الجمعة, 19 أبريل, 2024

حتّامَ؟

حـتـام ؟

(حتّامَ )..
قالت ..وانحنى صوت الإذاعة
مُعلنا نعي الأمومة
حين أغراهُ المصيرْ.
(حتّامَ )..
قالت وانزوى قلمٌ
وغاب الجفنُ
غادر من حديقته العبيرْ.
قالت ..
وأوصتني بأرضي
وانبلاج الشوق من ثغر اليتيمة
حين تلعبُ والصغيرْ.
كانت تمشِّطُ شعرَها
بالأغنياتِ
وبالصباح الحرِّ
حين يفيضُ بالعيشِ النضيرْ .
فمن استحثَّ مُصابها
بأخي المضرّج بالدماءِ
قميصه يُعمى البصيرْ؟
مَنْ فضّ مُغلقَ صَمْتها
واستل من بين الضلوع الحانيات
دليلَ إرهاق العصورْ؟
مَنْ غرّها حتّى تُصرّحَ
للغيوم اللائذات بصدرها
من بعد ما صمتتْ دهورْ.
مَنْ حضّها حتّى تثورَ ؟
أحضَّها الماءُ المشُوقُ إلى الخريرْ ؟
أمْ حضَّها شَوقُ الطيورِ
لدفء عُشٍّ عافهُ ضَوءُ السُّرورْ؟.
(حتّامَ )..
آخرُ ما استراحَ به اللسانُ
وصرَّح القلبُ الغيورْ.
قالت ..
وكُنّا نَصنعُ الإصرارَ
مِن رشح الجبينِ إذا تلألأَ في الهجيرْ.
فمن استحلَّ صفاءَنا الدريَّ
أغمضَ أعيُنا
في طرْفها سِحرُ المصيرْ؟
(حتّامَ ) ..
غابتْ شمسُ أُمّي ..
واضمحلَّ الشَّوقُ وانقطعَ الأثيرْ .


شاهد أيضاً

بيروت تُسَرِّحُ حزنها … قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

ماذا هناكَ الآنَ؟ يسألُ كاسَهُ ويشدُّ عن غبَشِ السُّؤالِ نعاسَهُ ويقولُ: يا بيروتُ، طاولةُ الهوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *