يبلغها، فقط أحاول أن أكون أكثر قلقا وحيرة تجاه ما أكتب، أن أعيد ترتيب القطع على رقعة الشطرنج كل مرة بطريقة أخرى، تلك هي فضيلة الفوضى والتجريب.

*هناك من يقول بأنك تخاصم المرأة في شعرك ما تعليقك ؟

– ليس صحيحا، المرأة عندي مرادف للقصيدة، وهي حاضرة دائمًا في الكتابة، في الحب والفقد، وفِي الوطن والغربة، والمرأة التي أكتب عنها ليست حقيقية دائمًا فهي بنت التجربة أحيانا، وأحيانًا أخرى هي بنت الرغبة والخيال.

* إن لم تكن شاعرا ماذا كنت تتوقع أن تكون ؟

– لو لم أكن شاعرًا لكنت قارئا محبا للشعر لكنت أحد مجاذيبه ودراويشه.

* ما تقييمك للساحة الشعرية المصرية؟

– الساحة المصرية في الشعر عامرة ومليئة بأصوات يمكنها أن تضع القصيدة العربية على خارطتها الجديدة، وهذا كلام ليس منحازًا، لكن غياب النقد أو غياب الحركة النقدية التي يمكنها أن تواكب هذه الحركة الشعرية الجديدة جعل الشعر منحصرا فيما تكرس له المؤسسات ووسائل الإعلام المختلفة من شعر غث ورديء وهو في أغلبه لا يعبر عن الساحة الشعرية الحقيقية في مصر، أستطيع أن أعدد أسماء كثيرة لشعراء شباب يكتبون قصائد أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها قصائد خالدة وعظيمة.

* تقييمك لتجربتك في مسابقة أمير الشعراء؟

– كانت مشاركتي في أمير الشعراء محطة مهمة في تجربتي ليست على مستوى الكتابة لكن مستوى الحضور والهالة الإعلامية التي حظينا بها نحن الشعراء المشاركين في المسابقة.

* ماذا منحك أمير الشعراء؟

– أهم ما منحني إياه أمير الشعراء، أن جعل اسمي مطروحا في الساحة العربية. قبل البرنامج كان اسمي مطروحا في دائرته المحلية، أما الْيَوْم فقد صار عندي أصدقاء ومحبون كثر في كل بلاد الوطن العربي الشقيقة، وهذا ما تمنحه المسابقات بالإضافة إلى الدعم المادي الذي لا ينبغي أن يجعلك تتوقف أو تحيد عن كتابة الشعر كما تراه وكما تؤمن به لا كما يراه ويريده الجمهور.

* حسن قبل أمير الشعراء هل هو حسن عامر بعد أمير الشعراء؟

– لا أعرف ما الذي كنته قبل أمير الشعراء لكنني أعرف ما على أن أكونه من الآن فصاعدًا وهو أن أجعل الشعر غايتي ومقصدي البريء من كل الأضواء اللامعة التي قد تكشف أحيانا وجه الشاعر الملييء بالتشوهات على المسرح الكبير للحياة.

* راودتك رغبة بالعودة بالإمارة إلى مصر؟

– ما كنت أتمناه هو أن أطرح نفسي وقصيدتي التي تمثلني قدر ما أستطيع، أعترف أنني داخلتني رغبة في لحظة ما أن أعود بالإمارة لكي يفرح الناس الذين ساندوني ودعموني بمحبة وإخلاص لكن الشاعر داخلي أبى إلا أن يحلم بالشعر بالشعر فقط.

* كيف وجدت حب الناس لك بعد عودتك ؟

– أنا ممتن للمحبة التي أحاطني بها الناس أثناء المسابقة وبعدها ممتن لكل هؤلاء الذين حملوني على الأعناق فور وصولي إلى مطار الأقصر وهم يهتفون في محبة وفرح وفِي طقس من الجمال الذي لا يضاهى، لهم كل الشكر والتحيات والمحبة، والشكر موصول لإمارة ” أبو ظبي ” على حسن الاستقبال والضيافة الكريمة ولأصدقائي الذين عرفتهم هناك كل الحب والتحية.

هذه “ربابتي، وهكذا أغني”

من طينِ قريتنا

ومن أحجارِها

مما أباحَ الليلُ من أسرارِه

من شالِ سيِّدةٍ هناكَ فقيرةٍ

نامتْ عيونُ النهرِ ملءَ جِرَارِها

وَلَدًا أتيتُ مُعَمَّدًا بقصيدتي

وفمي نبيٌّ خارجٌ من غارِها

أشدو

فيمتدُّ الربيعُ محبَّةً

وتَشُبُّ أرضُ اللهِ عن أسوارِها

في كحلِ كلِّ صبيِّةٍ أغفو

وفي ليلِ الحنينِ

أذوبُ تحتَ جِدَارِها

وأسيلُ من عرقِ الجباهِ السُّمْرِ

أكتبُ للسماءِ

عن ابتداءِ نهارها

أندسُّ في الأشياءِ

أوقِظُها

وأشعلُ بالسؤالِ الصَّعْبِ

دهشةَ نَارِها

منذُ استراحَ على أريكتِهِ الندى

والريشةُ ارْتَعَشَتْ

على أوْتَارِها

وأنا أرطِّبُ بالسحابةِ صرختي

مُسْتَغْفِرًا للأرضِ

عن أوزارها

قلبي

كأنَّ غزالةً بَريَّةً

سَرَقَتْهُ عشبًا ليِّنًا لصغارها

وخطايَ أغنيةٌ

على إيقاعِها

تسعى خطىً بيضاءُ نحوَ ديارِها.

*ولد حسن عامر بقرية الحميدات شرقي إسنا جنوب الأقصر في 1 أكتوبر 1988، وبدأ في كتابة الشعر منذ وصوله للمرحلة الإعدادية، حصل على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة جنوب الوادي في قنا 2012، صدرت له دواوين «اكتب بالدم الأسود»، و«بياض ملائم للنزيف»، و«وهكذا أطلعكم عليّ»، جاء الشاب من أرض الجنوب التي خرج منها أمل دنقل وعبدالرحمن الأبنودي، وعشرات الشعراء والمبدعين، فاز «عامر» بجائزة بيت الشعر عام 2015، وحصد المركز الأول في مجال الشعر بمسابقة إبداع 2012.

شاهد أيضاً

الإمارات : إنطلاق مؤتمر الترجمة الدولي الرابع بمشاركة أكثر من 25 دولة

  بمشاركة باحثون وخبراء من أكثر من 25 دولة انطلقت، اليوم، فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *