عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت صدرت حديثا رواية «سيدات الحواس الخمس»، للروائي جلال برجس. التي يسائل فيها بوعي جمالي و فلسفي حواس الإنسان عن الوعي الاستشرافي الذي يرى أن على كل إنسان التحلي به. وجاء تساؤله هذا- على لسان شخصية الرواية، حسبما قال للوكالة: “لما صار العالم عليه مؤخراً من مصائر غريبة آل إليها ” فالعالم حسب برجس قد “عبر باب مرحلة إشكالية شديدة التعقيد تبدل فيها كل شيء، الإنسان، ومكانه، وباتت مواجهة المستقبل مرهونة بمدى القدرة على الحدس، وقراءة القادم حتى يتسنى للآدمي تخطي الكثير مما قد يوجد في الطرق نحو الحياة”.
وعن الرواية قال برجس: “إن ما فكرت به حينما اصطادت مخيلتي فكرة هذه الرواية أننا يمكن أن نفاجأ بهشاشة ما نؤمن به، ونفاجأ بفداحة ما لم نتوقع حدوثه من قبل؛ حينها ربما نتساءل كما تساءلَ (سراج عز الدين) بطل هذه الرواية: لماذا لم يكن لحواسي القدرة على أن تنبئني من قبل بما حدث.”
وأضاف برجس: “الذي حدث في هذه الرواية هو كل ما يتعلق بحقيقة وجودنا الإنساني، وصراعنا مع فكرة العُش الدافئ، ومع الأيادي التي تمتد إليه، وتبعثره، فيأتي الصقيع. الصقيع الموجع لا يأتي إلا في غياب العش.”
وأضاف: في روايتي هذه خمس حواس، وسادسَةْ، وسراج عز الدين، وخمس نساء، ووطن، وأياد شرهة، ومصائر، وأمل يعول عليه، في زمن لا ينفع معه إلا الأمل. وفيها (غاليري الحواس الخمس) الذي بُني في الرواية على جبل من جبال عمان، قبالة مجموعة سليمان الطالع التجارية. مشروعان يتصارعان، النور قبالة الظلام الجديد، وفيها توق لإعادة الاعتبار لحياتنا التي باتت مثل الشرفات في مدننا تظلل بحجة الفضيلة”
يذكر أن جلال برجس روائي وشاعر أردني فاز بعدة جوائز عربية.