الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / فاطمة بن محمود: “الكاتبات المغربيات” ستحتفي بتجارب الأدباء والأديبات العرب

فاطمة بن محمود: “الكاتبات المغربيات” ستحتفي بتجارب الأدباء والأديبات العرب

يكثر الحديث في الوسط الأدبي عن أدب نسوي، أو ابداع المرأة، وغالبا ما تكون النظرة لهذا الابداع مختلفة عن النظرة لابداع الرجل، لكن في المشهد الأدبي التونسي والمغاربي بشكل عام، ظهرت بوادر خير لتجمع المبدعين تحت سقف واحد وضمن بوتقة واحدة ولكن هذه المرة بنفس أنثوي يتخلله الحضور الذكوري المؤمن بإبداع المرأة وبوحها. وفي هذا السياق تم تأسيس جمعية الكاتبات المغاربيات على يد ثلة من الكاتبات  وتسلمت رئاستها الكاتبة التونسية فاطمة بن محمود التي كان لنا معها هذا الحوار

أعلنت مؤخرا مع مجموعة من المبدعات عن تأسيس جمعية الكاتبات المغاربيات بتونس لماذا اخترت هذا الوقت لاطلاق هذه الجمعية الثقافية ؟

تعيش تونس الآن مرحلة انتقال صعبة ومربكة جعلتها في حالة فوضى اجتماعية وسياسية واقتصادية، لذلك تأتي هذه الجمعية لتساهم في ابراز الجانب الثقافي وتفعيله بما أنه هو احد الحلول الهامة التي تساهم في إخراج البلاد من المأزق الذي تعيشه، و ايضا لنقول ان الثقافة ليست عجلة خامسة بل عجلة ضرورية تقدر على تغيير المعطيات في المشهد العام للبلاد ويجب على المثقف ان يفرض نفسه كأحد العناصر التي بامكانها أن تؤثر وتغيّر في واقع البلاد واخترنا لهذه الجمعية أن تكون باسم الكاتبات لان المرأة التونسية أثبتت انها كانت الرقم الصعب في المعادلة السياسية وهذا يعني ان مساهماتها مؤثرة وفاعلة في كل ما يحدث في تونس .

     علما وان فكرة هذه الجمعية قد تقاسمتها معي مجموعة من المبدعات التونسيات ساهمن معي في تحويلها الى واقع هن الكاتبات نجاة إدهان وريم القمري وأسماء الشرقي وجميلة القصوري وأمل مكي وهيام الحشّاني وابتسام التليلي كما انضم إلينا الشاعر والإعلامي كمال حمدي. وفي هذه الجمعية كلنا عقل واحد يفكر و يد واحدة تنجز.

ما هي طبيعة هذه الجمعية، لماذا هذا الاسم وهل يمكن أن نقول انها جمعية أدبية نسوية؟

اخترنا للجمعية اسم الكاتبات وليس الكاتبة لأننا لم نرغب أن يحتكر الفرد الواحد فعل الكتابة كما ان هذا يوحي بأن الكاتبة الفرد كائن منعزل ولذلك أردنا الجمعية في صيغة الكثرة حتى توحي ان الكاتب (ة) متعدد ومنتشر وداخل الحراك الاجتماعي وذلك هو الموقع الطبيعي للكاتب المبدع.. صحيح ان الابداع عمل فردي ولكن حالما يخرج من غرفة المبدع يتحول الى فعل ثقافي من شأنه أن يؤثر في المجتمع ويغيّر في الأفراد.

واخترنا اسم الجمعية ليكون في صيغة مؤنثة لأننا نؤمن ان النساء طاقة إبداعية كبيرة أُهملت عبر التاريخ لذلك أردنا أن نمنح المرأة المبدعة مساحة أكثر من الاهتمام بها وان تكون هذه الجمعية باسم المغاربيات فقد أردنا ان نتجاوز الحدود الجغرافية لنا في تونس وفي نفس الوقت ان نحترم الخصوصية الثقافية للمنطقة لان المشترك بين البلدان المغاربية متشابه ويمكن ان نستثمر هذا التشابه لنكون قوة إبداعية أكثر تأثيرا علما وان هناك جمعية أدبية سبقتنا في التأسيس والعمل هي رابطة الكاتبة المغربية التي تشرف عليها عزيزة محضيه عمر والتي كانت وراء تأسيس هذه الجمعية في تونس فالفكرة ولدت في ذهني عندما كنتُ ضيفة في الدورة الرابعة لملتقى الكاتبة المغربية بالرباط واتفقنا على تأسيس جمعيات أدبية لها ملامح مشتركة  في كل من موريتانيا والجزائر وليبيا على ان يكون هناك تنسيق فيما بيننا في مستوى الاهتمام بالمنجز الأدبي وتوثيقه وترجمته  نشره..

لكن أحب أن أوضّح ان هذه الجمعية الأدبية ليست نسوية، نحن لا نؤمن بالجندر في الأدب  وشخصيا لا أؤمن بمقولة أدب نسوي لأنه يعني ضمنيا انه أدب أقلية ومهمّش في حين أن ما تكتبه المرأة لا يقل قيمة وجودة عما يكتبه الرجل وان كان الوجود الكمي للكتّاب الرجال أكثر فذلك يعود الى عوامل تاريخية وجغرافية لاعلاقة لها بموهبة المرأة المبدعة وقدرتها على الخلق وهناك كتّاب أفذاذ واعلاميون بارزون عاشوا معنا فكرة الجمعية وشجعونا على تحويلها الى حقيقة مثل الكتّاب نصر سامي وعامر بوعزّة ونور الدين بالطيب والإعلامي ناظم هاني والشاعر كمال حمدي الذي نجده ضمن الهيئة التنفيذية المؤسسة للجمعية.

وما هو المشروع الثقافي للجمعية؟

المشروع الثقافي للجمعية يحتفي بالكاتبات والكتّاب في تونس وفي الوطن العربي وخارجه.. سنحتفي بالانسان المبدع أينما كان.

علما وان الهيئة الاستشارية لهذه الجمعية ستضم أسماء إبداعية عربية لكتّاب وكاتبات من الوطن العربي ومن خارجه أيضا.

لماذا قدمت استقالتك من اتحاد الكتّاب التونسيين وفي المقابل أسست هذه الجمعية؟

هذا سؤال مهم، لاحظت مثل الكثير من الكتّاب في تونس ان اتحاد الكتّاب التونسيين بما هو منظمة لا تستجيب لانتظاراتنا ككتّاب لذلك اختار العديد منا اما الاستقالة الفعلية او الاستقالة الرمزية بالنسبة لي ككاتبة اخترت ان اقدم استقالتي فعليا من اتحاد الكتاب وهذا موضوع على حداثته اعتبره من الماضي.

 وفي المقابل لا اعتبر ان تأسيسي للجمعية يأتي ردا على استقالتي من اتحاد الكتاب وإنما يتنزّل في اطار تجريب فعل ثقافي على طريقتي أي أن الجمعية هي فكرة أدبية تشابه فكرة قصيدة احاول ان اروضها.. أنا أعتبر ان هذه الجمعية مساحة جديدة بالنسبة لي تماثل نصا جديدا اكتبه.

ولذلك أدخل هذه الجمعية بروح كاتبة وبشغف مبدعة وليس بعقلية ادارية.. من هذا المنطلق اعتبر ان هذه الجمعية ستكون مساحة تجريب ابداعي وسأستقيل منها حالما أتجاوزها وتستوفي التجربة نفسها ولذلك ليس مستبعداً أن أسلم مشعلها الى غيري من الكاتبات المبدعات اللواتي عشن مثلي متعة تأسيس هذه الفكرة..

كيف تصفين الحركة الأدبية النسائية في تونس؟

لا يمكن ان نتحدث عن ادب نسائي الا من منطلق اجرائي أكاديمي ربما لابراز خصوصية ما تكتبه المرأة تماما مثلما نتحدث عن أدب مديني او ادب صحراوي ولكن عمليا لا فرق بين ما يكتبه الرجل وما تكتبه المرأة ولذلك لا يمكن ان نتحدث عن حركة ادبية نسائية في تونس وافضل ان اتحدث عن حركة ادبية في العموم فأقول انه منذ أحداث ما يسمى بالربيع العربي ومع انتشار وسائل الاتصال الافتراضية كثر عدد الذين يكتبون وارتفع عدد الاصدارات وهذا يعتبر عملا محمودا لاني اشجع على فعل الكتابة في المطلق وافضل شخصا يكتب على اخر يبقى يتفرج على الاحداث ويغتاب الناس من حوله اما عن مضمون ما يكتب فلا أقوم بدور حارس الادب ولا واعظ الابداع وسيتكفل التاريخ بغربة كل ما كتب و نشر..

وما هو دور الاعلام في تسليط الضوء على الكاتبة التونسية ؟

اما عن دور الاعلام  في تونس فأعتقد انه مأخوذ أكثر بالحراك السياسي وبالازمة الاقتصادية وبالفوضى الاجتماعية وهو معذور لان ما تمر به البلاد مرحلة حارقة فعلا ولكن هذا لا يعني انه يهمل تماما المشهد الأدبي بل هناك العديد من الأقلام التي تختصّ في الشأن الثقافي وتتابع بحرفية كل ما يحدث وتنتصر للأفضل.

وكيف ترين المشهد الأدبي التونسي؟

عموما المشهد الادبي التونسي يتطور نحو الافضل فقط ما يزعجني هو انتشار الشللية فيه وهو داء يستشري في كل المشاهد الادبية العربية وان كانت الشللية في التاريخ الادبي  قد أنتجت مجموعات أدبية ساهمت في النهوض بالمشهد الادبي في مراحل معينة من التاريخ مثل جماعة تحت السور في تونس  ولكن الآن نجدها تحيد عن مسارها لا تتحول الى مجموعة تنافسية تشتغل على مفاهيم ابداعية وتطور النص الادب وانما نجدها تنغلق على نفسها وتنتصر لأفرادها لا من منطلق قيمة المنجز الادبي بل فقط لأنه من “الشلة” وربما تحوّل بعض الكتّاب الى “أبطال” في حين انه لا وجود لمفهوم البطل الا داخل النص الادبي.

.ماذا عن منجزك الأدبي وهل من جديد لك قريبا ؟

لي كتاب نقدي تحت الطبع بعنوان “في حدائق القص المغربي” سيصدر قريبا جدا عن  احدى دور النشر البارزة في المغرب كما لي مخطوط شعري أغلب الظن اني سأنشره في دار نشر مهمة في الجزائر انا بصدد الاتفاق معها الان على التفاصيل.

 غير ذلك الآن أنا بصدد تجربة أدبية سردية جديدة أرجو أن تكون إضافة حقيقية لمنجزي الأدبي.

شاهد أيضاً

معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. أحد أبرز الأحداث التي ينتظرها المجتمع الثقافي في العالم

  رسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، مكانته بوصفه واحداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *