الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الشاعر التونسي المكّي الهمّامي.. وبطاقة عيدية عبر الوكالة

الشاعر التونسي المكّي الهمّامي.. وبطاقة عيدية عبر الوكالة

أهدى الشاعر التونسي بطاقة عيدية، رفعها عبر الوكالة، قائلا: أقصى الاخضرار لأرواحكم الشفّافة الشّاهقة.. وزدتم عروجا في مراقي النّقاء، وإبصارا في مرائي المعرفة الرّوحيّة.. وكلّ عام وأنتم رائعون.. كلّ عيد، وأنتم الآخذون بناصية الحقّ، والرّافعون لراية الجمال، والواقفون على برزخ النّور.

وأوضح الهمامي، بأن له أمنيتين، أولاهما عامّة وثانيتهما خاصّة.. أمّا الأمنيّة العامّة، فتشمل جميع الفاعلين في الحقل الإبداعيّ. وقال: (حقيقة، أتمنّى من القلب أن تستعيد العلاقات بين المبدعين إيقاعها الإنسانيّ العميق، بعيدا عن سرعة الحياة الحديثة وسطحيّتها المقيتة.. فما أكثر الأصدقاء في العالمَيْن الواقعيّ والافتراضيّ.. ولكنّ التّواصل في ما بينهم، في هذه المناسبة أو تلك، محض عادة مكرورة فاقدة لحرارة اللّقاء الأوّل وسحره الأخّاذ.. وغالبا، ما يتحوّل الصّديق إلى مجرّد رقم أَبْكَمَ في حساب فيسبوكيّ محنّط.. فعلا، نتوق إلى استعادة وهج اللّقاء الأوّل وتأبيده في شتّى أشكال تواصلنا).

ووعن الأمنيّة الخاصّة، فقال، تتعلّق بمجال الشّعر تحديدا، حيث يحتاج الشّعراء، دائما، إلى تذكير أنفسهم بأنّهم دعاة محبّة لا كراهية..  وأنّهم رسل سلام لا صدام.. وأن وجه الشّبه المعقود بينهم وبين الأنبياء، في الكثير من الثّقافات ومنها العربيّة، لا يقتصر على السّمة الرؤيويّة في شخصيّتهم (صورة الشّاعر الرّائي القادر على اختراق الحُجُبِ واستشراف المستقبل)، وإنّما يتعداها إلى سمات أخلاقيّة أيضا.. فلا خير يُرجى من شاعر نذل، مثلا.. وهل تجتمع الشّاعريّة والنّذالة في كائن واحد، أصلا..!؟ وكثيرا ما يتناحر الشّعراء لأجل الأوهام، وما أكثر أوهام الشّعراء في هذه المرحلة العمياء. ومن أوهامهم المضحكة الّتي يتقاتلون لأجلها، مثلا: الحصول على دعوة إلى تظاهرة ثقافيّة، التمتّع بمكافأة ماليّة زهيدة، الظّهور الإعلاميّ الزّائف…! بَيْدَ أنّهم يتناسون أنّ الصّورة الطّرازيّة المُثلى للشّاعر الحقّ أسمى من ذلك وأنقى.. ولعلّ استحضار قامات شعريّة سامقة، في هذا السّياق، من قبيل دنقل والسيّاب والشّابي وغيرهم، لَهُوَ أمر كفيل بإزالة الغبار عن صورة الشّاعر النّورانيّة المشرقة، حيث يقترن جمال النصّ بنبل الشّخص، ولا يفترقان أبدا.. ولأجل كلّ ما ذكرتُ، أحلم (وما الشّاعر إلاّ حالم) باستعادة الشّعراء لأثمن ما فيهم، قصدتُ بذلك صفاء أرواحهم وبلوّريّتها.. وأمنّي القلب، دوما، بعودتهم العاجلة إلى الإيمان بأخوّة الشّعراء، فهي ثروتهم الأبقى، والاحتفاء بهذه الأخوّة الإبداعيّة الرّاقية في شتّى أشكال التّواصل، في الفضاءين الواقعيّ والافتراضيّ.

شاهد أيضاً

جزيرة السعديات تحتضن مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية.. الأحد

  ينظم مركز أبوظبي للغة العربية الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *