الأربعاء, 24 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “الصالون الثقافي”..تجمع عربي مميز على الواتس آب

“الصالون الثقافي”..تجمع عربي مميز على الواتس آب

الصالون يقدم أطروحات ثقافية عامة ويواكب الحدث..

 “العنزي..السعيد..عواد”..مناقشة حثيثة للفكرة وكوكبة من المثقفين واصلوا نجاحها

في بادرة قد لا تكون الأولى من نوعها إلا أنها امتازت بالتفرّد، يحتفل شعراء وأدباء وفنانون ومثقفون واعلاميون عرب، باطفاء الشمعة الأولى لإطلاق صالونهم الثقافي العربي على تطبيق الواتس آب، والذي يضم عشرات المثقفين والفنانين العرب من الجنسين. حيث يعتبر أعضاء الصالون من خلال القضايا الثقافية والأدبية والفنية التي يتم طرحها ومناقشتها، أشبه بقمة ثقافية مصغرة، تأخذ نصيبها من النقاش والطرح الجاد من قبل الأعضاء.

الصالون الثقافي حيث يجتمع المثقفون ويتبادلون المعارف والآداب دون الذهاب لهذا الصالون أو الجلوس على الكراسي ووراء الطاولات، فهو صالون ثقافي لا يحتاج أن تحمل قلمك وأوراقك عند الذهاب إليه، ولا أن تستخدم الميكروفونات ومكبرات الصوت في قاعاته، ولا أن تحدد له يوما من الأسبوع وساعات معينة من هذا اليوم، إنه الصالون الثقافي “الواتسي”، إن صحت التسمية، وهو أول صالون ثقافي عربي يتشكل على برنامج الواتس أب، الوكالة شدت الرحال إلى هذا الصالون علّها تأتي منه بقبس عن نشأته وأهدافه وفعالياته.

بدأ الحديث الدكتور صالح بن عبود العنزي أحد مؤسسي هذا الصالون الثقافي، وصاحب الفكرة، حيث شرح لنا كيف تشكلت فكرة الصالون، ومن ثم نشأته، فقال:
لوحظ في السنوات الأخيرة، ومع التطور التقني المتسارع، أن وسائل التواصل الأدبية والثقافية بدأت تتحور وتتخلق بما يتناسب مع هذه التغيرات، فمنذ ما يقرب العشرة سنوات لاحظنا انطلاق المئات من المواقع الالكترونية على الشبكة العنكبوتية والتي تعني بالأدب والشعر والثقافة عموماً، فكانت بادئ ذي بدء غرف تجارية تسمى (مقاهي نت)، يضع فيها صاحب المقهى مجموعة من الحواسيب يرتادها المهتمون كل حسب اهتمامه، وبعد فترة ليست بالطويلة ظهر الحاسب المحمول أو ما يعرف (باللابتوب) الذي خف حمله وسهل نقله، فسرعان ما أصبحت مقاهي النت شيئاً من الماضي، وما جرى على (الكمبيوترات) الثابتة جرى على (اللابتوب) بعد ثورة الهواتف الذكية، التي أغنت بشكل كبير عن الكمبيوتر الشخصي، وإن بقى له استخدامات لدى المختصين، ولكن هنا نعني المنتديات والمواقع الأدبية والثقافية.
والحقيقة أن ظهور الحاسب الشخصي والمتنقل وإن أحدث فجوة في العلاقة ما بين الكِتاب المطبوع والمثقفين، وبين المثقفين ذاتهم، إلا أن هذه الفجوة كبرت وترسخت بعد ظهور الهواتف الذكية وما تضمنته من وسائل تواصل اجتماعي، كالفيس بوك وتويتر ومؤخراً الواتس آب، وعلى الرغم من أن هذه الوسائل ساهمت بنشر الثقافة والأدب، وتبادل المعارف والأفكار، ولكن لا زالت تشوبها عيوب وسلبيات المنتديات والمواقع الثقافية التي ظهرت مع انتشار (الانترنت)، وأهمها عدم القدرة على السيطرة الكاملة على مواضيع الموقع ومشاركات الأعضاء، لكثرة الأقسام من جهة، وعدم وجود فرصة التواجد الدائمة، على عكس الهواتف المتنقلة التي يسهل ويسرع المتابعة من خلالها، أضف إلى ذلك بأن أحد أكبر عيوب المنتديات والمواقع بما فيها الفيس بوك وتويتر هي الاختباء وراء الأسماء المستعارة التي كانت تعيق بشكل أو بآخر التبادل الثقافي والفكري توجساً مما وراء أقنعة الأسماء المستعارة، ومن هنا بدأت فكرة الصالون الثقافي عام 2015م عندما لاحظنا انكباب الناس على الهواتف النقالة، مما خلق فجوة افقدتنا التواصل اللفظي والحسي في المجالس والاجتماعات مع الأصدقاء، فاقترحت على الصديق الشاعر (ممدوح السعيد) انشاء صالون ثقافي، يكون وسيلة للتبادل الثقافي والمعرفي بشكل سريع ويتناسب مع الثورة التقنية، وتم اختيارنا لبرنامج الواتس أب ليكون هو المجمع الثقافي الذي يجمعنا لسهولة دعوة الأشخاص وعدم وجود اسماء مستعارة يختفي وراءها الأعضاء، فرقم الهاتف هو عنوانك الشخصي والمثبت.
وتم بالفعل انشاء الصالون الثقافي الأول من نوعه بعد التواصل مع الشاعر والإعلامي (محمد عواد) الذي أبدى إعجابه بالفكرة وكان له المساهمة الأكبر في دعوة الكثير من الشعراء والمثقفين والإعلاميين، لما يتمتع به من خبرة واسعة في هذا المجال، ولثقافته الواسعة التي ساهمت في تنوع اهتمامات الأعضاء وبالتالي المواضيع المطروحة، فانتقل الصالون الثقافي من فكرة إلى واقع بمساهمة الأخوة الذين تم ذكرهم، ومجموعة أخرى من الشعراء والاعلاميين منهم الإعلامي والشاعر هاني الشحيتان والشاعر المبدع عوض الظامي وغيرهم من المثقفين والأدباء.

مضمون الصالون الثقافي

وحول مضمون الصالون الثقافي، يضيف الدكتور صالح العنزي، في الحقيقة حاولنا جاهدين أن يكون الصالون الثقاقي الواتسي، كما أسميناه في البداية، أن يتماثل أو يتقارب على أقل تقدير مع أجواء الصالونات الثقافية الاعتيادية، التي لا تلتزم بالضرورة بترتيب الكلام والمشاركات، وكذلك عدم الالتزام بفرع معين من فروع الثقافة، فهناك الشعراء بشقيهم الفصيح والشعبي، وهناك الكتاب والرواة والنقاد والرسامون والموسيقيون وكذلك الصحفيون والإعلامون، مما أضفى على الصالون الطابع الثقافي العام والشامل، دون الاقتصار على الأدب وفروعه، وهذا هو جوهر الصالون بتقديم أطروحات ثقافية عامة وبشكل مختصر يتناسب مع التغيرات الاجتماعية والثقافية المواكبة للثورة الثقنية وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، ومما يميز هذا الصالون أن هناك مواكبة للحدث، فغالبا ما تمت مناقشة مواضيع لحظية مع وقوع الحدث، دون تجهيز أجندات ومحاور النقاش كما يجري في الصالونات والملتقيات الثقافية الاعتيادية.
وعلى الرغم من هذه المزايا والايجابيات لهذا النوع من الصالونات إلا أنه يصطدم بكثير من العوائق والمنغصات، من أهمها عدم القدرة على ضبط تسلسل النقاشات بشكل كامل، لاختلاف ظروف الأعضاء اللحظية، فقد يكون هناك عضو في حالة تناسب النقاشات والمشاركات، بينما يكون آخر بحالة لا تناسب المشاركة، كأن يكون في العمل أو يقود السيارة وغيرها..
ومن السلبيات كذلك امتداد النقاش لفترات طويلة ومشاركات عديدة يغيب عنها البعض فعند عودته يجد العشرات أو المئات من الرسائل التي لم يقرأها، فيصبح هناك حالة من الكسل لتتبع وإعادة قراءة جميع المشاركات، والحقيقة أن حالات الكسل هذه أصبحت سمة عامة للمجتمع والأفراد مع التسارع الكبير للتواصل وكثافة المعلومات المتناقلة من خلال الهواتف النقالة وما تحتويه من وسائل تواصل اجتماعي.

مميزات الصالون

بدوره الشاعر ممدوح السعيد (أحد المؤسسين)، يؤكد أن ما يميز هذه الفكرة، أن الصالون يختص بالفن والموسيقى والأدب، ويجمع كلا الجنسين ومن جميع الطوائف والجنسيات، فلا تحفظات أو تحزبات دينية أو عرقية.
منوها بأن الصالون تم تدشينه على تطبيق الواتس شهر سبتمر 2016.

شاهد أيضاً

تنظيم الدورة الثامنة لملتقى أسفي الدولي للشعر

تنظم مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بأسفي بالمغرب بدعم من عمالة أسفي والمكتب الشريف للفوسفاط وبتنسيق …

2 تعليقان

  1. الدكتور صالح مفكر ملمْ بواقع الثقاقة الأدبية بمجمل فنونها ، أدرك تماماً حجم الفكرة ، ودورها في رفد الملكة الفكرية اليومية بمجموعة من الأبيات الشعرية والتعليق عليها ،وملامستها للواقع والشعراء الذين تغنوا بهذه الفكرة، في أسلوب جمالي راقي يستمتع القارئ من خلالها ، وأنا بكوني نديماً لصالونه الثقافي عبر الواتس ،وأحد جلسائه في مضافته،لايسعني إلا أن أشد على أزره ،متمنياً له دوام التوفيق والنجاح.

  2. يستعرض لنا الدكتور صالح من خلال صالونه الثقافي وفي خضم تراتبية الحياة ولكسر روتينها بأسلوب جميل ففكرة بيت شعري أو مقطوعة شعرية والتعليق عليها من زاوية أدبية والتسليط على جماليتها الفنية وملكتها الأدبية والأرتقاء بمكونها وسماتها البديعية أو التصويرية لاتنم ْ الإ عن مفكر وأديب يدرك تماماً حجم الفكرة وإيصالها لأكبر عدد من متابعينه ….أشكر الدكتور صالح للمجهود الذي يبذله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *