الخميس, 28 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / بالصور.. تواصل فعاليات ملتقى نقد الشِّعر السّودانيّ

بالصور.. تواصل فعاليات ملتقى نقد الشِّعر السّودانيّ

في تمام السّاعة الحادية عشرة من ضحى الاثنين 30 أبريل 2018م، بقاعة الشّارقة الكبرى بجامعة الخرطوم، تواصل عرس النّقد والشِّعر في السّودان بانعقاد الجلسة الثّالثة من (ملتقى نقد الشِّعر السّودانيّ) في يومه الثّاني والأخير وسط نفس الحضور القويّ والمُميّز الّذي انضمّ إلى قائمة الشّرف فيه الشّاعر والنّاقد الكبير/ كمال الجزوليّ والشّاعرة المشرقة/ إيمان آدم خالد.

وقد أدارت الجلسة الدّكتورة/ هالة أبا يزيد؛ مقدِّمةً في مستهلِّها البروفيسر/ محمّدالمهديّ بشرى الّذي ساهم بورقة عنوانها (مساهمة الشِّعر السّودانيّ في تيّار الحداثة)، وهي ورقة تدرس مساهمات الشعر السوداني في حركة حداثة الشعر العربي، وعلى الرغم من وضوح هذه المساهمة بل وقوتها إلا أنها لم تجد ما تستحقه من عناية ودراسة، وكان دأب الورقة الوقوف أمام أهم مراحل الشعر السوداني بالإشارة إلى نماذج بعينها، ولا شك أن الكثير من الشعراء السودانيين ساهموا في هذا الأمر إلا أن الورقة ركّزت على أهم هؤلاء الشعراء وهم واحد من كل مرحلة، من فترة ثلاثينات القرن الماضي اختارت التّجاني يوسف بشير، ثم محمد المهدي المجذوب من الفترة التالية وهي فترة تمتد من ثلاثينات القرن الماضي وإلى الثمانينات، ومن فترة ستينات القرن الماضي اختارت شاعراً هو صلاح أحمد إبراهيم.
جاءت بعدها ورقة الأستاذ/ عادل سعد يوسف مُعنونةً بـ(قصيدة النّثر الإشكالات والتّجلّيات) وقد تناولت الدّراسة قضيّة قصيدة النّثر ومشكلاتها خصوصًا على مستوى الإيقاع والتّخييل ثم استعرض عددا من تجلّياتها كتداخل الأشكال الإبداعيّة وعدّدت التّجارب الرّئيسيّة في تاريخ قصيدة النّثر منذ تجربة مجلّة شعر ممثّلةً في أدونيس ومن بعده واقفةً لدى محمّدالمهديّ المجذوب وعليّ المك في (مدينةٍ من تراب) واصلةً بين الأجيال المتعدّدة
كما أتت ورقة الأستاذ/ الواثق محمّد حامد عن (الميتا شعر وحداثة الأسلوب) وقد تناولت الدّراسة فكرة الكتابة عن الكتابة عند عصام عيسى رجب وأسامة سليمان ومحمّد عبدالباري وأسامة تاج السّرّأحمد وتجلّياتها امرأةً وخصوبةً وفكرةً
وقد تداخل الحضور في ختام الجلسة مداخلات أثارت الجميل من الجدل والنّقاش الّذي امتدّ على مدار السّاعة ونصفها.
أدار الجلسة الختاميّة لـ(مُلتقى نقد الشِّعر السّودانيّ) الأستاذ/ مجذوب عيدروس مشيرًا للتّمايز الجميل الّذي انتبه له المثقّفون بين مفهومي الشّعر السّودانيّ والشِّعر العربيّ في السّودان؛ مستفيضًا في التّنويه بمكانة مقدِّمي الشّهادات وهم البروفيسر/ عبدالله حمدناالله والشّاعر الكبير/ عبدالله شابو والشّاعر الكبير/ عالم عبّاس محمّد نور.

 


جاءت شهادة بروفيسر/ عبدالله حمدناالله ناعيةً التّقليد المبكِّر في الثّقافة السّودانيّة ومنتقدةً المنهج التّأريخيّ المرحليّ وطارحةً منهجًا فنّيّاً بديلًا.. ثمّ تحدّث مؤرِّخا للحركة الفكريّة والثّقافيّة في السّودان وصلتها بالحركة السّياسيّة الّتي نعى عليها كونها مهنة العاطلين لا المثقّفين والمفكِّرين. وتعرّض للجمعيّات الثّقافيّة كجمعيّة الهاشماب وجمعيّة أولاد السّوق بأمدرمان وجمعيّة أبروف والّتي يسأل البروفيسر عن حقيقة وجودها رغم وجودها الفعليّ وانتقل بالحديث عن جماعة الفجر وأنّها بدأت لا طائفيّة وانتهت طائفيّة. مخصّصًا حديثه عن محمّدأحمد محجوب ذاكرًا أنّه قد خسر السّياسة وخسرتهُ الثّقافة؛ متناولاً كتاب {موت دنيا} الّذي أبدع في كتابتِهِ الأديب الكبير/ د. عبدالحليم محمّد والشّاعر الكبير/ محمّدأحمد المحجوب .. مشيرًُا إلى تأثُّر جماعة الفجر بصورة أساسيّة بالعقّاد. وأنّ معاوية محمّد نور كان صديقًا لجماعة الفجر وهو من هو صلةً بالعقّاد. وأنّ من أقرب النّقّاد لمعاوية نور كان هو محمّد عشريّ الصّدّيق؛ في تداعٍ جميل.

ثمّ قدّم الأستاذ/ عيدروس الشّاعر الكبير الجميل/ عبدالله شابو الّذي ابتدر شهادتَهُ بقولِهِ: في البداية أنا لستُ ناقداً بل شاعر وذكر ضاحكًا وصيّة شيخه المجذوب: قل قصيدتك فإن أعجبت النّاس فهذا يوم سعدك وإلّا فليذهبوا إلى أهلهم راشدين.. حاكيًا في تلقائيّة محبّبة ولطيفة مراحل من سيرتِهِ الشّخصيّة ورحلته مع الشِّعر وإحساسه بأنّ هنالك ما يريد أن يقول إلى أن دلف إلى المرحلة الوسطى حيث كتب قصيدةً تقليديّةًفي الحبّ رغم أنّه لم يعرفه آنذاك .. مشيرًا إلى ولع جيله بالقراءة وتوجيه أساتذتهم لهم بقراءة كلِّ ما تقع عليه عيونهم وانتقل إلى المرحلة الثّانويّة بالخرطوم وابتدأ نشر قصائده في الصُّحُف .. راويًا كيف التقى في مصر بالشُّعراء العظام: جيلي عبدالرّحمن وتاج السِّر الحسن ومحيي الدّين فارس والفيتوري وعبرهم بالشّاعرالمصريّ الكبير/ صلاح عبدالصّبور وبعدهم بالشّاعر المصريّ الكبير/ كمال عبدالحليم وكيف كان مهيبًا صارمًا مخوف الجناب .. ذاكرًا أنّه انتقل من مصر إلى أمريكا في بعثة دراسيّة التقى خلالها بروّاد قصيدة النّثر الأمريكيّة واصفًا لتميُّزها الشّديد عن ما يُكتب حاليّاً من قصيدة نثر في الوطن العربيّ مؤكّدُا أنّ الشِّعرَ يأتي من الحياة وإلى الحياة.. ملقيًا قصيدتَهُ الجميلة: سيُكتَبُ فوق الشّواهد أنّا.
وللحقِّ أنّهُ بقدر ما جاءت إفادة البروفيسر عبدالله حمدناالله رصينةً محكمة، جاءت إفادة الشّاعر/ عبدالله شابو لطيفةً شفيفةً مرهفة.

 


ثمّ انتقل جمالُ الشِّهادات في ختامِه إلى الشّاعرالكبير/ عالم عبّاس محمّد نور وقد جاءت شهادته بعنوان(التَّستُّر بالعري) في كتابة كان جمالها أقرب للنّصِّ الشّعريّ الدّسم عن الشِّعر والكتابة ورحلة الحياة والإبداع منذ ستّينات المئة السّابقة في مرحلتِهِ الثّانويّة وكيف أنّ من سبقوهم من الجيل السّابق احتووهم وبشّروا بهم.. ثمّ كيف نهلوا من بحور الشّعر العالميّ والعربيّ والسّودانيّ وسط قامات شامخة من المبدعين والشُّعراء أصحاب الرّسالات العظيمة .. وفي جمال بديع تساءل الشّاعر الجميل عن كيف تريدون من وليدٍ للتّوّ أن يُحدِّث عن الحياة؟؟؟ لذا لا يمكنه الحديث عن الشِّعر فهو الحياة.

بعد انتهاء الشِّهاداتِ اعتلت المنصّة الشّاعرة الجميلة/ ابتهال محمّدالمصطفى؛ نائب مدير بيت الشِّعر-الخرطوم .. وبفصاحة عالية وبلاغة رائعة تحدّثت .. عن أنّ فكرة الملتقى جاءت من شعراء بيت الشَّعر-الخرطوم شاكرةً للجنة العلميّة جهدها المكثّف وحيادها التّامّ .. مُقدّمة للدّكتور/ هاشم ميرغني رئيس اللجنة العلميّة ليُلقي كلمة اللجنة ويقرأ التّوصيات
يجدر بالذّكر أنّ اللجنة العلميّة تتكوّن من الدّكتور/ هاشم ميرغنيّ رئيسًا وعضويّة كلٍّ من الدّكتورة/ هالة أبا يزيد والدّكتور/ مصطفى الصّاويّ بينما تتكوّن اللجنة الإداريّة من الأستاذ/ عماد محمّد بابكر والأستاذ/محجوب محمّدالفضل دياب والأستاذ الإعلاميّ/ محمّد آدم بركة

وقد قدّمت الأستاذة/ ابتهال المصطفى جزيل الشّكر والامتنان والعرفان ومن ورائها قلوب كلّ من يعرف الفضل لأهله وأصحابه لصانعي الجمال ومبدعيه في الشّارقةِ العظيمة والشّيخ الدّكتور/ سلطان بن محمّد القاسميّ؛ حاكم الشّارقة وراعي الثّقافة والإبداع وسلطان الجمال
وقد كُرّم في ختام الملتقى كلّ من شارك في جعل هذا الملتقى كما هو جميلاً عظيماً مفيدًا وممتعًا.

شاهد أيضاً

نجيب محفوظ شخصية معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومصر ضيف الشرف

  تحت رعاية رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يُنظم مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *