الجمعة, 19 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / اياد الحكمي: يقدم مشاركته في المربد “عن بعد”

اياد الحكمي: يقدم مشاركته في المربد “عن بعد”

بعد تلقيه دعوة للمشاركة بمهرجان المربد الشعري الذي تقام فعالياته في مدينة البصرة العراقية تقدم أمير الشعراء في الموسم السابع اياد الحكمي باعتذار للمنظمين حيث قال: بأسفٍ شديدٍ، أرفعُ اعتذاري إلى العراق العظيم، وأشكر لجنة مهرجان المربد الشعري على الدعوة الكريمة والتسهيلات الاستثنائية التي قدمتها لنا في سبيل الوصول إلى البصرة والمشاركة في المهرجان، ثم حال بيننا وبينهم أنْ تعذَّرَ علينا استصدار بعض التصاريح اللازمة لسفر السعوديين إلى العراق، وذلك لضيق الوقت.

كتبتُ هذه القصيدة بنيةِ قراءتها هناكَ واقفًا بين يديْ سيّدي السيَّاب، وها أنا أضعها هنا واقفةً لوحدِها بين أيديكم، فبلِّغوا العراقَ عنِّي:

وقفتُ

حتى كأنَّ القلبَ قد وقَفَا..

وأطفأَ الليلَ والأضلاعَ وانكشَفَا

مُذ كانَ يشهقُ موّالًا

بلا نفَسٍ

ويزفرُ الآهَ

لا هاءً ولا ألِفَا..

ما زالُ ينسلُّ

من ذنبٍ إلى ألمٍ..

اللهُ يعلمُ ما قاسى وما اقترَفَا

ولم يزلْ حَجَرًا

يبكي على امرأةٍ غيمٍ

فما أمطَرَتْ يومًا ولا نَشِفَا

يحيا ويفنى هوىً

من أجلِ أغنيةٍ..

والحُبُّ، كالشِّعرِ، أنْ يأتي وينصرِفَا

ونارُهُ لم تزلْ بابًا لجنّتِهِ..

لا يقطفُ الوردَ

إلا من بهِ قُطِفَا

كأنّهُ

-وهْوَ ينمو من فجائعهِ-

هذا العراقُ المُغنّي كُلَّ ما نزَفَا

*

وقفتُ

و(المتنبِّي) مُمسكٌ بيِدي..

ألَّا أغادرَ حتى أملأَ الصُّحُفَا

وأنْ أعلِّمَ شِعْري

كيف يهتفُ بي

وكيفَ يسمعُ إنصاتي لِما هتَفَا

وأن أميِّزَ صدقي فيهِ من كذِبِي

كما أميِّزُ بين اللهِ والخُلَفَا

أمسَكْتُ بالريشةِ الأولى

وباللُّغةِ الأخرى

ورحتُ أغنِّي كيفما اختلَفَا

أُعيدُ (جلجامشًا) حيًّا

وأمنحُهُ وقتًا

فيقتلُ (أنكيدو) كما حُذِفَا

أخطُّ بالسيفِ بغدادًا

تُزندِقُني

وبالمآذنِ بغدادًا

لأعتَكِفَا

وأقرأُ (المومسَ العمياءَ)

مُنغَمِسًا فيها

وأنشودةَ (السيَّابِ)

مُرتَشِفَا

في مهبطِ العِشقِ

أبْني مكَّةً حرَمًا

وكربلاءً لهذا العشقِ أو نجَفَا

وبَرةً للجنوبيِّينَ

أو تَعَبًا

أمشي إليهِ جنوبيَّ الخُطى دَنِفَا

*

وقفتُ،

كلُّ نبيٍّ حاملٌ وجَعي..

ما أعظمَ الوجعَ المحمولَ والكتِفَا

لمستُ -في خجلٍ- حزنَ (الحسينِ)

وإذْ يدايَ نهرانِ

من إيمانِهِ ذُرِفَا

أضأْتُ

ملءَ دمِ الطفلِ الشهيدِ

سَرَى بين الكفوفِ

يُحَيِّي كلَّ مَن غرَفَا

يكفِّرُ النومَ عن حُرّاسِهِ

ويرى حزنَ البيوتِ الذي ما نامَ..

منذُ غفَا

كنتُ الغيابَ الذي يمتدُّ بينهما..

أُحصي سُكوتَ الثكالى

إذْ يصحْنَ: كَفَى

وكنتُ أهربُ من موتي؛

لأقتلَهُ

وكنتُ أُفْلِتُ من غيبي؛

لأعتَرِفَا

أنِّي اطَّلعتُ

على ما ليس يحملُهُ نجمٌ ولا جبَلٌ

إلا هوى كِسَفَا

فما رأيتُ رياحَ الموت

قد هَدَأَتْ..

ولا نخيلًا عراقيًّا قد ارتجَفَا

*

وقفتُ

لا أبرحُ المعراجَ منكسرًا

ولا أعودُ لقومي غاضبًا أسِفَا

(الحمد للهِ

لا مجدٌ ولا شرَفٌ)

حتى استهلَّ العراقُ المجدَ والشرَفَا

الحمد للهِ

أنَّ المجدَ بعضُ دَمٍ

ما جفَّ حتى أحالَ الموتَ بعضَ شِفَا

الحمدُ للهِ

أنَّ الموتَ بعضُ غدٍ

ومُدِركُوهُ عُتاةُ الأرضِ والضُّعَفَا

وأنَّهُ وطنٌ

للمُرهَقِينَ من الدُّنيا..

ودربُ المآسي بعدُ ما انتصَفَا

وأنه شرَفٌ لا بدَّ منهُ..

وأنَّ الأرضَ إن لم تكنْ مأوىً

فمُلتحَفَا

وأنَّنا تحتَها

أعلى وأطهَرُ مِمَّنْ مزَّقوها

وعاشوا فوقها جِيَفَا

والحمدُ للهِ

أنِّي حيثُ تدفنُنِي

(أرى العراقَ أمامي حيثما وقفَا)

 

شاهد أيضاً

الإمارات : إنطلاق مؤتمر الترجمة الدولي الرابع بمشاركة أكثر من 25 دولة

  بمشاركة باحثون وخبراء من أكثر من 25 دولة انطلقت، اليوم، فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *