عمت حالة من الاستياء العام الوسط الثقافي اليمني، جراء قيام احد المنتفعين ببيع منزل الشاعر الوطني الكبير لطفي جعفر امان الواقع في حي القطيع بكريتر مديرية صيرة محافظة عدن.
ويعد منزل لطفي امان معلماً بارزاً من معالم المدينة وتفجرت فيه ابداعات الكتابة الادبية والشعرية والفنية والعلمية وملتقى كبار الشعراء والفنانين الذين ارتادوه بحثا عن اغنية لو لحنا او لوحة فنية حيث كان لطفي رحمه الله وطيب ثراه صاحب ملكة في الريم والفن التشكيل .
واثارت عملية البيع للبيت حفيظة الناشط المعروف وديع أمان واحد أقربائه المقربين وكتب مناشدة للرئيس عبد ربه منصور هادي، قال فيها :
الأخ/ رئيس الجمهورية
الأخ/ رئيس الحكومة
الأخ/ وزير الثقافة
لقد علمت اليوم وبكل أسف، بأنه قد تم خلال الأسبوع الماضي بيع منزل الفقيد الشاعر/ لطفي جعفر أمان (رحمه الله)، من قبل أبناء المواطن الذي سكن في المنزل بموجب عقد إنتفاع بعد (قانون تأميم المساكن)..
لقد شعرت بحزن كبير لسماع هذا الخبر المؤسف، لأنني كنت أحلم بأن تقوم الدولة بشراء المنزل من الشخص المنتفع وتحويله إلى متحف خاص بشاعرنا الفذ (لطفي أمان) الذي أفنى حياته في مقارعة المستعمر البريطاني وفي إثراء الحركة الأدبية والشعرية والثقافية والتربية والتعليم، وترك مآثر عظيمة لا تُحصى ولا تُعد وأعمال خالدة يُشار لها بالبنان هي اليوم بمثابة ثروة أدبية وشعرية وغنائية وثقافية لنا وللأجيال القادمة.
ماذا سنقول له عندما تحل علينا أغلى مناسبة وطنية (عيد الإستقلال 30/نوفمبر) ويبدو علينا شاعرنا/لطفي جعفر أمان في جميع القنوات الفضائية اليمنية وهو يلقي بصوته الأخَّاذ وبكل كبرياء، قصيدة الإستقلال (المهرجان الأكبر) ؟؟!!
أتمنى أن تقوم الدولة بشراء المنزل وتحويله إلى متحف خاص بالشاعر الكبير/ لطفي جعفر أمان، وسيكون المتحف بمثابة إرشيف وطني متميز.
وديع أمان
رئيس مركز تراث عدن
سيرة ذاتية
ولطفي جعفر أمان، شاعر يمني ولد في عدن بتاريخ 12 مايو 1928 درس المرحلتين الابتدائية و المتوسطة في عدن واكمل دراسة المرحلة الثانوية في الخرطوم و التحق بجامعة الخرطوم ونال دبلوم في التربية كما حصل أيضا- في وقت لاحق على الدبلوم العالي في التربية من جامعة لندن بعد تخرجة من الجامعة شغل وظائف في مجال التربية والتعليم فقد عمل محاضراًفي مركز تدريب المعلمين و مفتشا في المدارس فضابضاً للمعارف و مسؤولا عن المطبوعات و النشر,فمدير للتربية و التعليم ثم وكيلاً لوزارة التربية و التعليم حتى وفاته. وإلى جانب عمله في التربية و التعليم فقد عمل كمذيع في إذاعة عدن عند تأسيسها.
كما ان المناخ الثقافي العام والذي كان مزدهراً في مدينة عدن في حقبة الثلاثينيات و الأربعينيات من القرن الماضي كان له دوره في بلورة شخصيته الأدبية فظهر نبوغه في الشعر في فترة مبكرة من حياته و مما لاشك فيه ان الدراسة في الخرطوم كان لها أيضاً اثرها في صقل موهبته الشعرية وتحديد اتجاهاتها الابداعية.