الأربعاء, 24 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “الرواية والشعر والنشر” بمذاق عربي في البرازيل

“الرواية والشعر والنشر” بمذاق عربي في البرازيل

نظم جناح الشارقة في ثالث أيام مشاركته في معرض ساوباولو الدولي للكتاب، مجموعة من الأنشطة والفعاليات المتنوعة، والتي عبرت بمجملها عن واقع الثقافة العربية والإماراتية، إضافة إلى الزيارات التي نظمها وفد الشارقة لمسؤولي المدينة البرازيلية، حيث استقبل عمدة ساوباولو وفد الشارقة لبحث أفق العلاقات الثقافية والفنية الإماراتية البرازيلية، كما التقى مدير الدائرة الثقافية في ساوباولو، أعضاء الوفد في اجتماع ناقش خلاله فضاء التعاون والعمل المشترك بين الهيئات والمؤسسات الثقافية الإماراتية ونظيرتها البرازيلية. وفي الجانب الفكري أقيمت جلستان، ناقشت الأولى الراهن الروائي، وتصدر الرواية للمشهد الأدبي العالمي، وأسباب هذا التصدر، إضافة إلى مناقشة واقع الرواية الإماراتية، أما الجلسة الثانية فتناولت سوق النشر الإماراتية وأبرز العوامل التي ساعدت صناعة النشر المحلية على تصدر المشهد العربي وتعزيز مكانتها الدولية في هذا المجال عبر التزام الإمارات بعدد من المعايير الناظمة، وحقوق الملكية الفكرية، وتقدم تسهيلات وخدمات واضحة على مستوى الإجراءات الجمركية، وحركة التصدير والشحن.
كما كان للشعر نصيب مع أصبوحة لشاعرات الإمارات، قدمن من خلالها ملمحاً للشعر العربي، ونموذجاً للشعر الإماراتي عبر مجموعة من القصائد المتنوعة في الأشكال والمضامين والأساليب.

فاهم القاسمي: الثقافة أساس علاقاتنا مع العالم

استقبل عمدة ساوباولو، برونو كوفاس في مكتبه وفد الشارقة المشارك في المعرض، لبحث أفق العلاقات الثقافية والفنية الإماراتية البرازيلية، كما التقى روميلدو كامبيلدو، مدير الدائرة الثقافية في ساوباولو، أعضاء الوفد في اجتماع ناقش خلاله فضاء التعاون والعمل المشترك بين الهيئات والمؤسسات الثقافية الإماراتية ونظيرتها البرازيلية.
وضم الوفد الذي ترأسه الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، كل من إبراهيم سالم العلوي، قنصل عام الإمارات في ساوباولو، وأحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وعبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، وحبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وعبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والشيخة هند بنت ماجد القاسمي، رئيس مجلس سيدات أعمال الشارقة بالوكالة، ومروة عبيد العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وراشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، وريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة.

وأكد الشيخ فاهم القاسمي خلال اللقاء مع عمدة ولاية ساوباولو، أن اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض يعد انطلاقة جديدة للعلاقات الثقافية التي تجمع الإمارات والشارقة مع البرازيل وولاية ساوباولو، وما يقابلها في بلدان أمريكا اللاتينية، موضحاً أن الشارقة اختارت برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الثقافة مشروعاً ومحوراً لمجمل نهضتها الصناعية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الشيخ فاهم القاسمي إلى أن ولاية ساوباولو تتجسد فيها ملامح الولاية الثقافية المحورية في البرازيل في الوقت الذي تعد واحدة من المدن الصناعية، والاقتصادية، الكبيرة. وتوقف الشيخ فاهم القاسمي – خلال لقاء الوفد مع روميلدو كامبيلدو – عند المرتكزات التي تنطلق منها الشارقة والإمارات في سلسلة علاقاتها مع الثقافات العالمية، بالقول: «إن للشارقة أجندة سنوية ثقافية دولية، تضم معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، وأيام الشارقة التراثية، وغيرها».
وأوضح الشيخ فاهم القاسمي أن الشارقة تؤمن أن الفعل الثقافي المعرفي هو الأساس المتين الذي يمكن أن تنطلق منه في حوارها وعلاقاتها مع بلدان العالم، مشيراً إلى أن صاحب السمو حاكم الشارقة وضع رؤية تستند في تقديمها على بناء شبكة علاقات مع المدن الثقافية المركزية في العالم، إذ ترتبط الإمارة بعمل مشترك مع مدينة كامبردج الإنجليزية، وتورينتو الإيطالية.
من جانبه قال برونو كوفاس: «ترتبط البرازيل بعلاقات تاريخية عميقة مع الإمارات ونحن في ساوباولو نقدر جهود الإمارات في تعزيز فرص التعاون، وتعزيز العلاقات على مستوى الرسمي، إذ تعد الإمارات واحدة من الدول المركزية في المنطقة العربية، وما لا شك فيه أنها تمثل قطباً حضارياً في الشرق الأوسط. لذلك يسعدنا اليوم أن تفتح لنا الشارقة – العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019- الباب أمام ساوباولو والثقافة اللاتينية للاطّلاع على ملامح الثقافة الإماراتية الأصلية، والعربية والإسلامية».
بدوره أكد مدير دائرة الثقافة في الولاية روميلدو كامبيلدو، أن البرازيل ستكون حريصة على حضور فعاليات الاحتفاء بالشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، موضحاً أن ساوباولو تتحضر لزيارة الشارقة والإمارات للاطّلاع على فرص التبادل المعرفي، والتعرف عن قرب إلى جهود صناعة الكتاب والمعرفة في الشارقة، خاصة أن الإمارة لها حضورها المميز في مختلف بلدان العالم، وترتبط بعلاقات وثيقة مع أبرز مدن صناعة الكتاب.
العميمي والظاهري.. في «الراهن الروائي»

ناقشت ندوة «الراهن الروائي»، التي أقيمت ضمن فعاليات جناح الشارقة في المعرض الإمكانات السردية والفنية التي مكّنت الرواية من تصدر المشهد الإبداعي العربي والدولي، وأثر إقبال القراء عليها، وتاريخ حضورها في المنجز الإبداعي لدولة الإمارات.
واستضافت الندوة، التي أدارتها الكاتبة أسماء الزرعوني، كلاً من الكاتب والإعلامي ناصر الظاهري، والشاعر والروائي سلطان العميمي، اللذين سلطا الضوء على الدور الذي تلعبه الرواية في المشهد الثقافي العربي والأثر الذي تحدثه في نفوس القراء من خلال المضامين السردية التي تشتمل عليها.
وقدّم الظاهري خلال مداخلته قراءة تاريخية لظهور الرواية في الأدب الإماراتي، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن الرواية في الإمارات من دون الحديث عن التعليم، والقصة القصيرة، مؤكداً أن الرواية الإماراتية خرجت من معطف القصة القصيرة، وأسهم في تشكل تجاربها تنامي الاهتمام بالتعليم وظهور المؤسسات الإعلامية والصحفية في الدولة.
وقال الظاهري: «مع ازدياد الاهتمام في التعليم وابتعاث الكثير من الطلاب الإماراتيين إلى البلدان العربية والغربية لإتمام دراستهم، ظهرت مؤسسات إعلامية ترعى المثقفين والكتّاب، تقدم تجاربهم للقراء، الأمر الذي أسفر عن بروز جيل من الأسماء المشغولة في كتابة القصة، أغلبهم كان من الصوت النسائي».
وأضاف: «شكلت تلك التجارب القصصية الروافد الأولى للرواية فيما بعد، إذ تحول الكثير من القصاصين إلى كتابة الرواية، وذلك بعد أن احتكوا بالثقافة العربية والعالمية، وباتوا على تماس مع متغيرات الحراك الإبداعي، الأمر الذي أفضى إلى تشكل جيل من الروائيين ظهر بالتوازي مع تنامي حركة النشر وسرعان ما بات يأخذ شكله وينتج أجيالاً من الكتّاب الشباب الذين استسهلوا الكتابة الروائية».
بدوره قال سلطان العميمي في رده على سؤال حول أسباب انتشار الرواية: «إن الرواية يمكنها أن تجسر الهوّة بين القارئ والواقع المحيط به، فهي تملك مفاتيح اللعب من خلال الحبكة التي يتركها الكاتب على الورق»، لافتاً إلى أن الرواية هي خليط تمتزج به الأجناس الأدبية، إذ يمكن أن تكون فضاءً رحباً يحلق فيه الكاتب حيثما يريد، مؤكداً أن المساحة التي تمنحها الرواية للأديب والكاتب كبيرة.
وأكد العميمي أنه لا يوجد شروط ومعايير محددة لنجاح العمل الروائي، فالكثير من العوامل تتدخل في تحديد نجاح الرواية من عدمه، منها طبيعة الجمهور، والظروف التي كتبت فيها، والموضوع الذي تتناوله، والفترة الزمنية التي نشرت خلالها، لافتاً إلى أن الكثير من الكتاب اشتهرت أعمالهم بعد وفاتهم، وآخرين نجحت لهم رواية واحدة ولم تلقَ أي رواية أخرى رواجاً، فيما أنتج الكثير من الروائيين أعمالاً روائية، وظل عمل واحد لهم هو المسيطر على تجربتهم كاملة، إلى جانب أولئك الكتّاب الذين تكاد تكون كل أعمالهم ناجحة.

شاهد أيضاً

معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. أحد أبرز الأحداث التي ينتظرها المجتمع الثقافي في العالم

  رسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، مكانته بوصفه واحداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *