وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
علاقتي مع المطبخ مُزعجة وفي رمضان أتصالح معه
قذيفة تخطف “امرأتين ورجل” أصعب موقف رأيته
كثير هي الذكريات التي تربطنا بشهر رمضان الكريم، لاسيما ذكريات الطفولة، التي لاتزال عالقة في اذهان الكثيرين. وكالة أنباء الشعر، تواصل رحلتها في مع الشعراء والشاعرات العرب، الذين باحوا عن بعض هذه الذكريات، من خلال حوار رمضاني خفيف تطرق إلى مواضيع اخرى.
ضيفتنا اليوم الشاعرة اليمنية نجاة شمسان، وإلى اللقاء.
– ماذا يعني لك شهر رمضان؟
يعني تحرر الروح من ماديتها وخلودها في براح النور وحضرة الذات الخالقة، يعني الصفاء والنقاء والتوحد مع الروح أكثر. يعني أن أكون أنا أنت وأنت أنا ونحن هم وهم نحن يعني الذوبان والتلاشي في حضرة الاخرين لنصبح كينونة واحدة ونتصرف كخلفاء الله في هذه المعمورة وهذا هو المفترض علينا فعله في كل الأشهر وليس حصرا في رمضان لأنه جزء من انسانيتنا وروحنا التي كرمها الله بسجود الملائكة.
– حدثينا عن أول تجربة صيام لك؟
كل ما اتذكرها أضحك كثيرا على براءة الطفولة التي كنّا عليها؛ أول تجربة لي هي وأنا في الصفوف الابتدائية من الدراسة كانت امي قد أقنعتنا أنا وإخوتي بأن الصيام للأطفال ينتهي وقت صلاة الظهر فكانت تعد لنا الافطار ونحن ننتظر اذان الظهر للإفطار وإنهاء الصوم ثم استطاعت إقناعنا بأن الاطفال فقط عليهم إغماض أعينهم حينما يأكلون لكي يكون صيامهم صحيحا.
كنت آكل الشوكلاته وأنا مغمضة العينين وأقسم لصديقاتي في المدرسة بأني استطيع الصوم وأضحك كثيرا عليهم عندما أشاهدهم يأكلون وهم بعينين مفتوحتين.
– هل تهربين من القصيدة في رمضان؟
لااستطيع الهروب أبدا بل ربما يزيد قلقي الفكري الذي يسبق كتابة القصيدة بسبب الصفاء الذهني والجو الروحاني الذي يشعّ في هذا الشهر المبارك ولا أنتقي أبدا الغرض الذي أكتب فيه لأن الفكرة هي التي تتوحدني ولست أنا أتوحدها.
– هل من ذكريات لك مع الشهر الكريم؟
ذكرياتي هي السهرات الرمضانية الليلية التي كنا نقيمها مع الجيران والأهل لكن للأسف كانت هذه السهرات قبل الحرب ذكريات عالقة بذهني هي قدوم شهر رمضان وأنا في الهند وتفاجأت بطقوس المسلمين هناك والأجواء الروحانية وموائد الإفطار التي كانت تقام في الشارع والتي كانت تمتد لأمتار هائلة شعرت بأني أستنشق عبق الإسلام في أزهى عصوره حيث الروحانية والانسانية الحقة كانت أجواء ليلية رائعة تملأ أسواق المسلمين وشوارعهم.
الغريب في الأمر أن لرمضان هيبته هناك حتى عند غير المسلمين كنت عندما أسير في الشوارع أتلقى التهاني بهذا الشهر من كل الطوائف الهندية وليس المسلمين فقط.
– علاقتك مع المطبخ في رمضان.. علاقة ودية أم مزعجة؟
علاقتي بالمطبخ بكل الشهور مزعجة ومزعجة جدا وأعترف بأني فاشلة بالطبخ ولكن أحاول قدر المستطاع أن تكون علاقتي به في الشهر المبارك ودية بعض الشيء ولكنها تعود وتكون مزعجة وبقوة في وقت بعد الإفطار.
– ما هو طبقك المفضل على الإفطار؟
أعشق كثيرا أطباق رمضان وبالذات حلوياته ومكسراته، ولكن تظل السمبوسة وجبتي المفضلة وقت الافطار .
– متى يبدأ يومك الرمضاني ومتى ينتهي؟
يبدأ الثانية والنصف ظهرا وينتهي الساعة السابعة صباحا.
– أسأل عن رمضان الامس ورمضان اليوم، كيف تجدينه؟
أجد رمضان الأمس أكثر روحانيةً وأكثر نقاءً وأكثر نورا فالحروب الدائرة والدماء قتلت كل ماهو جميل وقضت كثيرا على روحانية هذا الشهر ونفحاته.
– هل من ذكريات طريفة أو مواقف مرت عليك بهذا الشهر؟
ذكريات مرعبة حدثت في رمضان العام الماضي؛ قذيفة تأتي إلى الشارع الذي نسكن فيه في مدينة تعز وتقتل امرأتين ورجلاً كانوا في انتظار السيارة التي ستأخذهم إلى ريفهم كان هذا تقريبا الساعة الثامنة والربع صباحا.
– تهنئة رمضانية لمن تبعثينها؟
شهر مبارك وينعاد عليكم بالصحة والسلامة وكل عام وأنتم بخير، أبعثها لوكالة أنباء الشعر، ولوالدتي وأبي ولكل من يؤمن بهذا الشهر المبارك، ولي أنا أيضا أبعثُ تهنئة خاصة عبر الوكالة.
– رسالتك للشاعرات وللشعراء برمضان، ماذا تقولين؟
أهنيهم أولا بمناسبة قدوم الشهر المبارك وإن شاء الله ينعاد عليهم بالصحة والسلامة واليُمن والبركات. ثانيا رسالتي هي لي أولا ولهم ولكل من سيقرأها أن نجعل رمضان محطة للتوقف مع ذاتنا أكثر وللإبحار في أعماقنا أكثر مما نبحر خارج ذواتنا فالنور والجمال دوما ينبع من الداخل وينعكس إلى المحيط الخارجي وأن يكون هذا الشهر فرصة للتقرب أكثر من الله عز وجل وفرصة جميلة لمراجعة أنفسنا ومحاسبتها حسابا عادلا شفافا والانخراط أكثر في أعماق وباطن قرآننا الكريم .
