الأربعاء, 24 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / البكالي: القصيدة تختفي في زحمة غبار الرصاصة، لكنها حية وباقية

البكالي: القصيدة تختفي في زحمة غبار الرصاصة، لكنها حية وباقية

الشعراء آخر ما أبقى اليقين على الأرض

المبدع اليمني لحالة اهمال قاتلة

من زحمة الرصاص والموت انبثق أمله في الحياة، فقد وجد رمقا لها هناك في اليمن، لم تترك المعاناة باباً إلا وطرقته لكنه حوّلها لبوح شعري يتسلل إلى القلوب ويعصرها من شدة الوجع، فهو يتكئ على الحزن ويستمع لشكواه فهل يشتكي أحد منه؟، هو شاعر لم يجد في يمنه مساحات إلا للوجع فكيف ستكون هناك مساحات للإبداع، لكن إبداعه كان سبيلا له للفوز مؤخرا بجائزتين الأولى جائزة السنوسي التي حل فيها ثانيا، والجائزة الثانية هي جائزة ملتقى شعراء ريمة، التي جاء فيها أولا هو الشاعر اليمني ياسين محمد البكالي الذي كان ضيفنا في هذا الحوار.

ياسين البكالي اسم لمع في سماء الشعر فمن هو ؟

ياسين البكالي شاعر من محافظة ريمة اقليم تهامة مواليد عام1980م بكلوريوس فلسفه وعلم اجتماع وتمهيدي ماجستير ادارة، نشأت من أسرة ارستقراطية تلاشت مع الزمن في ظل الظروف السيئة التي تمر بها البلاد، لدي خمسة دواوين مطبوعة وثلاثة تحت الطبع ومتزوج ولدي ولدان وبنتان.

من رحم المعاناة والألم فازت قصيدة لك بجائزة وهي قصيدة “متوكِّئٌ بالحُزنِ” حبذا لو تضعنا بظروف كتابتها  وظروف الفوز؟

قصيدة المتوكئ بالحزن قصيدة تصف حال طفل يمني في صوره يحمل دبة غاز ويتسلق الجبال وقد شاركت بها في وصف الصورة في قناة رشد الفضائية واستطعت الحصول على المركز الاول من 32 متقدما للمشاركة ولعل أجمل بيت قلته فيها

متؤكئ الأحزان يحملُ همّهُ

حتى كأن الآه صارت أُمّهُ

وماذا تقول وأنت تفوز بقصيدة عن واقع أليم يعيشه أهل اليمن؟

قصائدنا على العموم في هذي الظروف هي انعكاس للواقع اليومي التي تمر به البلاد فالوجع هو سيد الموقف في مجمل ما نعيشه

رمق آيل للحياة عنوان شعري جميل من أين استقيت هذا العنوان لديوانك الرابع؟

ديوان رمقٌ آيلٌ للحياة استقيت عنوانه من الأحداث العربية بشكل عام ومن الأحداث اليمنية بعد عام 2014م والمآسي المتلاحقة التي شهدتها البلاد وحاولت الخروج برؤية وجودية على أن هناك رمق ما زال في هذه الأمة سيظل قادرا على أن يوجد حياة والديوان طبعه نادي الإحساء الادبي بالسعوديه وانتهز الفرصه لأشكر الدكتور ظافر الشهري رئيس النادي على تفاعله مع نصوص الديوان ؤتفاعله معي كشاعر.

وكيف تصوره للقارئ العربي الذي لم يتمكن من قراءته؟ قلت عنه أن يتضمن انكسارات ما بين الواقع وما يجب أن يكون فبرأيك هل يستطيع الشعر أن يغير الواقع؟

لا يستطيع الشاعر بقلمه ان يغير الواقع إلا بتوفر معطى موضوعي لسلطة ترى في الشعر إكسير حياة ولكن عوالم الشعر تظل هي بوصلة ميثولوجية تهدي القادمين من سراديب المعرفة إلى القيم العليا للإنسان كإنسان أولا

إذا لم يستطع الشعر فعل التغييرفبرأيك ماهو دوره؟

الشعراء آخر ما أبقى اليقين على الأرض ولكن الرصاصة والقصيدة ضدان لا يلتقيان وفي بلداننا العربية وأخص التي تدور فيها الأحداث الداميه وجدنا القصيدة تختفي في زحمة غبار الرصاصة وأقول تختفي ولكنها حية وباقية فقط لم تترك لها الرصاصة وقتاً للنهوض بمجتمعاتنا

نعيش في زمن امتطى أشباه الشعراء منابر الشعر، كيف وصل هؤلاء ومن غيب الشعر الحقيقي؟

امتطى اشباه الشعراء الموقف مستغلين المساحات الشاغرة التي تركها العالم الإفتراضي بمواقع التواصل المختلفة التي استطاع فيها الانتهازيون استغلال التواصل عن بعد الى ان يظهروا كشعراء وأدباء دون وجود رقيب يوقفهم عند حدهم ومع ذلك يظل ناموس الكون يفرض بنوده المعرفيه وفق قاعدة

وأما الزبد فيذهب جفاءً، وسرعان ما تتلاشي طوابير السراب أمام خرير الماء

“أحد ما يشتكي الآن منك” هو عنوان ديون لك صدر عام 2017 هذا الديوان صدر في زمن قلبت فيه المفاهيم، وتغيرت الأحوال فهل وضعت فيها عصارة ألمك وجسدته ببوح وكلمات؟

“أحدٌ ما يشتكي الآن منك” هذا أحب ديوان إلى قلبي وفيه حاولت أن أكتب عني وعن حالة ذهنية ومعرفية عشت فيها مع الموت لحظات وجع ولحظات ود وهو عنوان لأكبر قصيدة في الديوان ارفقته بمجموعة قصائد تتناول فلسفة الموت ككائن يخافه الناس وفيه سيميائية ميتافيزيقية تساعدنا في الغوص عميقا في ذواتنا مستكنهين حقائقنا الوجوديه وقد كتبت قصائده في لحظات شعرية طافحة جمعت بين الألم والأمل

يعيش الشاعر اليمني في ظل حرب قاسية، كيف يجد ذاته في هذه الحرب وكيف يطور هذه الذات؟ ليصل بها إلى بر الأمان؟

الشاعر اليمني يمر بأحرج وأقسى الظروف الإجتماعيه في هذه السنوات، فقدنا حتى اللقائات الاسبوعية التي كانت تضمنا في المؤسسات الأدبية علاوة على الظروف الاقتصادية السيئه التي زجت بالمبدع اليمني في أتون فجيعة مستمرة

ومع ذلك استطاع ثلة من المبدعين ان يشحنوا عواطفهم ببراكين مهولة من الوجع تشكلت فيها القصيدة فصارت أكثر بهاء وأكثر وجعا في آن، ومشكلتنا كمبدعين يمنيين أننا لم نجد أحدا من الجهات الرسمية المتناحرة تنظر إلينا بالمطلق، كلها مشغولة بكشف سوأتها فقط، وتعرض المبدع اليمني لحالة اهمال قاتلة ولولا بقية من أمل وإصرار لما استطعنا النهوض

ماهو جديدك على المستوى الابداعي والكتابي؟

جديدي على المستوى الابداعي رواية (وردة النار) ولي اعمل عليها منذ سنتين وفيها لخصت ميثولوجية التراث العربي الاسلامي ووظفت الموروث الثقافي بالحنفية الابراهيمية التي خرج صاحبها من النار ليكون أكثر بردا وسلاما للأمة وجسدت فيها سيرتي كيتيم ومنفي في بلده وفي منفاه معا، وكذلك لدي ديوانان شعريان ينقاشان فلسفة الحكمة وحكمة الفلسفة عنوان الأول “قبل أن يطفئ الماء قنديله.

بماذا تحب أن تنهي هذا الحوار.

أخيرا أشكر لك هذا الحوار وأتمنى أن اكون قد استطعت ان أوفر على القارئ الاستنتاجات قبل المقدمات وأهدي وكالة الشعر هذا النص الجديد

على ضفاف الشوك

لأنكَ لم تعش وطناً لتلقى

بلادَكَ فاتّخِذ سبباً لتَبقَى

ونادتني.. لقد أوغلتَ ورداً

وأنتَ على ضِفافِ الشوكِ مُلقَى !

وكُنتُ بمِلءِ نسياني أُغنّي

فيَنسكِبُ الحنينُ عليَّ وِدقا

لقد أفرطتَّ جِداً في ابتزازي

إلى أن ضِعتُ بينَ يديكَ حقّا

أقولُ لشاعرٍ ما زالَ يهذي

على شُبّاكِ مَن نزفَتهُ عِشقا

وظلَّ يُعِدُّ افطاراً شهيّاً

لها ويُهيّئُ القُبلاتِ أُفقا

وحتّى الآنَ يُحرِجُ أُمنياتي

كحبلٍ لاحَ في أنظارِ غرقى

سأخرُجُ عن سَرابِكَ لو مجازاً

فرِفقاً بي ولو في الماءِ رِفقا

أنا سَفَرٌ طويلٌ دحرَجتهُ

على الأيامِ ذاكرةٌ لحَمقى

سؤالٌ عاثرٌ في ذِهنِ طفلٍ

يُحاولُ أن يرى في الناسِ فَرقا

شاهد أيضاً

مشاركة فاعلة لإتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في معرض أبوظبي للكتاب

  يُشارك اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024 الذي ينطلق في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *