وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
في مثل هذا اليوم 10 ديسمبر 1988، امتنع الاديب العالمي نجيب محفوظ عن السفر إلى ستوكهولم عاصمة السويد لتسلم جائزة نوبل للأدب شخصيا، حيث أناب عنه ابنتيه فاطمة وأم كلثوم، كما تلى كلمة الأديب نجيب محفوظ في الحفل الكاتب محمد سلماوي الذي مثل وزارة الثقافة في الحفل.
فقد قال الأديب الكبير نجيب محفوظ في كلمته خلال احتفالية نوبل تحت عنوان (نعيش عصر القادة المسئولين عن الكرة الأرضية) بدأها بتوجيه الشكر للقائمين على الجائزة بمنحها إليه عن مجمل أعماله.مقدما نفسه للحاضرين الذين بلغوا 600 مدعو من كبار المفكرين والأدباء والسياسيين في العالم، فقال :(أنا ابن حضارتين هما الحضارة الفرعونية عمرها 7000 عام، والحضارة الإسلامية القائمة على الدعوة إلى التسامح والحرية والمساواة. وتابع: زماننا يبشر بالوفاق بين العمالقة، ويتصدى العقل للقضاء على جميع عوامل الفناء والخراب.
وكما ينشط العلماء في تطهير البيئة من التلوث الصناعي فعل المثقفين أن ينشطوا لتطهير البشرية من التلوث الأخلاقي، فمن حقنا ومن واجبنا أن نطالب القادة الكبار في دول الحضارة، كما نطالب رجال اقتصادها بوثبة حقيقية تضعهم في بؤرة العصر.
قديما كان كل قائد يعمل لخير أمته فقط معتبرا بقية الأمم خصوما، وفي سبيل ذلك أهدرت أخلاق ومبادئ وقيم وأزهقت أرواح وبررت وسائل غير لائقة فساد الكذب والضرر والمكر والقسوة وصارت من آيات الفطنة ودلائل العظمة.
واليوم يجب أن تتغير الرؤية وأن تقاس عظمة القائد المتحضر بمقدار شمول نظرته وشعوره بالمسئولية نحو البشرية جميعا.
اختتم محفوظ كلمته بقوله: لقد ضقنا بالكلام وآن أوان العمل وأصبحنا في عصر القادة المسئولين عن الكرة الأرضية بإنقاذ المستعبدين والجائعين وإنقاذ الفلسطينيين من الرصاص والعذاب.
