أقيمت صباح اليوم في مقرّ بيت الشعر، وضمن فعاليّات مهرجان الشارقة للشعر العربي ندوة بعنوان “أثر بيوت الشعر على المشهد الثقافي العربي”، وقد تقصى المشاركون في الندوة الأثر الإيجابي لبيوت الشعر في كلّ من : مصر، ومراكش، وتطوان، وتونس، والسودان، والمفرق الأردنيّ، ونواكشوط، من خلال قراءة الأنشطة التي أقامها كلّ بيت من البيوت التي تم افتتاحها ضمن المبادرة التي أطلقها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، والمتعلقة بإحداث 1000 بيت من بيوت الشعر في أقطار الوطن العربي، وتلمّس الأثر الإيجابي، وهذا ما لخّصه الدكتور الصدّيق عمر الصدّيق مدير بيت الشعر في الخرطوم بقوله” لقد بلغت مبادرة سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي مبلغا عظيما من النجاح، وكسبت الرهان، فأصبحت للشعر دولة، ففي السودان عمل بيت الشعر على إعادة الشعر إلى الصدارة بعد طغيان النشاط السردي بمؤسساته الفاعلة، كما “أثّر في توجيه الحركة الأدبيّة بتبني الخطاب العلمي الموضوعي في كلّ القضايا الحيويّة التي تمثّل معتركا”. بالاضافة الى التوثيق للحركة الشعرية في السودان, ورفد الساحة الشعرية بالشعراء الجدد, وتدريب الشعراء وإعدادهم للمحابر والمنابر.
وقال ا.د. عبدالله محمد سالم السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط” إن مبادرة بيوت الشعر، وهي تتأسّس، أصبحت سيدة المشهد الثقافي العربي بلا منازع، ونالت تقدير المجتمع حكاما ومحكومين للمبادرات الجادة، الآن ومستقبلا النهوض بالثقافة العربية لصالح بناء الإنسان النموذج، فلقد أعادت تجربة بيوت الشعر إلى الإنسان العربي أمله في الخروج من الأنفاق التي حفرتها مسالك الجهل والتطرف والإرهاب إلى آفاق الانفتاح الحضاري واستعادة القيم النبيلة: قيم الحب والتسامح والحوار”.
وقال مخلص الصغير مدير بيت الشعر في تطوان” واصل بيت الشعر في تطوان برامجه الشعرية، والثقافية خلال سنة 2017، وقد صار من أبهى المؤسسات الثقافية حضورا وأزهى المراكز الشعرية تألقا في المشهد الثقافي بالمغرب. مثلما غدا بيت الشعر أشد انفتاحا على المشهد الثقافي العربي، ضمن المبادرة التي أطلقها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، والمتعلقة بإحداث 1000 بيت من بيوت الشعر في أقطار الوطن العربي” وأضاف “تشتغل دار الشعر في تطوان في صيغة مؤسسة ثقافية شعرية، وبمنطق العمل المؤسساتي والاحترافي، تحت إشراف مجلس إداري مغربي إماراتي، وضمن مشروع عربي أصبح ذائع الصيت والصوت، هو مشروع بيوت الشعر في الوطن العربي. ودار الشعر بقدر ما توجد في قلب مدينة تطوان وعمقها الثقافي والحضاري المغربي الأندلسي، بقدر ما تمتد تظاهراتها وفعالياتها إلى مختلف المدن المغربية، بقدر ما تنفتح على المشهد الثقافي والشعري العربي”، واختتم ورقته بقوله “لقد كان لدار الشعر ولا يزال أثر جميل على المشهد الثقافي المغربي والعربي، لما استطاعت هذه الدار أن تكون مستقرا ومقاما للشعراء المغاربة والعرب، باختلاف تجاربهم ومذاهبهم في الكتابة الشعرية العربية الراقية. ولا تزال أبواب الدار مفتوحة أمام كل الشعراء، مثلما لا تزال نوافذ الدار تطل على كل الجغرافيات الشعرية”.
وقال فيصل علي العجيان مدير بيت الشعر بالمفرق الأردني “بدأت هذه المبادرة تركت أثرا جميلا ومتميزا في المشهد الثقافي العربي عموما وفي مجال الادب والشعر خصوصا، تتضمن هذه الورقة مجموعة من الافكار التي تعبر عن الأثر الذي تركته بيوت الشعر في المشهد الثقافي، ويستمر عطاء بيوت الشعر لتنير دروب الأدب وتعيد للشعر العربي ألقه وأصالته ولتعطي اللغة العربية بوحها ونفسها الأمومي الصادق الذي يجمع أدباء العربية تحت مظلة واحدة، مترفعة عن الجهوية، جامعة لأصحاب القلم النقي ،وهم يوجهون الشعوب نحو الرقي والرفعة، ويشكلون رابطا قويا متينا يربط الشعوب العربية بتسامي الأدب ورفعة الحرف والكلمة”، وأضاف ” وعلى صعيد المؤسسات الثقافية فإن بيوت الشعر وتجربتها النبيلة أثرت وحفزت كثيرا من المؤسسات القائمة على الفعل الثقافي، ولفتت انتباهها إلى أهمية العودة الى اللغة العربية، وزيادة الاهتمام بها كحاضنة للإبداع، وناقلة للرسالة الثقافية من موقعها الى العالم، وبرز هذا الاهتمام بزيادة اهتمام مديريات التربية والتعليم بمسابقات الشعر، واقتصارها على الشعر الفصيح كشرط للتقدّم، والتغني بنجاح الطلبة والاحتفال بهم، وهذا الأمر ملموس، ومحسوس في الآونة الأخيرة”.
وهو ما أكّده الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر في مصر الذي ذكر الأنشطة العديدة التي أقامها البيت من خلال استضافة الكثير من الشخصيات الثقافيّة المؤثّرة في المجتمع، وهذا التأثير تجلّى في النصوص الشعريّة، فأصبح نهرا متدفّقا بالعطاء، وهو ما عبّرت عنه الشاعرة هاجر عمر في مشاركتها بقصيدة “بيوت الشعر” حين قالت:
أصبح الشعر في الكنانة نهرا
مثلما النيل رمزنا والنماء
بيت شعر يعيد للشعر شوقي
ولسلطان حكمة ولواء
واستعرضت الشاعرة جميلة الماجري مديرة بيت الشعر في القيروان من خلال مادة مصوّرة أبرز أنشطة البيت الذي أقيم في هذه المدينة التاريخية، فاستمدّ منها وهجها، وقال الشاعر عبدالحق الميفراني مدير بيت الشعر بمراكش “إنّ البيت هو انفتاح جديد على تنوع التجربة الشعرية،ومن المنتظر أن يسهم في إعطاء دينامية جديدة للبرامج المتعلقة بتداول الشعر بين جمهوره ومن مختلف الفئات، وإضافة نوعية للمشهد الثقافي الخصب التي عرفت به المدينة”، مضيفا ” بيت الشعر بمراكش جسر لحوار ثقافي، يمتد في عمق المغرب الغني بثقافاته، وبمنجزه الشعري الخصب. وهو أيضا فضاء يلتقي فيه الشعراء للإسهام في انفتاح الشعر على آفاق جديدة.. لترسيخ مبادرة نبيلة تسعى الى تطوير الحركة الشعرية المغربية والعربية”.
وفتح مدير الندوة الشاعر عبدالعزيز الهمامي باب المناقشات، والمداخلات إثراء لها.