الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / السوق الشعبي قلب مهرجان الظفرة البحري وعلامته الفارقة

السوق الشعبي قلب مهرجان الظفرة البحري وعلامته الفارقة

يدعم المشاريع الصغيرة ويعكس رسوخ العادات التجارية والغذائية الإماراتية

حرص القائمون على مهرجان الظفرة البحري الذي تنعقد فعالياته تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبالتعاون مع نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، والذي يستمر لغاية 28 أبريل الجاري، على أن يقدّموا عبر السوق الشعبي في المهرجان نموذجاً راقياً للسلوكيات والعادات التجارية الإماراتية التي عرفها أبناء الدولة منذ ما قبل قيام الاتحاد في العام 1971.

ويتميز السوق الشعبي ضمن مهرجان الظفرة البحري والذي يضم أكثر من 45 دكاناً، بأنّ جميع صاحبات مشاريع الدكاكين التجارية والقائمات عليها هنّ من النسوة الإماراتيات، ما يعكس الدور الفاعل والمؤثر للمرأة الإماراتية قديماً في الحياة العامة والتجارية بشكل خاص، حيث تشير مريم المرزوقي إلى أنها تنتظر فرصة المشاركة في المهرجان من عام إلى آخر، لتعرض في دكّانها الشعبي متعلقات التراث الإماراتي لا من باب المنفعة الاقتصادية والربح المادي فحسب، بل من باب الانتماء الوطني والوفاء لإرث الأجداد والحفاظ على الموروث لنقله إلى الأبناء، تقول: “أعرض في دكّاني كل مشغولات الخوص التراثية من السلال، السرود، المخرافة وهي السلال التي اعتاد الإماراتيون القدماء أن يجمعوا بها الرطب، والشنط التي يتم حمل الدلال بها، وبعض المصنوعات الحرفية اليدوية من أشرطة البلاستيك وألياف الخشب والتي يتم استخدامها لإحياء مراسم الاحتفال بليلة النصف من شعبان والمعروفة محلياً بالقرقيعان، حيث يقوم أفراد الأسر الإماراتية بتجهيز المكسرات والسكاكر والحلويات بألوان زاهية وتغليفات خاصة بها، لتقديمها بوسائل مبتكرة لتكون جاهزة للتوزيع”.

وتختم المرزوقي بالتأكيد على أنها شاركت بدكانها الشعبي ضمن السوق منذ انطلاقة المهرجان قبل عشر سنوات مشيرةً إلى أنها أيضاً مدربة ضمن مبادرة “صوغة” حيث تقوم بتقديم التدريب للنساء الإماراتيات حول التراثيات وكيفية الاشتغال على الحرفيات والمصنوعات اليدوية بأساليب ومهارات تراثية عريقة.

أما منى سعيد فتقول إنها “تعرض الملابس والعطورات والشيل والصناعات اليدوية التراثية ذات الاستخدام المنزلي مثل علاّقات واستخدامات المطابخ من الصوف والمنسوجات اليدوية”، مشيرةً إلى أنها تشارك في المهرجان ضمن السوق الشعبي منذ خمس سنوات وتشهد كيف أنّ المهرجان يتطور من عام إلى آخر.

بينما تعرض آمنة أحمد علي الحمادي الملابس والإكسسوارات، وتتميز بجمعها بين التراث والحداثة بحسب ما تقوله لكون جمهور المهرجان غير محصور بالإماراتيين فقط بل يضم الجنسيات العربية والأجنبية كذلك، فهي تعرض مجموعة متميزة من أنواع العطور الفرنسية والعربية مثل غوتشي ووان مليون وشانيل إلى جانب العود الخالص، تقول: “أبيع في دكاني أكثر من 12 نوعاً من العطور العربية والفرنسية التي تتميز بثباتها ودوامها، إلى جانب المجوهرات المطلية بالذهب والملابس من الصناعات اليدوية المحلية والأخرى المستوردة”.

تضيف الحمادي: “نشارك في المهرجان منذ البدايات لأننا حريصون على إبراز دور المهرجان في احتضان المشاريع الصغيرة وتنشيط الحركة التجارية في منطقة الظفرة، ونشكر القيادة الرشيدة على اهتمامها بالتراث وحرصها على حفظه للأجيال”، وعن معنى اسم محلها في السوق الشعبي “قديمك/ إبريسم” فهي تشرح بالقول إنها مفردة تراثية إماراتية متعلقة بالملابس من الدشاديش والكنادير والعبايات والثياب والشيلات والقطني التي كانت الزي اليومي لأمهاتنا وأجدادنا، يرتدونه بحسب المناسبة والحال.

وتعرض النسوة المشاركات في السوق الشعبي الملابس والعطورات وأدوات الزينة النسائية والمجوهرات والحُلي، إلى جانب الشموع وأدوات الديكور والزينة المنزلية ومعدّات الضيافة والاستقبال من الدلال إلى الأباريق والفناجين، بينما تختص بعض الدكاكين ببيع البهارات والتوابل المعروفة في الإمارات مثل القرفة والبزار للمجبوس والبرياني، الكزبرة، الكمّون، الفلفل الأسود والأحمر، الزنجبيل، والكركم، والليمون المجفف المعروف بالليمون الأسود أو اللومي اليابس “لومي صحاري” وهو نوع من أنواع البهارات يستخدم في أطباق المطبخ الإماراتي.

شاهد أيضاً

فهد رميض الشمري في ذكريات رمضانية :أول يوم صوم في طفولتي كان”فاشلاً”

تفتح وكالة أنباء الشعر العربي نافذة يومية، تحاور فيها الشعراء والشاعرات عن ذكرياتهم الجميلة مع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *