الجمعة, 19 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / عمر الراجي: القصيدة لا تعترف بالحواجز .. وجمهور الشعر مايزال نابضا بالحب والحياة

عمر الراجي: القصيدة لا تعترف بالحواجز .. وجمهور الشعر مايزال نابضا بالحب والحياة

لايوجد اهتمام رسمي مغربي  بالفائزين  بجوائز عربية

الشعر فهو حاضر في قلوب الحالمين مثلي

شاعر مغربي فاز بجائزة البابطين، حملت قصيدته وشعره وطار بها عبر مسافات الابداع من بلاد تعشق الكلمة العربية، حظي باهتمام شعبي بعد فوزه، ولكن رسميا غاب الاهتمام به، هو كشعراء جيله يطمحون بغد يليق بإبداعهم ويسعون لتقديم أفضل ما لديهم، هو الشاعر المغربي عمر الراجي الذي كان لنا معه هذا الحوار

في البداية ولننطلق من فوزك الاخير بجائزة البابطين عن فئة الشباب أخبرني عن هذه التجربة وماذا يعني هذا الفوز؟

جائزة البابطين وباعتبار الاسم الثقافي الكبير الذي تحمله هذه المسابقة، وبالنظر كذلك إلى عراقة المؤسسة الراعية وفضلها على الكثير من شعراء اليوم، فإن الجائزة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لي، وبتحقق هذا الإنجاز الذي جاء في وقته المناسب يمكنني القول بأن قصائدي أصبحت تنظر للمستقبل بجرعة أكبر من التفاؤل.

فزت ببلد مشرقي وأنت شاعر مغربي كيف تنظر لهذا الموضوع؟

هذا أمر جيد بالطبع، وفي الحقيقة لقد أوشكت أن تختفي كل تلك الحواجز الهلامية التي توهم البعض بأنها ما تزال تفصل بين شواطئ القصيدة العربية الحديثة، والواقع أن التجارب الشعرية المعاصرة لم تعد تؤمن كثيرا بهذا النوع من الحواجز، وقد فتحت مساحاتها الجمالية آفاقا شاسعة للغة، أعني بها تلك اللغة الممتدة فوق سماء المجاز، تلك التي لا تعترف مطلقا وأبدا بالحدود، كل الحدود..

كيف كان صدى فوزك على اهل بلدك المغرب؟

على الصعيد الشعبي فإن التجاوب كان رائعا بدرجة لم أكن أتخيلها، ويبدو فعلا أن جمهور الشعر ما يزال نابضا بالحب والحياة وهذا يكفي، لذلك لم ألتفت كثيرا للبرود الرسمي اتجاه هكذا إنجاز.. ما دام الأمر منسحبا على تجارب كثيرة قبلي حققت أشياء مهمة دون أن تجد في آذان المسؤولين أي هامش من صدى..

هل شاركت في مسابقات غير البابطين؟

نعم، لقد شاركت مرتين في منافسات أمير الشعراء، وتأهلت في مسابقات كبيرة أخرى.

وكيف كانت هذه المشاركة؟

في أمير الشعراء كان حظ قصائدي الإجازة والثناء الكبير من أعضاء لجنة التحكيم وهذا أمر يسعدني كثيرا، وما زلت أطمح إلى ما هو أكثر وأكبر من ذلك.

لننتقل إلى الساحة المغربية، وانت ابن هذه الساحة كيف تقيم حضور الشعر فيها؟

في الحقيقة أنا أفضل أن أكون ابن القصيدة حصرا، أما الساحة الثقافية في المغرب فلها أهلها الذين لا أعتقد أنهم قدمواْ لها وللثقافة الشيء الكثير، أما الشعر فهو حاضر في قلوب الحالمين مثلي، ولا يضيره كثيرا إن غاب أو غُيّبَ عن مواعيد لا تليق به ولا يليق بها.

ما هو دور المؤسسات الثقافية الرسمية في رعاية الشعر والأدب؟

باعتباري شاعرا أو هكذا أزعم على الأقل، وبالنظر إلى تجربتي المتواضعة.. فإني لم أتذكر في يوم من الأيام أن هذه االمؤسسات الثقافية “الكثيرة في بلدي” قد أفادتني بشيء يذكر، معنوي أو مادي.. لكن يبدو أن لها عذرا ما في ذلك.. وعموما أنا ما زلت أنتظر سماعه يوما ما في زمن ومكان مسبين.

كيف ترى النظرة العامة للشعر في المغرب؟

على مستوى القراءة.. طبعا هناك انحسار شديد لدائرة القراء ولنفس المطالعة بشكل عام، ولعل لهذا علاقة بالإيقاع المتسارع لنمط الحياة، لكن على العموم ما يزال الشعر قالبا ثقافيا جامعًا لكل معاني الجمال والحب وفسحة كبيرة للسؤال.

يفوز عدد من شعراء المغرب بجوائز في المشرق العربي بماذا تفسر هذه الظاهرة؟

نعم هذا صحيح، وهو أمر جيد وإيجابي ليس لمن يفوز فقط، بل لكل الشعراء المغاربة.. فبفضل هذه الإنجازات تحطم صنم كبير من أصنام الخرافة في النقد العربي والذي ظلت بعض أجنحته تكرس فكرة ساذجة للغاية مفادها أن المغرب بلد فكر لا بلد شعر، وفي الحقيقة أن من يطلع على تجارب الشعراء المغاربة لاسيما الشباب منهم، سيكتشف أن هذه النظرة قاصرة عن إدراك الحقيقة، ولعل المستقبل القريب سيميط اللثام عن حقائق أخرى لصالح القصيدة العربية المتصالحة مع كل ضفافها شرقا وغربًا..

الى أي درجة تأثرت ببيئة مدينة طانطان وكانت حاضرة في شعرك؟

صحيح أن مدينتي صغيرة حجما وعمرانا، غير لها أن لها أثرا بالغا في التركيبة النفسية لكل من عاش فيها وأنا واحد منهم، وبالرغم من أنني لا أريد أن أربط تجربتي الشعرية كثيرا بالمكان الذي أنتمي إليه لأنني صديق كل الأمكنة.. لكن يمكنني القول أن طانطان حاضرة وبشكل بليغ في تجربتي الشعرية ولها بصمتها في صفحات قصائدي التي كتبت والتي لم تكتب بعد..

يتجه بعض الشعر في المغرب نحو الحداثة فيما يميل بعضه للشعر الموزون فهل يوجد توازن بين الشعرين في المغرب؟

طبعا يجب أن ننتبه هنا إلى أن الشعر الموزون أو العمودي ليس بعيدا عن الحداثة، فالقصيدة العمودية المعاصرة هي من الأنواع الشعرية الحديثة كذلك، ويكتبها اليوم شعراء كبار ولها جمهور ممتد من البحر إلى البحر. أما في المغرب فقد تشابهت أحوال الشعر.. فالرداءة لا تقصر على شكل دون شكل، كما أن الجمال لا يحتكره شكل دون الآخر، وبالنسبة لي فإن الرهان اليوم أصبح على النص بغض النظر عن القالب الذي كُتبَ فيه..

وماهو دور النقد في تحقيق هذا التوازن؟

النقد عليه أن يلعب دورا واحدا وهو كاف ليحقق التوازن، عليه فقط أن ينتصر للجمال لا لغيره.

بماذا ننهي هذا الحوار؟

سَلَامٌ عَلَى مَنْ في الضّفَافِ

تَضَوَّعُواْ عُطورًا لأَزْهَارِ الْكَلَامِ

وَأَقْفَرُواْ
.

سَلَامٌ لِصَوْتِ الشِّعْرِ

ضَجَّ سُكُونُهُ

ونَهْرٍ لَهُ في الأُغْنِيَاتِ تَفَجُّرُ

أَنَا الْوَطَنُ الْمَغْزُولُ

مِنْ كُلِّ غُرْبَةٍ

تُحاصِرُني في هَذِه الْبِيدِ أَبْحُرُ

.
أَنَا شَاعِرٌ بِالْأَرْضِ

وَقْتَ انْكِسَارِهَا

إذا َأَرَقٌ قَدْ مَسَّها… فَسَأَسْهَرُ
.
وَكُلُّ نَبيٍّ مِنْ تَبَارِيحِ نَزْفِهَا

فِدَاءٌ لَهُ رُوحِي…

إذا الْخَلْقُ أَنْكَرُواْ
.

أُضِيءُ نُجُومًا…

في مَسَاءَاتِ حُلْمِهِ

وَإنّي عَلَى هَامِ السَّمَاوَاتِ مُقْمِرُ

أعِـيـرُ صَــلَاةَ الْـغَـيْمِ طَـعْمَ خُـشُوعِها
وأُصْــغِـي لـِطَـيْرٍ

فــي السَّحَابِ يُـثَـرْثِرُ

.
وأُطعِمُ مِنْ خُبزِ الْقَصِيدَةِ أُمَّتي

وَإنْ جَاعَ طفلٌ

فالكِنَايَاتِ بَيْدَرُ

.
أَنا الشَّاعِرُ الْمَسْكُونُ بِالحُبّ وَالرُّؤى

فَمَنْ يا تُرى

بالشّاعِرِ الطِّفْلِ يَشْعُرُ

شاهد أيضاً

الإمارات : إنطلاق مؤتمر الترجمة الدولي الرابع بمشاركة أكثر من 25 دولة

  بمشاركة باحثون وخبراء من أكثر من 25 دولة انطلقت، اليوم، فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *