الأربعاء, 24 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الوكالة تفتح الملف.. الشيلات تسرق الشعراء والفنانين

الوكالة تفتح الملف.. الشيلات تسرق الشعراء والفنانين

شعراء خليجيون وعرب.. اجماع على ضرورة محاصرة الظاهرة

أغاني “محمد عبده وطلال مداح وسلامة العبدالله” جرفتها الشيلات

العنزي: سرعة انتشار الشيلات أثرت سلباً على حقوق الشعراء 

الهقيش: السطو على قصائد الشعراء من قبل الشيلات “جريمة”

الزهراني: أصبحت مرتعا خصبا لأنصاف المواهب الشعرية والإنشادية

رويع: الموضوع يتجاوز سرقة القصائد والالحان إلى المحتوى الهابط

الناصر: كانت في الماضي تخضع لنظام رقابي أخلاقي أما اليوم.. فلا

من (استل جناحه، إلى كما الريشة وبمن بادي الوقت ووطني الحبيب ويا علي صحت بالصوت الرفيع)، وغيرها من الأغاني التي اجتاحها “فن الشيلات”، دون ذكر للشاعر أو للفنان، وفي أحسن الحالات الاكتفاء بالإشارة  أنها من التراث.

وضع دفع العديد من الشعراء والفنانين إلى الصراخ: (الشيلات تسرقنا).

فخلال السنوات القليلة الماضية، دخل هذا الفن الساحة الشعبية الخليجية بقوة، رافقه الكثير من الجدل، وانقسم حوله الكثيرون بين مؤيد ومعارض. حتى أصبح المنشدون ينافسون الشعراء في الحضور الإعلامي والعائد المادي.

لكن ذلك لم يمنع من تصاعد الصيحات المطالبة بإنهاء “فوضى الشيلات” بالساحة الشعبية، بعد انتشار ظاهرة السطو على عشرات القصائد والأغاني من قبل بعض المنشدين، والتي أثرت سلباً على حقوق الشعراء والفنانين.

أثر سلبي

الشاعر والإعلامي الدكتور صالح بن عبود العنزي، يشير بأن ظاهرة الشيلات التي بدأت تنتشر مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، هي نتيجة للتطور المعلوماتي السريع الذي انتاب المجتمع فسهل انتقال المعلومة والمقاطع الصوتية والمرئية بين الناس والمتابعين.

لكنه، يرى بأن لهذه السهولة والسرعة، أثراً سلبياً على حقوق النشر والطباعة، حيث كانت دور النشر والمؤسسات الفنية والصوتية جهات معتمدة من الجهات المختصة مراعية حقوق الشاعر والمؤلف، أما في الفترة الأخيرة أصبح من السهل تسجيل شيلات في استديوهات صغيرة ومؤثرات صوتية تقليدية وبسيطة، ويتم النشر من خلال قنوات youtube أو السناب والانستغرام، فيتم تناقلها عبر الحسابات المختلفة، لتنتشر كما تنتشر النار بالهشيم.

ويتطرق، إلى ملاحظة مهمة، (أغلب المتابعين للشيلات، هم شريحة الأطفال والمراهقين، وهذه الشريحة تعتبر من أوسع شرائح المجتمع وأكثرها استخداماً ومتابعة لوسائل التواصل الاجتماعي، أضف إلى ذلك أنها شريحة لا تعني كثيراً بالشاعر أو القائل الحقيقي للشعر بقدر اهتمامها بالمنتج الفني بذاته، أي الموسيقى والمنشد، لذلك تسهل عمليات الاختلاسات والسرقات على مستوى الالحان أو الأشعار كذلك).
ويتابع (على الرغم مما تقدم من ملاحظات، يجب أن نكون واقعيين قليلاً ولا نحمل المسألة فوق ما تحتمل، فموضوع انتشار الشيلات هي ظاهرة ليست بالجديدة، فعلى مدى التاريخ نجد أن هناك ظواهر فنية تظهر وتنمو وتنتشر وقد تخبو أو تستمر، والشيلات هي إحدى هذه الظواهر، وكذلك الأمر بالنسبة لسرقة القصائد والأشعار فهذا ديدن التاريخ الأدبي والشواهد قديمة وكثيرة لا مجال لذكرها هنا، ولكنها حقيقة قائمة ومستمرة، وإن كانت ظواهر سلبية نتمنى منعها أو الحد منها قدر المستطاع.

جريمة!

الشاعر الأردني أنور الهقيش الصخري، يعتبر ظاهرة السطو على قصائد الشعراء من جانب منشدي الشيلات، بـ”الجريمة”، كونها اعتداء على ملكيّة الشاعر الفكرية. ويقول (إن المتتبع للمنشدين في وقتنا هذا يجد الغث والسمين، هناك منشدون على درجة عالية من الثقافة الشعرية وبعضهم شاعر قبل ان يكون منشداً وهذا مايريح النفس ان أراد ان يأخذ نصّاً من نصوصك ويقوم بإنشاده ستجد انك فَرِح بهذا العمل لانه على قدر كبير من المسؤولية من ناحية الوزن وخروج الكلمة السليمة).
ويضيف: (اما الاغاني فأعتقد انها تخدم الشاعر اذا كان الفنان معروفاً وله تجربة ثريّة ولكن بعض الفنانين اخفق في غناء بعض النصوص الجميلة وقتلها في المهد).

ويعتقد الهقيش، بأن على الشعراء الذين تضرروا من هذه الظاهرة، القيام بتقديم شكوى للجهات المعنية، والعمل على فضحهم وعدم السكوت على ذلك.

مخجلة!

الشاعر عبدالمجيد الزهراني، يصف ساحة الشيلات، بـ”المخجلة”، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يجد فيه الشعراء العاميين أنفسهم مهمومين بتطوير القصيدة العامية، هناك من يعمل على جرها إلى الخلف. لافتا – في حديث له- إلى أنها أصبحت مرتعا خصبا لأنصاف المواهب الشعرية والإنشادية.

محاكمة!

ويوضح الشاعر محمد الناصر، بأن الشيلات هي أحد الفنون الفلكلورية عند أهل البادية عموماً، لكنها كانت في الماضي تخضع لنظام رقابي أخلاقي لا يسمح الشاعر لنفسه أن يتجاوزه.
أمّا اليوم فلم تعد البادية هي البادية فقد دخلت المدنية على أقصى بيت شَعَرْ، وأصبحت مسيرة الليالي على الناقة تنجز في سويعات قلائل.
ويذكر الناصر، بأن هذه التغييرات في نمط الحياة لم تنأ عنها الشيلات فتأثرت بها، حيث كان هذا التأثر سلبا أكثر منه إيجاباً، فإثارة النعرات القبلية التي كانت لها ظروفها لم تعد في هذا الوقت مفخرة. ويضيف: (لو أجرينا محاكمة بسيطة لما يفخر به الشاعر من أعمال قامت بها قبيلته لوجدنا أن أغلبها ينافي الشريعة الاسلامية، ربما الحديث في هذا المجال يطول ولكن أريد أن أختصره بمثال حي من شعب آخر ،في اليابان مثلا:
يقوم العالم أو الموظف أو المهندس بعمله على أكمل وجه ويعود إلى بيته يمارس طقوساً عمرها آلاف السنين. أمّا نحن نمارس طقوساً عمرها مئة عام ولكنها تعيدنا للوراء مئتي عام).                                                                             المحتوى الهابط

أما الشاعر تركي رويع، فيعتقد أن موضوع الشيلات يتجاوز سرقة القصائد والالحان التي يعتاش عليها، لتكون مشكلته الأساس هذا المحتوى الهابط الذي يقدمه من اصوات غنائية ومن مضامين قصائد زاخرة بالعصبية والهياط الفارغ، على حد وصفه.

الفنانون ضحايا أيضاً

الفنانون يصرخون أيضاً من هذه الظاهرة، متهمين منشدي الشيلات، بتشويه التراث وسرقة أغانيهم، وهي سرقات امتدت إلى الاعتداء عل حقوق الآخرين.
الفنان والملحن محمد الشادي، اتهم منشدي الشيلات بسرقة 20 أغنية له. وتوقع في احدى تصريحاته، بأن الشيلات ستنتهي إلى الزوال قريبا؛ كون أصحابها يعتمدون على أخذ قصائد والحان وكلمات معظمها مسروقة، دون أخذ الإذن من أصحابها.

شاهد أيضاً

معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. أحد أبرز الأحداث التي ينتظرها المجتمع الثقافي في العالم

  رسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، مكانته بوصفه واحداً …

تعليق واحد

  1. صدقتم جميعاً سيمّا تلك الشيلات التي تثير بعض النعرات القبيلة والتي تخلو من الرقابة وتعكس نزعات تناولها بعض شبابنا متغافلين عن مدى خطورتها ومدى إفساح المجال لخلق بؤرة من شأنها شق وحدة الصف الداخلي ….والتي بدورها تعكس مناخ خصب للفوضى يعول عليه أولئك المتربصين ومن يحاول الصيد في الماء العكر …فاللحمة الوطنية التي عززها الإسلام كانت كفيلة بإزالة الفروقات التي كانت سائدة في الجاهلية نحن لاننكر دور القبيلة في بناء المجتمع ولاننكر أغراض الشعر من مدح وفخر بأحد شيوخها أو شاعرها إنما نبحث عم أسلف الدكتور صالح العنزي عن جهة رقابية راعية …من شأنها الإشراف ووضع ضوابط تستند لهادور النشر سواء من ناحية الكلمات أو الإلحان وتحفظ للكاتب والموزع والإذاعة والجهة المنتجة كل حقوقها بالأضافة رعاية تلك المواهب وإحتضانها في فعاليات كتلك التي أقيمت مؤخراً في الرياض من خلال مكاتيب أو الجنادرية توجيه تلك الطاقة الشبابية وتوجيهها طريق سليم يثري الحركة الفكرية والأدبية والتي تشهدها المملكة مع وجود أعمدة وقامات أدبية رفيعة في الوسط العربي ككل …لكم محبتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *