الثلاثاء, 23 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / “دبي الأولى” محاضرة بندوة الثقافة والعلوم

“دبي الأولى” محاضرة بندوة الثقافة والعلوم

نظمت ندوة الثقافة والعلوم مساء أمس الأول في مقرها في دبي محاضرة بعنوان «دبي الأولى» للكاتب عبدالغفار حسين، بحضور محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، ومحمد سعيد الرقباني رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، وإبراهيم بوملحة المستشار الثقافي لحاكم دبي، والمهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، وأعضاء مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم ونخبة من المهتمين والمعنيين.
قدم المحاضرة سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، معرفاً بعبدالغفار حسين بوصفه الكاتب الإماراتي المرموق، والمثقف الموهوب، والمبادر الأول في إطلاق الكثير من المؤسسات الثقافية، فهو أسهم بنصيب كبير في تعزيز العمل الثقافي في الدولة، ويكفيه فخراً أنه كان ضمن مؤسسي مجلس أمناء جائزة العويس الثقافية، وترأس المجلس 16 عاماً، كما كان من مؤسسي ندوة الثقافة والعلوم، وهو عضو فاعل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ورئيس جمعية حقوق الإنسان في الإمارات.
وأكد السويدي أن حسين يجسد النموذج المشرف للمثقف الوطني الذي يعمل بإخلاص من أجل رفعة بلاده، ونوه ببعض من سيرته الحياتية والمهنية بدءاً من ميلاده ودراسته في الكتاتيب والتحاقه بالمدرسة الأحمدية، مروراً بشغفه بالقراءة والأدب العربي والتاريخ وسير الكتاب القدامى والمحدثين.
كما نوه السويدي بالجوائز والمؤلفات التي أصدرها حسين والوظائف التي تقلدها.
وفي تعليقه حول هذه المحاضرة قال حسين: «إن دبي الأولى، ليس القصد منها التسابق ولكنه توضيح لمسيرتها وسعيها إلى الصدارة بالعمل الجاد والفكر المثمر، والمحاضرة تهدف إلى التوثيق التاريخي لهذه المدينة، حيث يعتقد بعض الكتاب والإعلاميين أن ما يقال عن دبي، بوصفها الأولى في أخذها بأسباب التنمية في تاريخ الإمارات، فيه شيء من المبالغة، وعندما نطالب المتشكك ببرهنة ما يعتقده، لا نجد عنده جواباً».
وذكر حسين أن دبي لها قصب السبق في المشاريع العمرانية والاقتصادية في المنطقة المعروفة بساحل عمان، تلك المشاريع التي يعود تاريخها إلى ما يقارب 120 عاماً منذ تولي الشيخ مكتوم الثاني بن حشر آل مكتوم الحكم عام 1894، وهي وإن كانت جزءاً من الإمارات، لكنها كانت سباقة وخاصة برعاية حكامها الكرام ولما يتمتع به أهلها من حس تجاري.

وقد كتب في دبي، كما أكد حسين، الكثير من الشعراء ومنه ما قاله الشاعر أحمد أمين المدني بقوله:
دُبيّ.. وما أبهاك للعين نزهة
وأجمل ما يبدو للعين، وأبدعُ
حبوتكِ من روحي روائع ثرّةً
بحبي، وأشعار بذكرك تصدعُ

وقال حسين: «كانت دبي ومازالت تقود حملة التنمية والابتكار في كل جديد حتى يومنا هذا، وكانت الأولى منذ أن بدأت تتحول من قرية صغيرة وتتوسع جغرافياً وديموغرافياً، قبل ما يقارب 120 عاماً، بحيث أصبحت اليوم أيقونة المدن وتتجه إليها أنظار الناس في كل مكان».
وتحدث حسين عن المَعلم العمراني والتنموي في دبي الذي بدأ مع حلول عام 1894، بتولي الشيخ مكتوم الثاني بن حشر آل مكتوم ، وكان زعيماً واعياً وذا حس وإدراك، قام بإرسال وفود إلى التجار في سواحل الخليج، يدعوهم إلى المجيء والإقامة في دبي ووفر لهم ميناء بحرياً طبيعياً، هو الخور الذي لا مثيل له في المنطقة، وبنى لهم الأسواق، فاستجاب تجار كثيرون وخاصة من «لنجة» من عرب وعجم وبانيان، وساعد على ذلك الاضطراب السياسي التي شهدته السواحل الفارسية، وبهذا أصبح هذا الميناء، ميناء دبي، أوّل مَعلم عمراني في المنطقة بإدارته وموظفيه ومخازنه ومستودعاته.
واستعرض حسين الكثير من المشاهد والإنجازات والبنى العمرانية والمرافق الرسمية والأهلية، ومن ذلك على سبيل المثال: مجيء أوّل باخرة شحن من الهند في يونيو 1902، ورست في مياه دبي على بعد ثلاثة أميال، وهذه الباخرة هي الأولى إلى المنطقة، ويقال إنها كانت تحمل بضائع لسوق دبي لحساب التاجر عبدالقادر عباس، الذي انتقل إلى دبي من لنجة، عام 1899.
وفي العام 1902 كذلك افتتح غري بول أول شركة بواخر، وكان أول مكتب بريد قد أقيم في سوق البانيان عام 1907، كما اجتمعت لأول مرة في تاريخ المنطقة والخليج الجماهير في دبي في أكتوبر/‏ تشرين الأول سنة 1912 لاختيار حاكم وبايعوا الشيخ سعيد بن مكتوم، وقاد الأهالي المبايعين الشيخ المر بن حريز، وحميد بن عبدالله البسطي، ولم يكن هذا شيئاً عادياً في المجتمعات القبلية التقليدية في الجزيرة العربية.
وذكر حسين أن أول طائرة نزلت في المنطقة، في خور دبي في 1933 واستخدم الخور كمطار للطائرات البرمائية حتى عام 1937.
وكان أوّل مجلس استشاري قد تأسس في 1934 ورأسه الحاكم، وأوّل مجلس للتجار على شكل غرفة التجارة أقيم عام 1940، وكذلك أقيم أوّل معمل للمرطبات، في المنطقة، وهو معمل عبدالرحيم الخاجة، في سوق العبرة في دبي عام 1945، وسميت هذه المياه الغازية «نامليت» وهو يعني بالهندية الشراب المحلى.
واستمر حسين في تعداد المرافق الأولى، حيث أنشئت أول صيدلية في المنطقة، على يد الدكتور محمد حبيب الرضا عام 1946، وأوّل مدرسة على نمط التعليم الحديث أنشأها علي عامر الحمداني من العراق، وسمى مدرسته (مدرسة الحكمة) في راس ديرة عام 1950، وأول متجر لبيع الآلات الموسيقية في المنطقة في دبي متجر الخاجة عام 1950.

وذكر حسين أن أول مطرب غنائي سجل أسطوانة هو محمد بن عبدالسلام من دبي، من كلمات الشاعر العقيلي عام 1951، ومن الأغنية:
قلب الشجي المدلّه
من ذا على الحب دلّه
حتى غدا ذا ولوعٍ
وذا غرام مولّه

في ذات الإطار فقد كان أوّل فريق لكرة القدم، بحسب حسين قد أنشىء على يد عقيل خديجان ومحمد عبدالرزاق بستكي عام 1952، وافتتح أوّل مستشفى في المنطقة وهو مستشفى المكتوم عام 1952، كما افتتحت أول سينما تجارية في المنطقة في ديرة أواخر عام 1954 وهي سينما الوطن في الميدان، الذي سمي بعد ذلك بميدان جمال عبدالناصر.
وأضاف حسين: «في العام 1995 تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ولاية العهد، فدفع بدبي إلى قفزة عمرانية كبرى بخطوات ثابتة الواحدة تلو الأخرى، وهكذا أصبحت دبي في عهده وحتى يومنا هذا أيقونة الدنيا ودانتها، كما تقول أغنية دبي دانة الدنيا، والمكان الذي إذا ذكر تشرئب إليه الأعناق، وظلت كما هي كما قال الشاعر «مبارك بن حمد العقيلي»:
أسرتْنِي بِهواها
منذُ ما كنتُ صبيُ
بلدةٌ طابَ هواهَا
مهبط الخير دُبيُ

شاهد أيضاً

“اللوفر أبوظبي” يقدّم تجارب رائعة في عيد الفطر

  دعا متحف اللوفر أبوظبي زواره للانضام لمشاركة الاحتفال بأجواء العيد في ربوعه الجميلة. وتلتقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *