الأربعاء, 24 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / دراسات وتقارير / “قنطرة” أول مقهى ثقافي في الموصل بعد الحرب

“قنطرة” أول مقهى ثقافي في الموصل بعد الحرب

المدينة التي خطفها التطرف والإرهاب على مدى سنوات عادت لتنهض من جديد وتحاول انعاش الثقافة والفن والادب فيها عبر إيجاد منابر ثقافية تليق باسمها وتاريخها وعمقها الحضاري.

هنا نتحدث عن مدينة الموصل العراقية، التي خضعت لسيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي من حزيران عام 2014 وحتى تموز 2017، وقد دفعت خسائر فادحة في الأرواح والبنيان وغاب تماما فيها الشعر والموسيقى والفن وكل ما يمت بصلة الى الابداع في أي من مجالات الحياة.

وهي تنفض الغبار عن وجهها وتضمد جراحها الثخينة، حاولت الموصل ان تروي عطشها الثقافي بافتتاح مقهى ثقافي هو الأول من نوعه، باسم مقهى قنطرة الثقافي.

هناك محاكاة جادة لروح المدينة القديمة، حيث جاء اسم قنطرة من طراز البناء المعماري القديم الذي يكون على شكل جسر مقوس يبنى وسط الحواري في الموصل القديمة وفي دمشق وحلب والقدس أيضا.

ومكونات هذا المقهى باب قديم وشباك انتشلا من الأنقاض ليتم وضعهما معززان مكرمان في المقهى، مثلما يوجد قطع لجرار وأدوات طبخ وزينة وتفاصيل صغيرة وقريبة الى نفوس السكان، كان الموصليون يستخدمونها وهي في طريقها الى الاندثار.

المقهى متنوع، ربما المرة الأولى التي يوثق فيها بالصور، لشخصيات موصلية لها بصمة في مجالات الحياة المتنوعة، من جميع المكونات الدينية والقومية، والتنوع ينسحب على الديكور البسيط الذي يزين ارجاء المقهى، ثمة جلسات مستوحاة من التراث الموصلي وأخرى تعبر عن البداوة والريف إضافة الى الجلسات الحديثة.

وفي زاوية مميزة ثمة مكتبة غنية بالعناوين الأدبية والتاريخية والفكرية، اسمها (درج) وهي جزء من سلسلة مكتبات تم افتتاحها مؤخرا في بغداد.

هذا ظاهر المكان، اما مضمونه فيحاول او يمرر رسائل التعايش والسلام عبر الفن والموسيقى والطرب الأصيل والشعر.

المقهى فكرة راودت مخيلات الشباب في الموصل، وتبنت تمويلها منظمة انسانية دانماركية، لمرة واحدة، ومطلوب الآن من مجلس إدارة المقهى ان تستثمر المكان ليدر دخلا من اجل ادامة عمله، ويبدو التحدي كبيرا لانه لا يقدم النارگیلة (الاركيلة) في المقهى، التي أصبحت الكافيهات تختنق بدخانها، وتزعج جمهور المثقفين.

لم يمض سوى اسبوعان على افتتاح المقهى لكن التفاعل يبدو ان يبشر بخير، لقد بات قبلة للمهتمين بالثقافة، وخارج اطار كل ذلك، هناك جدار مخصص لتوثيق جانب من جرائم داعش، انه محاولة لاستفزاز ذاكرة المدينة وتحفيزها على عدم نسيان كارثة السنوات الثلاث التي خضعت فيها لسيطرة التطرف الديني الاعمى.

الشباب الذين ترجموا الحلم الى حقيقة، يخططون الان لجعل هذا المقهى مؤسسة ثقافية على المدى البعيد، وما ذلك على الحالمين ببعيد.

شاهد أيضاً

تنظيم الدورة الثامنة لملتقى أسفي الدولي للشعر

تنظم مؤسسة الكلمة للثقافة والفنون بأسفي بالمغرب بدعم من عمالة أسفي والمكتب الشريف للفوسفاط وبتنسيق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *