الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / انطلاق مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

انطلاق مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة أمس الأول، انطلاق الدورة الثالثة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، وذلك في وسط صحراء الشارقة بمنطقة الكهيف، والذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة. وتابع سمو ولي عهد الشارقة والحضور مسرحية «صرخة ميثاء» الإماراتية، من تأليف سلطان النيادي وإخراج محمد العامري، والتي افتتحت عروض المهرجان الذي يتضمن ثلاث مسرحيات أخرى مستلهمة من البيئة الصحراوية من سلطنة عمان، وموريتانيا في اليومين الثاني والثالث على التوالي ليختتم بليلة المملكة المغربية.
حضر انطلاق المهرجان كل من الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، و خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء السياحي والتجاري، وعدد من أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وجمع من المسؤولين والفنانين والمهتمين بالمسرح والإعلاميين والجمهور رواد المناطق البرية، وسط حضور كبير في أجواء احتفالية كرنفالية استمتع فيها الحضور بالتراث والفلكلور والأهازيج الشعبية، والعرض المسرحي في الهواء الطلق.
تناولت «صرخة ميثاء» قضية التعاضد والتكاتف بين العرب، و تحكي عن قصة فتاة مختطفة «ميثاء»، ومجهودات أخيها «سنان» في استردادها، حيث ينشد أبناء عمومته الذين يخذلونه ويتخلون عنه، ثم يستعين بالأغراب، الذين يعدونه باستردادها، لكنهم يدخلون بلاده ليعيثون في الأرض فساداً، ويتحكمون في البلاد والعباد، حينها يستنجد أهل المكان بسنان لينقذهم من ضيوفه الذين أثقلوا كاهلهم، فيذهب سنان مرة أخرى إلى أبناء عمومته مستعيناً ومستنصراً بهم، ليهبوا هذه المرة لنجدته صوناً للأرض والعرض.
ينفتح العرض على حوارية قوية بين سنان وأمه التي تحثه على إنقاذ أخته، لكنها تجد أن سنان أضعف من القيام بالمهمة، ويدافع سنان عن نفسه بأنه لم يجد السند من أبناء عمومته الذين تركوه ليواجه محنته وحيداً، فتصر الأم على أن يفعل سنان شيئاً، وألاّ يتقاعس الابن عن الأعراف والتقاليد العربية التي ربته عليها، حيث يتحتم عليه أن يقوم بدوره كقائد وإعادة الابنة المختطفة، فتستثير فيه النخوة عبر إنشادها المواويل والأشعار التي تستثير العاطفة، ورغم بساطة فكرة العرض، إلاّ أنها غنية بالدلالات الوطنية والإنسانية، واستطاع المخرج أن يثري العرض تماماً عبر الحوارات، خاصة حوار الأم والابن، والاستفادة من التقنيات المسرحية والسينمائية من إضاءة ومؤثرات صوتية، فضلاً عن توظيف الأشعار النبطية الحماسية، التي تصور مشاهد الحزن والغضب، مما جعل المشهد الدرامي في تصاعد مستمر، ولامس المخرج عبر القصة، القضايا العربية، ونقد التشظي والتشرذم الذي تعيشه الأمة، و نجح في التعبير عن هذه القيم بتكثيف عاطفي وإنساني، وساعد على نجاح العرض كذلك اعتماده على ممثلين تميزوا بالأداء الرفيع أمثال: أحمد الجسمي ومرعي الحليان وإبراهيم سالم وحميد سمبيج، وغيرهم.
وعقب المسرحية عقدت جلسة مسامرة تحدث خلالها عدد من المخرجين والنقاد والممثلين من الإمارات وبقية الدول المشاركة والضيوف، والذين توجهوا بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لرعايته للمهرجان ولاهتمامه الكبير بالحركة المسرحية في الإمارات وكل الدول العربية، ولفتوا إلى أهمية دعم سموه المادي والفكري للارتقاء بالحركة المسرحية، وللبحث عن أساليب جديدة وغير مطروقة للعروض المسرحية، مشيرين إلى أن فكرة مهرجان المسرح الصحراوي، نقلت المسرح العربي نقلة جديدة من التجريب والابتكار، وأخرجته من التقليدية.
وقد أجمع معظم المتحدثين في المسامرة على أن «صرخة ميثاء»، تعتبر فتحاً جديداً في العروض المسرحية، ونجحت في الاستفادة من تقنيات المسرح والسينما وتوظيفها، واستطاع المخرج خلال العرض، الخروج عن التقليدية بجرأة كبيرة، كما أشادوا بالفرقة والممثلين.وفي مستهل المسامرة تحدث كل من مخرج العرض محمد العامري والمؤلف سلطان النيادي مثمنين دعم ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة للمهرجان، وشاكرين الحضور على تفاعلهم مع العرض.
ووصف الناقد المسرحي أحمد خميس، العرض بأنه يمثل تجربة كبيرة، ولفت إلى اهتمام المخرج بالصورة، وتفعيل الحركة على خشبة المسرح، مشيراً إلى أن المخرج نجح أيضاً في توظيف الأجواء التي تخدم فكرة العرض.
وذكرت الممثلة وفاء الحكيم أن الممثلين استطاعوا أن يخرجوا ما لديهم من إمكانات إبداعية، واستغلوا طبقات متعددة من أصواتهم، وأشارت إلى أن الإضاءة كانت ممتازة، وأبدت سعادتها بالمهرجان الذي وظف الصحراء لمصلحة العرض المسرحي، متمنية أن تنفذ عروض مسرحية في الشوارع، بينما ذهب الكاتب جمال الصقر إلى أن الفضاء المسرحي الصحراوي يشجع على الفرجة، فيما أشادت الممثلة انتصار عيساوي بالعرض ووصفته بالمغامرة، التي عاشتها بخوف ورهبة، وأشارت إلى أن العرض احتوى على تقنيات مميزة جداً، كما تميز النص بالشاعرية، ونبهت إلى أن المسرحية استفادت من إمكانات وتقنيات السينما، فجاء العرض مشابهاً للأفلام السينمائية.
و تحدث السينوغرافي خليفة الهاجري، الذي ذكر أن المكان الذي دائماً ما يسبب قلقاً للمخرج، غير أن العامري استطاع أن يسيطر على فضاء عرضه، واستفاد من التقنيات السينمائية والطبيعة، بينما أكد المخرج والكاتب الدكتور كريم رشيد أن المسرح في الشارقة يشهد نقلات نوعية، وصارت له مكانة متميزة في العالم العربي.
وثمن المسرحي والتشكيلي الدكتور محمد يوسف، الجهد الذي بذل في العرض، مشيراً إلى أن المؤلف ابن الصحراء؛ لذلك نجح في خلق عمل صحراوي مميز، وأشاد بالمخرج الذي وصفه بأنه صاحب فتوحات كبيرة في العروض المسرحية، يلجأ دائماً للتجديد والابتكار، فيما عبر الممثل مرعي الحليان عن سعادته بالعرض، لكونه جاء في فضاء يعبر عن الأصالة العربية.
وتحدث مؤلف العرض سلطان النيادي وذكر أنه يشارك في المسرح الصحراوي للمرة الأولى، معبراً عن سعادته بأن يقوم المخرج محمد العامري بتنفيذ العمل.
وفي ختام المسامرة تحدث محمد العامري عن الصعوبات والتحديات التي واجهته، ولفت إلى ضرورة ربط المتلقي بالكلمة والصورة والمؤثرات الضوئية.

شاهد أيضاً

دار الشعر بمراكش تنظم الدورة الرابعة لملتقيات الشعر الجهوية

  تنظم دار الشعر بمراكش بتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة جهة كلميم واد نون، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *