السبت, 20 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / إطلاق «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي»

إطلاق «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي»

«الحوار الثقافي».. يتوج العلاقة التاريخية بين الإمارات وفرنسا

أطلقت صباح أمس مبادرة «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» خلال زيارة معالي إدوارد فيليب رئيس الوزراء الفرنسي إلى متحف اللوفر أبوظبي بجزيرة السعديات بحضور معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي زكي أنور نسيبة وزير دولة، ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة.

وقد تفقد رئيس الوزراء الفرنسي خلال جولة له مرافق المتحف وما تضمه من معروضات فنية تجمع بين مختلف الثقافات، وتقدم للعالم رسالة مفادها أن الإمارات ستظل مفتوحة على كافة ثقافات العالم وفق قيم أساسها التسامح والتعاون والتعايش السلمي. وبحث الجانبان خلال الزيارة التعاون الثقافي المشترك بين البلدين وسبل تطويره.

ويأتي إطلاق «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» بمثابة تكريم لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» واعترافا بجهوده في تأسيس «الاتحاد»، وتقديراً لمسيرته في قيادة دولة الإمارات نحو مستقبل يليق بتاريخها وإنسانيتها.

وقال معالي رئيس الوزراء الفرنسي – في كلمة له بهذه المناسبة – إن دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية تجمع بينهما علاقة تاريخية وطيدة بنيت على أسس متينة أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتطورت بشكل كبير خلال العقود الماضية وظهرت انعكاساتها في الحراك الثقافي المشترك بين شعبيهما لتتوج بإطلاق مبادرة «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» بالتزامن مع فعاليات «عام زايد».. مشيرا إلى تنظيم عدد من الفعاليات لإبراز الوجه الجمالي والحضاري لدولة الإمارات في فرنسا من بينها معارض لفنانين إماراتيين.

واعتبر أن متحف «اللوفر أبوظبي» وجامعة «باريس السوربون أبوظبي» وغيرهما من المرافق العلمية والثقافية تعد من ثمار هذا التعاون المشترك بين الجانبين، وعنواناً لسعي حكومتي البلدين في تطوير وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات والذي يتوج اليوم بإطلاق «الحوار».

وقال إن «اللوفر أبوظبي» هو متحف لا يقل جماله العمراني عن قيمته العلمية والثقافية الأصيلة.. مشيرا إلى أن المتحف، منذ أن افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، يعتبر ثمرة عشر سنوات من التعاون المتواصل والبناء بين الجانبين.

وأكد أن المتحف بدأ بتحقيق ما تطمح إليه الدولتان في جعل الثقافة محط اهتمام العالم، حيث أتاح لأكبر عدد من الأشخاص فرصة التعرف على الثقافات المختلفة في سن مبكرة، بما يُسهم في خلق ثقافة التسامح والتفاهم المتبادل.

وأشار إلى أن «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» يعد فرصة متميزة لتوسيع أطر المبادرات والمشاريع والبرامج المختلفة، خاصة أن الفن والذكاء الاصطناعي وحماية التراث الثقافي المعرض للخطر وتعزيز اللغتين الفرنسية والعربية في البلدين تعتبر من المجالات ذات الأولوية.

قيم التطور الثقافي

من ناحيتها رحبت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، بزيارة معالي إدوارد فيليب رئيس الوزراء الفرنسي والوفد المرافق له إلى متحف اللوفر أبوظبي، لما يمثله من رمزية للعلاقات المتميزة والروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية، ويبرز قيم التطور الثقافي بين البلدين، وسعيهما الدائم إلى تعزيز التقدير العالمي للإنتاج الثقافي الإنساني.

واعتبرت معاليها في كلمة لها أن المتحف يُسهم في ترسيخ مكانة الإمارات عالمياً كمظلة تتكامل فيها مختلف ثقافات العالم على أرضية من التسامح والمحبة والسلام تعزز من القيم الإنسانية العليا والقواسم المشتركة بين الجميع.. مؤكدة أن إطلاق «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» هو تتويج لجهود مشتركة من أجل المزيد من التعاون الذي يركز على الشباب والإبداع والابتكار وتبادل المعارف والخبرات.

وأشادت الكعبي بدور المؤسسات التعليمية الفرنسية وعلى رأسها «جامعة السوربون أبوظبي» في نشر الوعي الثقافي والمعرفي ليس للفرنسيين فحسب، حيث نهلت منها عشرات العقول العربية التي ساهمت في تطوير المشهد الثقافي المحلي والعربي بشكل عام.

وقالت إن دولة الإمارات تستضيف اليوم أكثر من 30 ألف مواطن فرنسي اختاروا العيش فيها، وتعتبر فرنسا البلد المضيف الرابع الأكثر شعبية للطلاب الإماراتيين للدراسة في جامعاتها، ويتم تدريس اللغة الفرنسية في المدارس في أنحاء دولة الإمارات لما يزيد على 60 ألف طالب وطالبة، وفي الوقت نفسه تعتبر فرنسا ثاني أكبر شريك تجاري ورابع أكبر مستثمر أجنبي للإمارات.

وأشارت إلى استضافة متحف الشارقة للآثار معرض «40 عاما من التعاون الأثري بين الإمارات وفرنسا» تتضمن 100 قطعة أثرية وكنوزا عثر عليها في 5 إمارات بالدولة كنتيجة لأربعين عاما من التنقيب المشترك بين البلدين الأمر الذي يدل على متانة العلاقات الثقافية.

كما أشارت إلى التعاون مع فرنسا في مهمة تجديد واحد من رموزها الثقافية، وقد تم الوصول إلى المرحلة الثانية من أعمال الترميم القائمة على المسرح الإمبراطوري في قصر فونتينبلو والذي بني منذ 800 سنة، حيث من المقرر أن تنتهي أعمال الترميم بحلول ربيع عام 2019. وتقدمت بالشكر إلى الحكومة الفرنسية على تكريم هذا المسرح بإطلاق اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله، عليه.

واعتبرت افتتاح مدرسة «فان كليف آند اربلز» في دبي مثالا رائعا على التعاون الإبداعي بين البلدين عبر إتاحة الفرصة للمبدعين من مصممي المجوهرات على الاطلاع على معنى الكمال في احتراف هذا الفن.

مبادرات تجمع بين شخصيات فرنسية وإماراتية

يضم عام الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي عددا من المبادرات التي تجمع بين شخصيات فرنسية وإماراتية من أبرزها «معمل مشترك للفن المعاصر والخبرات» في متحف اللوفر أبوظبي، لعرض نتيجة مشروع تعاوني إضافة إلى معرض «من متحف اللوفر إلى آخر»، الذي يجمع أكثر من 150 قطعة من روائع متحف اللوفر «المجموعات الملكية» وقصر فرساي، وبرنامج «دوائر العالم» الذي يعرض من مجموعة من المكتبة الوطنية الفرنسية، و«ألبوم العالم 1842 – 1896»، وكذلك معرض «حوار بين الشرق والغرب» لثلاثين لوحة زخرفية من مجموعة النابيس.

كما يضم برنامج الحوار مهرجان السينما الفرنسي ومهرجان فرانكو في أبوظبي ودبي ومشروع الإذاعة الناطقة بالفرنسية وسلسلة من المناقشات التي تنظم على مدار العام بالمشاركة مع سوربون أبوظبي مع التركيز بشكل رئيسي على مواضيع التراث والفن والذكاء الاصطناعي ومعرض باريس للكتاب.وتضمن البرنامج تبادل الإقامة بين فنانين من الإمارات وفرنسا مع التركيز على الفن والابتكار ومهرجان أبوظبي ومهرجان الثقافي الإماراتي المتعدد التخصصات بالشراكة مع السفارة الفرنسية، إضافة إلى تنظيم العديد من الحفلات الموسيقية من قبل فنانين فرنسيين علاوة على المعرض الدولي للفن المعاصر في دبي بحضور فريق فرنسي إماراتي والقمة الثقافية الدولية التي تجمع بين قادة الثقافة العالميين في أبوظبي و«معرض أبوظبي للكتاب».

«الشيخ زايد والأوروبيون»

يحتفي برنامج الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي بـ«عام زايد» من خلال فعالية «الشيخ زايد والأوروبيون» حيث تشارك فرنسا في إنتاج معرض مع وفد الاتحاد الأوروبي في دولة الإمارات بمنارة السعديات، إلى جانب تنظيم معرض التصميم للمواهب الفرنسية والإماراتية الناشئة في هذا المجال، وتتيح دولة الإمارات عدداً من جوانب التعاون المستقبلية في إطار السعي المستمر لتطوير الثقافة، ومنها تمكين المواهب وتعزيز قيم الإبداع والابتكار والذكاء الاصطناعي، وخاصة بين الشباب للمشاركة في الصناعات الإبداعية باعتبارها أحد أهم مكونات القطاع الثقافي والاقتصادي في المستقبل.

شاهد أيضاً

انطلاق المهرجان الدولي للشعر المرئي بأثينا.. اليوم

تُشارك الشاعرة المصرية سالي روحي في الدورة ال 11 للمهرجان الدولي للشعر المرئي، والذي سيقام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *