السبت, 20 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “كتاب الامارات” يصدر كتاباً جديداً حول تجربة صالحة غابش

“كتاب الامارات” يصدر كتاباً جديداً حول تجربة صالحة غابش

صدر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة دراسة جديدة للدكتور صديق محمد جوهر بعنوان “عاشقة القوافي.. مقاربات نقدية في أشعار صالحة غابش” ريس قسم الادب تتناول تجربة الشاعرة الإماراتية صالحة غابش عضو اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.التي تعد من الشاعرات والكاتبات صاحبات التجارب الإبداعية المميزة. وصدر لها دوواين شعرية هامة مثل ديوان “بانتظار الشمس” و”المرايا ليست هي” و”الآن عرفت” و”بمن يا بثين تلوذين؟. وفي مجال القصة نشرت رواية “رائحة الزنجبيل”، ومجموعة قصصية قصيرة بعنوان “حكايات وردية”، وكتاب “هدوء رجاء” ويتضمن مجموعة من الخواطر الحياتية.

وركز الكتاب على استدعاء الموروث النسوي الأندلسي في ديوان “بِمنْ يا بُثينُ تلُوذِينْ؟”، بالإضافة إلى قراءة نقدية لديوانها “بانتظار الشمس” : بين الرومانتيكية الغاربة وآفاق التوقعات، كما تطرق إلى الصورة الشعرية والتحولات النصية في ديوان “المرايا ليست هي”، بالإضافة إلى طرح جدلية اليقين والصدمة الثقافية في ديوان “الآن عرفت”.

وتناولت الدراسة بالتحليل والاستقصاء الأعمال الشعرية الكاملة للشاعرة صالحة غابش لإرساء مكانتها على خارطة الشعر العربي والخليجي المعاصر،كما تناولت التشابكات الأيديولوجية والأنطولوجية بين الحداثة وما بعد الحداثة، علاوة على النظريات النقدية التي تتعلق بالمدارس الواقعية والرومانتيكية الشعرية العربية وغيرها من القراءات النقدية المعاصرة متتبعاً معظم المعالم البارزة في المعمار الشعري للشاعرة وإشكاليات التلقي التي يثيرها ذلك المعمار في نصوص بعينها.

وأكد الكاتب أن الشاعرة قد قدمت في أطروحتها الشعرية الأولى “بانتظار الشمس” نصوصاً متناصة أنطولوجياً وبنائياً ودلالياً ورؤيوياً مع النص العربي المركزي الرومانتيكي الحديث ابن النصف الأول من القرن العشرين، ثم ما لبثت أن تقدمت شيئاً فشيئاً في أطروحتها الشعرية الثانية “المرايا ليست هي” بالتفاعل بنائياً ودلالياً وإبستمولوجياً مع النص العربي في القصيدة الحرة المنطلقة الحداثية بنت النصف الثاني من القرن العشرين. وقد تجاوزت حدود المحلية واشتبكت مع تيارات الشعر العالمي في ديوانها الأخير في انطلاقة نافذة للأمام قطعت من خلالها الشاعرة شوطاً كبيراً نحو توجهاتها الحداثية وتجاوزت فيها التجارب الشعرية السابقة في الدواوين الثلاثة الأولى.

وأورد المؤلف في كتابه إن القراءة المدققة لشعر صالحة غابش تمثل مدخلاً لتناولها وتطويعها الموروث الثقافي الأندلسي كأداة تخترق بها حجب المعضلة والأزمة اللذين يسمان التاريخ العربي المعاصر. إن وقوع صالحة غابش على طيف واسع من العلاقات عابرة النصوص مع الثقافة الأندلسية وإلقائها الضوء على موضوعات قريبة ذات مغزى وقيمة عظمى، معطيات تربط الماضي بالحاضر في عروة وثقى لا تنفصم، إنما يشكلون في مجموعهم إبداعاً لتهجين شعري متأصل في الموروثات الكلاسيكية. إن إنفاذ الشاعرة الإماراتية روحاً ثورية تقدمية في السرديات التاريخية الأندلسية عبر إعادة صوغها يبين إلى أي مدى اجتهدت شاعرتنا في تخليق آلية نسوية كفاحية مضادة لآليات ثقافة أبوية رجعية متخلفة تعود القهقرى بالعالم العربي إلى زمان العصر الحجري. وإضافة لذلك فإنها في شعرها تردّ دون تهيّب الانهيارات والاندحارات السياسية المتواصلة في المشهد العربي المعاصر إلى ذات المنظومة التسلطية التي تمخض عنها الموروث الأبوي الرجعي العربي.

وقال أن الصوت الشعري النسوي الرئيسي أو البطلة الساردة في ديوان بمن يا بثين تلوذين؟ تمثل بصورة نموذجية روح الإحباط التي يفرضها الواقع المنغلق وحالة الحنين إلى الماضي والتوق إلى الانعتاق التي تهيمن على المثقفين العرب إبان أزمنة الأزمات وحقب التدهور. ولما كانت البطلة محبطة جراء هيمنة أجواء التخلف والتسلط الأبوي على الواقع العربي الراهن فإنها تعبّر عن حنين طاغٍ لماضٍ مجيد ولّى بغير رجعة. إن هذه الروح التي ولّدتها الظروف الثقافية والسياسية المحزنة المؤسية التي تهيمن على العالم العربي تطرح بقوة أسئلة الموت والتشوش المتأصلة في الحضارة العربية المعاصرة. إن ضمير المتكلم النسوي المحوري في الديوان الذي يمثل حالة الوعي لدن الشاعرة الإماراتية هو ضمير وصوت في حالة قطيعة وجودية وتاريخية مع مواضعات واتجاهات مجتمع ممزق الأوصال ممسوخ الملامح نظراً للهيمنة الأجنبية والتفكك المحلي .

واختتم الكاتب كتابه بأن صالحة غابش مضت في رحلتها الماراثونية عبر فضاءات القصيدة ومرافئ الشعر المعاصر، تخترق أقبية التابوهات بكل انواعها خصوصا السياسية وتعبر حقول الألغام الثقافية والإيديولوجية المرصوصة في طريق الشاعر العربي في زمن تمزقه براثن العولمة والانتكاسات الوجودية المتكررة التي ضربت الوطن بأسره من المحيط إلى الخليج، ـيقع الكتاب الذي اشتمل على أربع فصول في 270 صفحة من القطع المتوسط بغلاف الفنان علي الجاك .

شاهد أيضاً

انطلاق المهرجان الدولي للشعر المرئي بأثينا.. اليوم

تُشارك الشاعرة المصرية سالي روحي في الدورة ال 11 للمهرجان الدولي للشعر المرئي، والذي سيقام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *