السبت, 20 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / القدس بوصلة الشعراء على مر السنين

القدس بوصلة الشعراء على مر السنين

كانت القدس ولازالت على مر السنين بوصلة الكثير من الشعراء العرب الذين كتبوا فيها القصائد التي تحكي عنها وعن وحضورها في الوجدان العربي، فهي عاصمة فلسطين المحتلة، وهي التي لا تغيب عن ذهن وذاكرة أي منا، فهي موجودة في قلوبنا، وجعلناها شعارا رددناه كثيرا القدس عربية وستبقى عربية،

وبهذا الخصوص كان الشعراء يتسابقون إلى القدس شعرا ونثرا وكل منهم يعبر عما بداخله تجاهها ومنهم الراحل محمود درويش الذي قال في قصيدة له:

 في القدس، أَعني داخلَ السُّور القديمِ،

أَسيرُ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ بلا ذكرى

تُصوِّبُني. فإن الأنبياءَ هناك يقتسمون

تاريخَ المقدَّس… يصعدون إلى السماء

ويرجعون أَقلَّ إحباطاً وحزناً، فالمحبَّةُ

والسلام مُقَدَّسَان وقادمان إلى المدينة.

وكذلك ما كتبه الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب عن القدس عندما قال

“القدسُ عروسُ عروبَتِكُمْ

فلماذا أدخَلْتم كلَ زناةِ الليلِ إلى حُجْرَتِها ؟؟

ووقفتمْ تسترقّون السمعَ وراءَ البابِ لصرخاتِ بكارَتِها

وسحبتُم كلَّ خناجرَكُمْ وتنافختُم شرفًا

وصَرَخْتُم فيها أن تسكُتَ صونًا للعِرضِ ؟ “

ولنزار قباني شعر كثير عن القدس ومنها ما جاء في قصيدته: القدس

بكيت.. حتى انتهت الدموع

صليت.. حتى ذابت الشموع

ركعت.. حتى ملني الركوع

سألت عن محمد، فيك وعن يسوع

يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء

يا قدس، يا منارة الشرائع

يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع

حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول

يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول

حزينةٌ حجارة الشوارع

حزينةٌ مآذن الجوامع

يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد

من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة؟

صبيحة الآحاد..

من يحمل الألعاب للأولاد؟

في ليلة الميلاد..

يا قدس، يا مدينة الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان

من يوقف العدوان؟

عليك، يا لؤلؤة الأديان

من يغسل الدماء عن حجارة الجدران؟

من ينقذ الإنجيل؟

من ينقذ القرآن؟

من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح؟

من ينقذ الإنسان؟

يا قدس.. يا مدينتي

يا قدس.. يا حبيبتي

غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

وتفرح السنابل الخضراء والزيتون

وتضحك العيون..

وترجع الحمائم المهاجرة..

إلى السقوف الطاهره

ويرجع الأطفال يلعبون

ويلتقي الآباء والبنون

على رباك الزاهرة..

يا بلدي..

يا بلد السلام والزيتون

وكذلك فال تميم البرغوثي في القدس

مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا      عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها

فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ         فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها

تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ    إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها

وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها    تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها

فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه          فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها

متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً     فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها

في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته

يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ

في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا

يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها

في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،

رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،

قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى

وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً

تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً

مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ

في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ

في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ

في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ

فيما قال الشاعر عبد الرحمن العشماوي قصيدة في القدس عنوانها ” ياقدسي” يقول فيها

ما كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ أبانوا فلقد يَذوبُ بما يقولُ لسانُ لغة الوفاءِ شريفةٌ كلماتُها فيها عن الحبِّ الأصيلِ بَيانُ يسمو بها صدقُ الشعور إلى الذُّرا ويزُفُّ عِطْرَ حروفها الوجدانُ لغةٌ تَرَقْرَقَ في النفوس جمالُها وتألَّقتْ بجلالها الأَذهانُ يجري بها شعري إليكم مثلما يجري إلى المتفضِّل العِرْفانُ لغةُ الوفاء، ومَنْ يجيد حروفَها إلا الخبير الحاذق الفنَّانُ؟ أرسلتُها شعراً يُحاط بموكبٍ من لهفتي، وتزفُّه الألحانُ ويزفُّه صدقُ الشعور وإِنَّما بالصدق يرفع نفسَه الإِنسانُ أرسلتُ شعري والسَّفينةُ لم تزلْ في البحر، حار بأمرها الرُّبَّانُ والقدس أرملةٌ يلفِّعها الأسى وتُميت بهجةَ قلبها الأحزانُ شلاَّلُ أَدْمُعِها على دفَقاته ثار البخار فغامت الأَجفانُ حسناءُ صبَّحها العدوُّ بمدفعٍ تَهوي على طلقاته الأركانُ أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ شمَّاءَ ضاق بصبرها العُدوان،

أما الشاعر  هارون هاشم رشيد فقال قصيد بعنوان لي القدس وقال فيها:

 أجلْ إنّي من القدس وفيها قد نما غرسي جذوري في عروق الصخر في الصّلد، وفي الملس ومن كنعان بي نبضٌ ومن عدنان، من قيس من الماضي، من الحاضر من يومي، ومن أمسي عريق المجدِ والأنساب مشدودٌ إلى الشمس بها أختالُ في الدنيا وأمشي رافع الرأس أنا أعطيتها عمري فدىً، أسكنتها حسّي أنا غنّيتها شعرا رفيع الوقع والجرس أنا منها وإن غرقت ببحر الهمّ والبؤس أنا منها وإن حطّت عليها راية البؤس دمي هذا الذي يجري لها متدفّقَ البجس أنا منها وأفديها أنا بالمال والنفس ولا أرضى لها ذلاً لمحتلّ ومندسّ هي القدس وكم ردّت من الرومان والفرس وكم في خاطر التاريخ من قولٍ ومن حدس عن القدس، وهل أسمى وهل أزهى من القدسِ.

والشاعر راشد حسين يقول في قصيدته القدس والساعة

القدس والسّاعة راشد حسين كانت الساعة  في القدس: قتيلاً جريحاً ودقيقه كانتْ الساعة: طفلاً سرقَ النابالمُ رجليهِ ولمّا ظلَّ يمشي سرقوا حتى طريقه كانتِ الساعة ُ صفراً عربياً كانتِ الساعةُ ميلادَ الحقيقه ْ دقّت الساعة ُ .. دقّتْ دقّتِ الساعةُ! لكن … كانَ ربُ الشعبِ في البارِ يُصلي لعشيقهْ ثُمَ يهديها دمَ الناسِ وروداً شربتْ عطراً وأصباغـاً ولكن لم يشرفها ترابٌ في حديقه كانتِ الساعةُ أصفاراً كباراً كانتِ الساعة ُ ميلادَ الحقيقهْ كانتِ الساعةُ .. أن تنبتَ للأشجارِ الأحجارِ والأزهارِ والماءِ أظافر كانتِ الساعةُ أن يحبَلَ مليونُ رجُلْ علنا نُرزقُ فكرهْ علنا نُرزقُ ثورهْ كانتِ الساعةُ … كانتْ كانتِ الساعةُ: عاقرْ صارَتِ الساعة ُ في القُدسِ … عذارى في ثوانٍ حَبِلَتْ في ثوانٍ وَلَدَتْ في ثوانٍ .. صارت الساعة ُ في القدسِ نضالاً ودقيقهْ. دقّت الساعة ُ … دقّتْ بكتْ الساعة ُ حُباً .. وعذاباً وتمنّت وإذا الطفلُ الذي من دونِ رجلينِ على كفيهِ يمشي وعلى عينيهِ يمشي حاملاً حُلُماً وخبزاً وسلاماً – لِمُقاومْ هامساً أبسَطَ ما صلاّهُ طفلٌ: “قتلوا رجلَي واغتالوا طريقي ولهذا …. لَم يَعُد لي غَيرَ أن أبقى هُنا حتى ولوقبراً …. يُقاوِم” دقّتْ الساعة … دقّت ثُمَ دقّت ثُمَ دقّت دقّتِ الساعة ُ دقاتٍ أخيرهْ ثُمَ ماتت … لَم تَعُد بالقُدسِ للساعاتِ حاجهْ حطمّت ساعاتِهِمْ بنتٌ صغيرهْ عُمرُها مائةُ مليونِ مُعَذّبْ أُمةٌ رغماً عنِ التخديرِ والأفيون ِ يوماً سَوفَ تَغضَبْ ولهذا… كُلَّما مرّت بمحتلي عيون ِ القدسِ طفلةٌ… بنتٌ صغيره فتّشَت أعيُنُهُم , آلاتُهُمْ في صَدْرِها في رَحْمِها في عَقْلِها … عن قنبله. وإذا لم يجدوا شيئاً أصَرّوا : “هذه البنت الصغيرهْ وُلِدَت في القُدسِ والمولودِ في القُدسِ سَيُضحي قُنْبُله صَدّقوا … المولودُ في ظلِ القنابلْ سوفَ يُضحي قُنْبُله”

 

شاهد أيضاً

العثور على جثة الشاعر السعودي محمد بن منصور بن بريك في وادي جهام

  توفي الشاعر السعودي، محمد بن منصور بن بريك، غرقاً في وادي جهام، الذي جرت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *