الخميس, 28 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الشاعرة الفلسطينية مايا حاج: البلاد ولّادة مهما فقدت من رموز وتربة الشعر خصبة

الشاعرة الفلسطينية مايا حاج: البلاد ولّادة مهما فقدت من رموز وتربة الشعر خصبة

الجمهور واع ويستطيع تمييز الغث من السمين

الاحتلال التي تحاول جاهدة تجريدنا من الهوية واللغة

من داخل فلسطين المحتلة يجود قلمها بشعر حي، يصل للآفاق، عبر نوافذ الحياة والحرية، شعر يريد حرية الكلمة من براثن احتلال يطمس الهوية واللغة، وقد وصل احساسها وشعرها ومعه فلسطين عبر انطلوجيا اسبانية للشعر الفلسطيني ، هي الشاعر الفلسطينية مايا الحاج التي كان لنا معها هذا الحوار

في البداية مرحبا بك على صفحات الوكالة وأخبرينا عن بداياتك مع الشعر؟

أفضّل تسميتها بسملة ..فللبدايات نهاية وكلنا يخشى النهايات..بسملة الشعر عندي بدأت مذ تنزّلتُ حرفا راجفا على صفحة الوعي وما قبله قليلا, بعد أن كنت أكتبني نثرا خريفيا أهاجر مع أسراب الحلم نحو الربيع فلا أجده ..وجدتني شيئا فشيئا أبحث عني في كل بيت أقرأه لأعلام الشعر القديم علقت بعقلي آنذاك معلقة امرىء القيس فكنت أردد مطلعها دائما حتى تقمصتُ شاعرها وموسيقاها فقلت على لسانه ..

وقفت لأشكو شاهدَ القبر مقتلي..بفقد حبيب ب(الدخول فحوملِ)

أطلت وقوفي عنده عله يرى ..لديه جوابا كيف أسلو؟ فقال لي:

تمهَّلْ عليها ..فاطمٌ  في تدلّلٍ  تجمّلْ ..بما قد أزْمَعَتْ.. بالتَّجمّلِ

فما غرَّني بالحُبِّ ما كانَ غرَّها   وما ساءَني أمرٌ ببُعدٍ مُعجّلِ

كيف هو حضور الشعر في  الداخل الفلسطيني ؟

في السنوات الأخيرة شهد الداخل الفلسطيني حضورا وحراكا شعريا أنيقا بحيث تكثفت وتكاتفت الأقلام لتبشّر بجيل واعٍ مهتم شعريا وأدبيا مع قلة الامكانيات المتاحة من تشجيع النشر والتوزيع للمطبوعات وحتى الأمسيات أو المهرجانات الشعرية إلا أن الصوت الفلسطيني الممتد منذ اوائل الشعراء الفلسطينيين قوي وبارز يصدح في مآذن الشعر أن حيّوا البلاد والعباد

وكيف هو حال المشهد الأدبي بشكل عام؟

بشكل عام تعرض المشهد الأدبي لبعض الفوضى الأدبية والفقاعات الشعرية الطارئة ..فتصدّرت بعض الأبواق المجنّدة سياسيا أو إعلاميا وتجاريا هذا المشهد مما أثّر سلبيا على بعض الأقلام الحرة الناضجة والمبدعة في الظهور إعلاميا وجماهيريا لكني لا أشك مطلقا أن الجمهور واع ويستطيع تمييز الغث من السمين

وماذا عن حضور ومشاركة الشاعرة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني؟ وعن حضورها في الخارج وأنت كيف تصفين لنا حضورك في المشهد الشعري في خارج فلسطين؟

 في الداخل شاركت بعدة نشاطات شعرية من أمسيات ومهرجانات  أما عن حضور الشعر الفلسطيني في الخارج فهو بارز وقوي ربما بسبب كثافة واهتمام الدوائر الرسمية والثقافية تحديدا في تسليط الأضواء على الشعراء كما ذكرت آنفا فالامكانيات في الخارج متاحة وحتى فكرة “تعظيم اللغة ” حاضرة بقوة في بلاد تحترم اللغة وتقدّرها بعكس بلاد الاحتلال التي تحاول جاهدة تجريدنا من الهوية واللغة

حضوري الشعري في الخارج قليل جدا ويكاد ألا يكون للأسف فقد اقتصر على مشاركة يتيمة في احدى المسابقات الشعرية قبل عامين ومشاركة أخرى في مسابقة أمير الشعراء التي تعتبر بوابة هامة لتقديم الشاعر العربي في الوسط الأدبي.

وهذا بسبب القيود المفروضة علينا كشعراء من الداخل المحتل الفلسطيني من تحديد الهوية وجواز السفر المفروض علينا إلا أننا شعب تعوّد أن يرفض قيوده فاستطعنا بمساعدة وزارة الثقافة الفلسطينية والداخلية الفلسطينية بالحصول على جواز يسمح لنا بالمشاركة بهذه المسابقات أو المهرجانات الشعرية الدولية لتمثيل فلسطين شعريا وأدبيا.

لأي درجة ساهمت ترجمة الشعر والأدب الفلسطيني في نقل واقع الفلسطينيين للعالم؟

ساهمت الترجمة بشكل كبير في نقل واقعنا أو بعضا منه شعريا للعالم فلو نظرنا لماهية الشعر هو بالنتيجة ترجمة للأمال والأوجاع بكل مستوياتها الروحية والواقعية وامكانية ترجمته وانفتاحه على لغات أخرى تتيح له مجالا في التعبير عن نفسه ومكنوناته بغض النظر عن ضعف النص حين يُترجم برأيي الشخصي ولو أخذنا مثالا على ذلك أستاذي ومعلمي ابن البروة محمود درويش رحمه الله فقد تُرجمت دواوينه لعدة لغات عالمية فاقت العشرين لغة منها الصينية والفرنسية والألمانية وغيرها وقد استطاع أن يوصل معاناة شعبنا وقضيته العادلة بل وصورة الفلسطيني المثقف لهذا العالم الذي لا يرى منّا سوى ما يريده الإعلام الممّول

تم مؤخرا توحيد الكتاب الفلسطينيين في اتحاد واحد بعد ان كان هناك اتحاد في الداخل واتحاد في سورية كيف ترين هذه الخطوة؟

للدقة التاريخية فإنه لأول مرة يتوحّد اطار رسمي للكتاب للفلسطنيين ضمن اتحاد عام للكتاب والأدباء ولأول مرة ينضم الى الاتحاد العام اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل كما أنه لأول مرة يجلس على طاولة اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ممثلون عن أضلاع المثلث الفلسطيني وأعني بها (الأراضي المحتلة عام 48 ,وعام 67 , والشتات) وهي خطوة تحسب لرؤساء الاتحادات الفلسطينيين

ورد اسمك في انطولوجيا شعرية باللغة الاسبانية لشعراء فلسطين ماذا يعني لك هذا الانجاز وماذا يعني لك اهتمام شاعر اسباني بشعراء بفلسطين؟

يعني مسؤولية كبيرة  فهو عتبة أولى لمزج الحضارات والثقافات لعلّها باكورة نجاحات في اثبات الشعر الفلسطيني وتقديمه للشعوب كما يليق به وكما يجب أن يكون وهذا يعد عملاً فريداً من نوعه بين الأدبين العربي الفلسطيني والإسباني لتدشين الأواصر الثقافية بين بيئتين ثقافيتين عرفتا بأصالة وعمق نتاجهما الشعري، الفكري والثقافي، النابع من العمق الحضاري للثقافتين.عن طريق التعاون مع كوكبة من الشعراء الفلسطينيين أذكرهم مع حفظ الألقاب (سامي مهنا , معين شلبية , سليمان دغش , مراد السوداني , وأنا) مع الشاعر الإسباني جايمي روسا Jaime B. Rosa  لإصدار هذه الأنطولوجيا مترجمة للغة الإسبانية والتي حتماً ستعد جسرا كبيراً يربط بين الثقافتين العربية والإسبانية وقد تم تكريمي كسفيرة للغة الأسبانية في بلدي من قبل  مؤسسة سيزار اديكو سورانو ومتحف الكلمة الرائد

اهتمام شاعر بثقافة مختلفة ولغة مختلفة لهو دليل أول على أن الكلمة لا تحدّها أبجدية أنما هي شعور مشترك كموسيقا تصل القلب عبر القلب لا آذن لها إلا إحساس وحلم يعيشه العربي والغربي سويا مع اختلاف اللغة تتقاطع أحلامنا وأوجاعنا ونقطة تقاطعها “الترجمة” ليس إلا

يوم بعد يوم نفقد رموز الشعر العربي المعاصر، برأيك هل يشهد العالم من جديد ولادة شعراء كدرويش ونزار قباني والجواهري، وسليمان العيسى وغيرهم.؟

البلاد ولّادة وتربة الشعر خصبة ..أؤمن أن الشعر يوما سيقتل آباءه ويخرج من عبائتهم ليتخذ مدرسته الخاصة بعيدا عن التقليد والقوالب الجاهزة وقد بدأ ذلك بشكل ملحوظ  من خلال حضور شعري مميز لمجموعة من الشعراء في الساحة اليوم استطاعوا أن يرسخوا أقدامهم وأقلامهم فيها بقوة واستحقاق

ماذا عن اهتمام وزارة الثقافة الفلسطينية بالشعراء في الداخل الفلسطيني؟

وزارة الثقافة الفلسطينية تدعم المشهد الثقافي والأدبي في الداخل الفلسطيني بشكل محدود وغير منصف برأيي

ماهو جديدك في الشعر؟

أنا بصدد إصدار مولودي الأول حاليا والذي سيكون بعنوان “نوستالجيا الطين” وهو يضم مجموعة متنوعة من النصوص الوطنية والوجدانية التي تعود بمجملها لذاك الحنين العتيق للأجمل والأبهى ، لأصل الأشياء وطينها القديم .

وبإذن الله سيكون باكورة لدواوين قادمة

وبماذا تحبين أن ننهي هذا الحوار

أنهيه شعرا ..

يا عقربَ العمر ..

خفّفْ من سمومِك بي …

الحزنُ يمضي ..

وصوتُ الدمع يُرجعُه

والدغْ جياعا ..

رغيفُ الصبح أرّقهم …

مذ كان صومهمو ..ليلا يقطّعه

بيني وبينك

 أيتامٌ..

 وخارطةٌ ثكلى تئن على طفلٍ وترضعه

وبيننا شعرةٌ من رأس أحجيةٍ سوداءَ

تاقت لكونٍ ضاع أنصعه

نعم ستُشرق عند الشِعر أمنيةٌ ..

ويغربُ الصمتُ حين الهمسُ يُقنعُه

وعندما يُزهر المنفى ..

سنقطفُه … تمرًا

يسبّح للمعنى ويُركعُه

شاهد أيضاً

فهد رميض الشمري في ذكريات رمضانية :أول يوم صوم في طفولتي كان”فاشلاً”

تفتح وكالة أنباء الشعر العربي نافذة يومية، تحاور فيها الشعراء والشاعرات عن ذكرياتهم الجميلة مع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *