الجمعة, 19 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / شعراء اليمن و”معركة البطون الخاوية”

شعراء اليمن و”معركة البطون الخاوية”

عندما تئن القصيدة تحت وطأة الجوع..قصائد حصرية للوكالة

بين “سندان الخوف ومطرقة الجوع”، يعيش الشعراء والمثقفون اليمنيون هذه الأيام، في ظل حرب طاحنة وانقطاع المرتبات لأكثر من عام، وهو ما انعكس سلبا على الوسط الثقافي في البلاد.

في “معركة البطون الخاوية”، نجدهم يصارعون بصمت مرارة الفقر والجوع، لا يلتفت اليهم أحد ولا يابه بهم احد، انهم تجار الحروب، يخشون الثقافة وتقتلهم القصيدة.

فكيف يصف شعراء اليمن معركتهم مع البطون الخاوية، تساؤل طرحته الوكالة على عدد من الشعراء، فكانت “آهات القصيدة” هي اجاباتهم الحصرية التي خصّوا بها وكالة أنباء الشعر. وهاكم ما نطقوا به لنا.

العقاب: صرنا نستثقل الأيام ونستبطئ الآخرة

نجم أمير الشعراء الشاعر الكبير أمين العقاب، يُعلق على موضوع التحقيق، من خلال قصيدة خص بها الوكالة:

في هذا الواقع المتعب يعيش المبدع بين سندان الخوف ومطرقة الجوع حائر الجهة مثقل بالقلق يتكئ على ماضي بائس وحاضر نازف ومستقبل بلا وجه ولا ملامح
كنا قبل هذا الواقع نعيش مأساة وجاءت الحرب فصارت مآسي
صرنا نستثقل الأيام
ونستبطئ الآخرة
بل ظهرت في أوساط المثقفين عناوين لكتاباتهم تثير اليأس
كقصيدة( لماذا تأخرت…. رسالة المهدي المنتظر )
فيها عتاب للمهدي المخلص الذي تأخر عن موعده ومنها

سلام على الموت أنشودة المتعبين
سلام على القبر نافذة للسلام
سلام على الراحلين إلى الله من أطفأوا جذوة الحزن في موقد الإنتظار

ولي وطن من رماد
يناديك يا قادماً من ضفاف الجنان
متى سوف تأتي
لماذا تأخرت عنا
هنا يمن الدم والهم والحكمة الضائعة
عصافيره جائعة
…….
وهكذا صارت الحال في هذا الواقع المحال
ركض خلف لقمة عيش ضائعة
ونزف لماء الوجه أمام أحقر البشر
في عصر تحكمه الفوضى

مقطع من نص “طقوس سبئية الدموع”

لعل نبياً ما يمر بحلمنا
فيزرعه في جرة الغيم موعدا

لعل خطى خضراء تمشي بجدبنا
وتبذر للآمال في الغيب هدهدا

جديبٌ فؤادٌ لا يرى الله حاضراً
إذا غاب عنه الكون أو صار أسودا

ومن لا يرى خلف المآسي ابتسامةً
ويصنع ناياً من أسى البعد إن شدا

يقول لنار الوجد كوني غمامةً
على أهلنا تهمي سلاماً مؤبدا

ويحيا نعم يحيا على كف موته
فكم شاعر بالحرف قد أخرس الردى

يمر على الدنيا مليكاً بجوعه ِ
ولو شاء صارت في يديهِ زمردا

يجيد فنون السحر يقتاد موكباً
من الجن لكن مد دنياه مسجدا

يرى ما وراء الغيب.. زرقاء روحهِ
تجلت فصار الكون صرحاً ممردا

تقول له الدنيا وقد شفّ قلبها
لكم هيت يا هذا كفاكم تمردا

فيضحك حتى ترتميْ في طريقه
ويمنحها كي تغسل الليل فرقدا

يعيش كأنّ الأرض في( الجيب) باسماً
وليس له منها سوى بلة الصدى

هشام باشا: أتُصدّقينَ بأنّ أَكْبرَ ثرْوتي   بَيتٌ أعودُ إليهِ بيْنَ جفوني

من جانبه قال الشاعر المتميز هشام باشا في قصيدة أهداها للوكالة بعنوان “حال شاعر”:

أتصدقينَ بأنّ بَعْضَ سِنيني
ظمأٌ إلى كأسٍ مِنْ اللّيْمونِ؟!

وإذا وَصَلتُ إليهِ كاد يخونني
فرحي وتشرقُ بالدموعِ عيوني

و شكوتُ أشجاني إليه و إنّما
هل يَفْقهُ اللّيمونُ كيف شجوني؟

وتركتهُ ورحلتُ مُنْتعلاً فمي
ومُخبّئّاً عن مَنْ هناكَ أنيني

فإذا شعَرْتُ بأنّ لا أحداً تَفَ
جّرَ بي البُكاءُ تَفَجُّرَ البَلّونِ

أتُصدّقينَ بأنّ أَكْبرَ ثرْوتي
بَيتٌ أعودُ إليهِ بيْنَ جفوني؟!

وحديقةٌ مزْروعةٌ تَمراً بلا
تمرٍ وزيْتوناً بلا زيْتونِ

ولديّ مكْتبةٌ مسافرَةٌ على
ظهري بكُلِّ قصائدي ودُيوني

لا تحْزني أبداً ولا تَسْتغربي
إذ ليسَ لي كالناسِ ما يُؤويني

لي مْنزلٌ لكنّ فيهِ تَحَرُّكي
خوْفٌ فقدْ يُؤذيهِ أو يؤذيني

أنا شاعرُ الإنسانِ حيث فَقدتُهُ
إلاّ خيالاً مِنهُ حَوْلَ لُحوني

حيث الضمورُ لشاعرٍ لمْ يَتّخذْ
ممّا يُدوّنُ خَلطةَ التّسْمين

ومَضيتُ في حمْلِ القصيدةَ طاوياً
وصرختُ كُوني في سمائكِ كُوني

أنا صاحِبُ الحرْفِ البريءِ وها هنا
حرفي البريءُ خُرافتي وجُنوني

وَطنِيّتي مجْهولةٌ، وطَني لِمَنْ
جَهِلوهُ في عيني ومَنْ جَهلوني

طَمسوا وُجُوهي إنْ صرخْتُ بوجْهِهم
سرّاً وإنْ وَاجَهْتُهم قتلوني

لو ثُرتُ حتى في السّكوتِ فَثَوْرتي
في داخلي نوعٌ مِنْ”الأفيونِ”

أنا آسفٌ جداً إذا لم أنْتبهْ
لك تَحْضنينَ كتابتي وفنوني

و لرِقةِ التّلميح أنّكِ…… ثم لا
تجدين غير تجاهلي وسكوني

كأسٌ مِنْ اللّيمون يَصْعُبُ نَيْلُهُ
عندي،فكيف أُحِبُّ كي تُغْريني

الحميقاني: لصوص يقتاتون  على السرقات والمال الحرام

من جانبه قال الشاعر والإعلامي أحمد الحميقاني، بأن شعراء اليمن جزء لا يتجزأ من نسيج اجتماعي قوامه نحو 30 مليون نسمة ومن ثم يؤثرون ويتأثرون بالواقع والوضع الذي يعيشه مجتمعهم وأبناء جلدتهم بخيره وشره ونفعه وضره.
وبصرف النظر عن الوضع الراهن السيء الذي يعيشه الشعراء في اليمن بمعية كافة شرائح الشعب اليمني بفعل ظروف الأزمة والحرب -التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل بقدر ما فرضت عليهم من قوى وجماعات لا تحب الخير للوطن والمواطن قدر حبها وحرصها على مصالحها الذاتية الضيقة- فالحقيقة المرة هي أن الشعراء في اليمن تحديدا كانوا وما زالوا مهمشين في السلم والحرب ولم يجدوا أي إهتمام أو تشجيع من الجهات الحكومية الرسمية المختصة كما هو حال شعراء دول الخليج مثلآ…وجاءت الأزمة والحرب الراهنة لتفاقم وضعهم المزري وتزيد معاناتهم المزمنة. وفي قصيدة له خص بها الوكالة، نجد الشاعر الحميقاني يصف حال الشعراء ومعاناتهم منذ القدم، بقوله:

الواقع إن القافية وأهلها في أرض سام
…….ما كان في الماضي ولا الحاضر لهم أي اهتمام
لدى حكومة فاسدة وكل أعضاء النظام
……وكل مصاصي دماء الشعب من خمسين عام
……وما لهم شي سعر أو قيمة لدى كل الأنام
لصوص يقتاتوا على السرقات والمال الحرام
…….لوثار شعبي ضدهم فما عليه أية ملام
لصوص خيرات الوطن وما لهم غير الحسام
…….أو نفيهم خارج ولا يبقى لهم أية مقام

اللباسي: ان قلت انا (شاعر) فمعناه ان وضعي مش تمام

أما الشاعر عبد السلام اللباسي، فقد علق على حال الشعراء “شعرا”، بقوله:

ان قلت انا (شاعر) فمعناه ان وضعي مش تمام..
فالشعر في ارض اليمن ما اكل الشعار عيش..

شاعر حروفه مالها

قيمه ولا اي اهتمام ..

يعني حروفه مثل دوله ضايعه من دون جيش..

وقال شاعر آخر وهو يصف معاناة شعراء اليمن في قصيدة حصرية أهداها للوكالة:

لي
معـــــركة
البطون الخَــاوية

سنقاتل
بالأظافرِ والأسنانِ
من أجلكِ أيتُّها الكــرامة ،

سنأكل
تخمةَ الحكَّامِ
إنْ لم نجــــد خُبــزاً ،

وسنشرب
دمَ القــــانونَ
إن لم نجـــد مـــاءً ،

نحن
البُطُــونُ
الخـاوياتُ ولاؤنا
للهِ ، والإنســــانِ ،والأوطَــــانِ

إنْ
لم نجدْ
في الأرض مانقتاتُهُ
نذهبْ فنأكل تُخمةَ السُّلطانِ

 

شاهد أيضاً

إنطلاق مؤتمر الشارقة الدولي للغة العربية 24 أبريل

  ينظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة، فعاليات الدورة الأولى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *