الأحد, 28 أبريل, 2024
الرئيسية / قصائد الشعراء / الخَالقُ الكَافِيْ

الخَالقُ الكَافِيْ

يا مطعمَ الخلقِ أنتَ اللَّهُ كافيه

وأنتَ بالمُزنِ والأمطَارِ تَرويهِمْ

خلقتَهمْ من جُفَا ضعفٍ ومن عدمٍ

وأنتَ من هَرَمِ الأمواتِ تُحييهِمْ

أوجدتَ حاضرَهُمْ بالحقِّ مقتدراً

خلقاً يَحلُّ على أنقاضِ ماضيهِمْ

صورتَهُمْ في سجَا الأرحامِ من نطفٍ

وأنتَ بالخلقِ والإيجادِ تَبنيهِمْ

زوجانِ حلَّا فكم أنثَى وكم ذكرٍ
من آدَمِ الطِّينِ في حوَّاءَ تُلقيهِمْ

من خلقِ زوجينِ كم قومٍ وكم أُمَمٍ

تُضِلُّهُمْ عن خُطَى الحُسْنَى وتهديهِمْ

تقاذفُوا من لهاةِ الغيبِ عن أربٍ

جاءوا عراةً ومَنْ إيَّاكَ يُكسِيهِمْ

حفظتَهمْ من لظَى حرٍّ ومن برَدٍ

ومن أذَى السُّقمِ والأمراضِ تَشفيهِمْ

رزقتَهمْ لم يَجُرْ جوعٌ ولا عطشٌ

فأنتَ تُطعِمُهمْ فضلاً وتَسقِيهِمْ

لا كافرٌ عن صَبَا نعماكَ محتبس
ٌ
فالطَّائِعُ البَرُّ مرزوقٌ وعاصيهِمْ

في لجَّةِ البحرِ كم أركبتَهمْ سفناً

ومن ردَى الرِّيحِ والأمواجِ تَحمِيهِمْ

أسكنتَهمْ سكناً للحفظِ من خطرٍ

ومن جَفَا الحرِّ والرَّمضَاءِ تُؤْيهِمْ

الحيُّ أنتَ لهمْ قيُّومُ عافيةٍ

فمَنْ سواكَ منَ الحوبَاءِ يُنجيهِمْ

شاهد أيضاً

بيروت تُسَرِّحُ حزنها … قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

ماذا هناكَ الآنَ؟ يسألُ كاسَهُ ويشدُّ عن غبَشِ السُّؤالِ نعاسَهُ ويقولُ: يا بيروتُ، طاولةُ الهوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *