الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / دليل الأمسيات / ندوة “المرأة عبر العصور القديمة” في المجلس الأعلى للثقافة

ندوة “المرأة عبر العصور القديمة” في المجلس الأعلى للثقافة

أقام المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة وحضور الدكتور حاتم ربيع ندوة بعنوان “المرأة عبر العصور القديمة”، نظمتها لجنة الآثار بالمجلس، ظهر أمس الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨، بقاعة الندوات بمقر المجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا المصرية.
افتتحت الندوة مقررة لجنة الآثار الدكتورة علا العجيزى، مؤكدة على أهمية موضوع الندوة، التي تكمن في عظم دور المرأة المصرية عبر مختلف العصور، وأشارت إلى تزامن الفعالية مع عيد الأم، التي تعد الركيزة الأساسية للمجتمعات كافة.
وقدم الدكتور ممدوح الدماطي، عرضًا مدعمًا بالصور والنصوص المصرية القديمة، حول موضوع “الأم ومكانتها في مصر القديمة”، واستهل حديثه مستشهدًا بالبيت الشعري الأشهر لشاعر النيل إبراهيم ناجي “الأم مدرسة إذا أعددتها  أعددت شعبًا طيب الأعراق”،

وأوضح أنه منذ بداية العهد الفرعوني، حظيت الأم يمكانة كبيرة، فكانت تتشارك مع زوجها في تربية أولادها خلال مراحل نموهم المختلفة، وأن المرأة المصرية القديمة كانت خير مثال للأم المثالية. وتابع الحديث بتناول بعض الحكم المصرية القديمة، مثل”علموا المرأة يتعلم الرجل.. فيتعلم الشعب” (الحكيم المصري كاجمني).
وتحدث الدكتور صبحي عاشور، الذي دار حديثه حول “المرأة المصرية في العصرين البطلمي والروماني” صور وتماثيل ونصوص، وأشار إلى اختلاط الحضارة اليونانية بالحضارة المصرية الفرعونية، فكان للمرأة المصرية حق إدارة وتملّك وبيع الممتلكات الخاصة، والتي تضمنت العبيد والأراضي والسلع المحمولة، والموظفين، والماشية، والأموال، كما ظهرت المرأة آنذاك كشريك بالتعاقدات مثل الزواج أوالطلاق، وتنفيذ الوصايا وتحرير العبيد والتبني، ويضاف إلى ذلك حق المرأة بمقاضاة الرجال قانونيًا، وهو ما كان مختلفًا تمامًا عن وضع المرأة اليونانية في أثينا التي كانت بحاجة دائمة لرجل يمثلها في جميع إجراءات العقود القانونية، سواء كان هذا الرجل زوجها أو أبوها أو أخوها، وتابع الحديث حول المرأة المصرية في الحضارة اليونانية، مشيرًا إلى ما انتزعته من حق يسند لها الحصول على الميراث من أبيها وزوجها، وأوضح أنه في حالة وفاة الزوج ترث الزوجة ثلثي أملاكه، ويرث أبناؤهما الثلث الآخر، وفي حالة الطلاق تسترد الزوجة كل ممتلكاتها التي امتلكتها قبل الزواج ونقلتها إلى بيت الزوجية بالإضافة إلى الممتلكات المشتركة التي تم إثباتها في عقد الزواج، وفي عهد الدولة الرومانية، وعلى عكس ما كانت عليه مصر الفرعونية؛ فلم تتمكن المرأة من المساواة مع الرجل أمام القانون، وكانت تخضع لسلطة الرجل، إما والدها قبل الزواج أو زوجها، وبحلول القرن الأول الميلادي كان لدى النساء حرية أكبر بكثير لإدارة الشؤون التجارية والمالية الخاصة بهن، ولكن اختلف قدر الحرية والحقوق المتاحة لكل امرأة بشكل نسبي وفقًا لوضعها الاجتماعي والاقتصادي.

وأعلنت الدكتورة علا العجيزي التي أدارت النقاش؛ بدء الجلسة الثانية وتحدثت في مطلعها الدكتورة ماجدة الشيخ، وتناولت “المرأة ودورها في التجارة والأسواق في ضوء تصاوير الرحالة والمستشرقين” وأوضحت أن المرأة المصرية في العهد العثماني كان لها ذمة مالية مستقلة عن كل رجالها: (الأب والزوج والأخ والابن)، كما كانت تقوم بمعاملاتها المادية وقت ما تشاء؛ فتولت نظارة الأوقاف رغم وجود الرجال كما كانت تضع الشروط المناسبة لها في عقد الزواج والتي لا تخالف ما أقره الشرع، وأكدت على أن المرأة المصرية حظيت بحريتها بعكس ما يدعي الغرب دائمًا، أن الفضل يعود لهم في خروج المرأة لميادين العمل والاحتكاك بالآخرين، بعد أن كانت حبيسة الحرملك العثماني.

وفي الختام تحدث الدكتور علي الطايش، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، ودار حديثه حول “ملابس المرأة المصرية في العصر العثماني” وأشار إلى أن أزياء النساء في العصر العثماني تمثلت في أغطية الرأس، والملابس الداخلية والخارجية والجوارب والأحذية والحلي والمجوهرات، وقد عَرفت النساء في العصر العثماني تغييرات جذرية لأزيائهن، حيث برزت الحشمة وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي الذى اعتنقه العثمانيون والمصريون، وأوضح الدكتور علي الطايش أن أهم التأثيرات الاجتماعية العثمانية في الزي النسائي المصري، تمثلت في شيوع “التزيرة” واعتمادها كزي عام للخروج، حيث شاع استخدامها من قبل الطبقات الارستقراطية والوسطى وما دونها، وقد ارتدت السيدات من الطبقة العليا كثيرًا من قطع الملابس بعضها فوق بعض، مثل: (القميص والسروال أو الشنتيان واليلك والجبة والسبلة)، ثم تأتي الحبرة فوقها والبرقع، إضافة الى ما تلبسه في قدميها من أحذية وغالباً ما تتكون من “المست” وفوقه “اليابوش” ثم المركوب أو “السرموزة”، وهذه هي مكونات مجموعة الخروج “التزيرة” التي صاحبتها أغطية الرؤوس، المُزينة بالأحجار الكريمة والذهب واللؤلؤ، وأحزمة الوسط المصنوعة من الكشمير المطرز بالذهب والفضة، وبوصول الفرنسيين لوحظ سعي الكثير من العائلات المصرية للتشبه بأزيائهم، خاصةً وأن بعض الجند الفرنسيين تزوجوا من تلك العائلات، فخلعت نساؤهن الحجاب، وتبرجن على طريقة الفرنسيات، مما أظهر “الفستان” الذي عرفه العالم لأول مرة منطلقًا من باريس.

شاهد أيضاً

النادي الثقافي العماني ينظم محاضرة “مسندم في عهد الإمام الصلت بن مالك”.. الإثنين

ينظم النادي الثقافي العماني، بالتعاون مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في محافظة مسندم  محاضرة: مسندم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *