الثلاثاء, 23 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / حليمة الإسماعيلي في”ذاكرة رمضان”: كونوا كالقصائد التي تنشر الجمال وتملأ الأرض بالحب و السلام

حليمة الإسماعيلي في”ذاكرة رمضان”: كونوا كالقصائد التي تنشر الجمال وتملأ الأرض بالحب و السلام

 أول تجربة صيام كانت منافسة جميلة مع أخي.. استشعرت  فيها معنى حرمان الفقراء

تهنئة ابعثها إلى أمي: رغم المسافات توثقنا نبضات القلب ورعشة الذكريات

الوالدة كانت مسحراتي البيت.. وعلاقتي بالمطبخ ودية جدا

رسالتها: اغتنموا فيوضات رمضان وكونوا كالقصائد التي تنشر الجمال و تملأ الأرض بالحب والسلام

رمضان لم يتغير بل نحن من نتغير .. تغيرات بالجملة، السلوك الإنفاقي، الحالة المزاجية، برودة العلاقات الاجتماعية

أوضحت الشاعرة المغربية حليمة الإسماعيلي، بأن رمضان محطة تقف فيها لمحاسبة النفس وتأمل العلاقة مع الله قبل العلاقة مع البشر . واشارت ضمن زاوية الوكالة “رمضان في الذاكرة”، بأن الصيام هو ذكرى أول عبادة تعرفها الروح البريئة كندى سماوي، ونقاء الفرح الأول في أول خطوة للجنة.

ووجهت الشاعرة من خلال الوكالة، رسالة للشعراء والشاعرات (اغتنموا فيوضات هذا الشهر الكريم وكونوا كالقصائد التي تنشر الجمال وتملأ الأرض بالحب و السلام ).

– ماذا يعني لك شهر رمضان؟

 هو الشهر الذي أختلي فيه مع ذاتي وروحي وأتواصل فيه مع الله عز وجل أكثر وأعتبره محطة أقف فيها لأحاسب نفسي وأتأمل علاقتي بالله قبل علاقتي مع البشر وأحاول مراجعة حساباتي.

واستدراك ما يمكن إدراكه في مجال العبادة ضمن الوتيرة السريعة للشهور الأخرى وضغوطات العمل من صلاة وقرآن وذكر.

– حدثينا عن أول تجربة؟ 

الصيام هو ذكرى أول عبادة تعرفها الروح البريئة كندى سماوي ؛ الصوم الأول ، الكحل الأول، نقش الحناء الأول ونقاء الفرح الأول في أول خطوة للجنة.

كنت في السادسة من عمري حين صُمْتُ للمرة الأولى ذات صيف، وأصر شقيقي الذي يصغرني بعام  على الصيام معي،  كانت منافسة جميلة بيننا ورهانا على من هو أكثرنا صبرا وتحملا لكن ما إن وصل العصر حتى نمنا معا.. كان يومنا طويلا ومتعبا و قاسيا ،لأول مرة أدركت معنى العطش ومعنى الجوع واستشعرت حرمان الفقراء. لكن المساء كان محمّلا بنكهة خرافية بالنسبة لطفولتنا – أخي وأنا – حين ازدانت المائدة بالحريرة وبالحلويات والزلابية و العصائر وكل ما لذ وطاب، اجتهدت أمي في إعداد كل ذلك وأنا أجلس بالقرب منها بالمطبخ، كانت تلهيني وتغريني عن جوعي بالمائدة الموعودة بعد الأذان، وبالجنة الموعودة بعد الموت أيضا.

– هل تهربين من الشعر في رمضان أم تتقربين منه؟

 أهرب منه غالبا أو بدقة أكثر هو من يهرب مني خلال هذا الشهر؛ فنادرا ما أكتبه لكن أحرص أن أقرأ دواوين شعراء آخرين وتجارب متعددة أخرى .

– علاقتك مع المطبخ في رمضان.. علاقة ودية أم مزعجة؟

_ علاقتي بالمطبخ علاقة ودية جدا ؛الطبخ عندي فن وليس مجرد عمل روتيني أحب أن أطبخ وأضع لمساتي الخاصة على كل طبق وفي رمضان يزداد حرصي على تنوع المائدة.

– ماهو طبقك المفضل على الإفطار؟

 طبق الحريرة المغربية والفطائر “المسمّن”.

– متى يبدأ يومك الرمضاني ومتى ينتهي؟

يبدأ غالبا في التاسعة أو العاشرة صباحا وينتهي في اليوم الموالي الرابعة فجرا بعد السحور ..مع الاشارة أني لا أنام طوال هذه الفترة.

– أسأل عن رمضان الأمس ورمضان اليوم، كيف تجدينه؟

رمضان لم يتغير بل نحن من تغير، تغيرات بالجملة في السلوك الإنفاقي، الحالة المزاجية، برودة العلاقات الاجتماعية، الجدول الزمني اليومي للصائمين وغيره.

– هل من ذكريات طريفة أو مواقف مرت عليك بهذا الشهر؟

 أتذكر أنه سهرنا ذات رمضان صيفي، واستفقنا على هرولة الوالدة –والتي كانت مسحراتي البيت الجميع يعتمد عليها –  ربما غفت  تلك الليلة من شدة التعب، أقول كانت توقظنا وتخبرنا بأن أذان الفجر على وشك أن يرفع، لا أتذكر ما فعله الأهل لكن أذكر جيدا أني هرعت إلى الماء أولا، و أذكر أكثر أنه حين رفع الأذان كانت قطعة بطيخ باردة في حلقي …. طبعا قضيت ذاك اليوم بعدها، لكن أتذكر الحكاية إلى الآن بحنين للمّة الأهل: الوالدين والأشقاء والشقيقات قبل أن تفرقنا دروب الحياة.

– قصيدة قلتيها في هذا الشهر، ما هي؟

شَهْرَ الْمَحَبَّةِ والْمَوَدَّةِ والْجَدا

بورِكْتَ مِنْ شَهْرٍ تَفَرَّدَ بالنَّدى

أَيّامُكَ الْغَرّا مَلاحِمُ مَجْدِنا

فيها كِتابُ اللَّهِ أَشْرَقَ بِالْهُدى

أَقْبَلْتَ يا شَهْرَ الصَّفاءِ مُبَشِّراً

وَمُبارِكاً سَعْيَ الْمُجِدِّ وَمُسْعِدا

فَإِذا جُموعُ الْمُؤْمِنينَ يَزينُهُمْ

صَوْمٌ يُحَبِّبُ عِفَّةً وَتَعَبُّدا

يَمْضونَ في الْفَجْرِ الْبَهِيِّ يَحُثُّهُمْ

صَوْتُ الْمُؤَذِّنِ مُنْشِداً وَمُرَدِّدا:

“اللَّهُ أَكْبَرُ” ضَمَّخَتْ أَعْماقَهُمْ

فَسَرَتْ قُلوبُ الْعاشِقينَ تَوَجُّدا

هَبُّوا إِلى الرَّحْمنِ لَيْسَ يَصُدُّهُمْ

صَعْبٌ… فَفازُوا بِالْجِنانِ تَخَلُّدا

صامُوا احْتِساباً .. طاعَةً وَتَطَوُّعاً

بَيْنَ الْمَساجِدِ يُدْرِكونَ الْمَقْصِدا

باتَتْ بَصائِرُهُمْ تُنيرُ مَسيرَهُـــــمْ

يا سَعْدَ مَنْ نورُ الْبَصيرَةِ أَرْشَدا

وَسَعى إِلى الشَّهْرِ الْكَريمِ وَفَضْلِهِ

كَيْ يَنَهَلَ التَّقْوى فَيُصْبِحَ مَوْرِدا.

– تهنئة رمضانية لمن تبعثيها؟

أبعثها لأمي الحبيبة القاطنة بشرق المغرب والتي تبعد عني وعن مراكش  بما يقارب ألف كلومتر أقول لها: رغم المسافات توثقنا نبضات القلب ورعشة الذكريات ..

– رسالتك للشاعرات وللشعراء برمضان، ماذا تقولين؟

 اغتنموا فيوضات هذا الشهر الكريم وكونوا كالقصائد التي تنشر الجمال وتملأ الأرض بالحب و السلام .

شاهد أيضاً

فرنسا: فتح باب الترشح لجائزة الأدب العربي

  أعلنت مؤسسة /جان لوك لاغاردير/ الفرنسية، ومعهد العالم العربي بباريس، عن فتح باب الترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *