الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “ملتقى الشارقة للسرد” يبحث مآلات الرواية الجديدة

“ملتقى الشارقة للسرد” يبحث مآلات الرواية الجديدة

اختتم ملتقى الشارقة للسرد، أعمال الدورة الخامسة عشرة في العاصمة المغربية الرباط، التي تأتي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، في تنقل الحدث السردي خارج دولة الإمارات، تحقيقاً لرؤية سموه لفائدة أشمل وأعم للأدباء والكتاب العرب، وتعزيزاً للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة والاتصال المغربية، ودائرة الثقافة، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وشهدت دورة الرباط مشاركة 60 أديباً وأديبة من دول عربية وأجنبية، قدموا دراسات نقدية، وأوراق عمل ناقشت تحولات وجماليات الشكل الروائي في الرواية الجديدة، فضلاً عن تسجيل شهادات لروائيين عرب كشفوا من خلالها تجاربهم السردية.
حضر أعمال ختام الملتقى، سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، إلى جانب الاستاذ محمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، والمشاركين في الملتقى من روائيين، ومستعربين، ونقاد، وأكاديميين، وباحثين في الشأن السردي.
وأعرب المشاركون عن شكرهم وامتنانهم، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو حاكم الشارقة، على الرعاية التي حظوا فيها في ملتقى الشارقة للسرد، وإنجاح الفعاليات.
ألفى برقية الشكر الناقد المغربي د. محمد تنفو، ومما ورد فيها :” بمناسبة اختتام ملتقى الشارقة للسرد في دورته الخامسة عشرة، الذي انعقد في مدينة الرباط بالمملكة المغربية تحت رعاية سامية من جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، في الفترة من 18-20 سبتمبر، يتوجّه المشاركون في الملتقى بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى الحكومة المغربية لاحتضانها ملتقى الشارقة للسرد”.
وأضافت البرقية :”كان لهذا الاحتضان أثره في انجاح فعاليات الملتقى، كما يتوجه المشاركون إلى مقام صاحب السمو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الاعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة، بالشكر الجزيل على دعمه ورعايته لهذا الملتقى، مقدرين ومثمنين عالياً جهود سموه المخلصة في دعم الثقافة العربية وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية”.
وأشاد الأدباء التنسيق المشترك بين وزارة الثقافة والاتصال المغربية، ودائرة الثقافة في الشارقة، وفي هذا الصدد تابعت البرقية :” كما يتقدم المشاركون بالشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة والاتصال في المغرب، ودائرة الثقافة في الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة، على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، آملين أن تستمر اللقاءات الثقافية العربية، الأمر الذي من شأنه أن يوثّق العلاقات الأخوية بين أبناء الأمة العربية”.
دراسات نقدية وبحثية متنوعة تناولت الكثير من الأسئلة كما الإجابة عنها في اليومين الأخيرين من الملتقى، وكان ثمة تساؤل تداوله المشاركون حول مدى هيمنة الرواية على بقية الأجناس الأدبية، في الوقت الذي حملت فيه الدراسات الأخرى عناوين نقدية ناقشت موضوعات متعددة في الرواية.
ختام الملتقى جاء في محورين مختلفين حيث بحث الأول في “الرواية التفاعلية”، والثاني في” الظواهر الجديدة في الرواية العربية”، فيما أسدلت شهادة روائيّين الستار على أعمال الدورة.
شارك في المحور الأول: د. زهور كرام (المغرب)، ود. جمال ولد الخليل (موريتانيا)، فيما ترأس الجلسة د. محمد تنفو.
تستهل كرام الحديث حول الرواية الرقمية، تقول :” عندما ظهرت الكتابة الأدبية في علاقة بالوسائط التكنولوجية، أعادت طرح السؤال حول :ما الأدب؟. إنه سؤالٌ يتجدد مع ظهور وسائط جديدة يتجلى من خلالها الأدب. نُفكر في الأدب في تجليه التكنولوجي ونحن نستحضر مسارات انتقال الأدب من الشفهي إلى الورقي”.
وتتابع الناقدة المغربية :”تعتبر رواية ” على بعد مليمتر واحد فقط” للكاتب المغربي” عبد الواحد استيتو” أول رواية مغربية عربية تُكتب عبر منصة الفيسبوك فصلا بفصل، وشكل القراء عنصرا جوهريا في تحديد مسارها ، و بناء توقعات أحداثها ، وتوجيه مصائر شخصياتها، وصياغة خطابها، ثم تحقيقها عملا روائيا”.
ولد الخليل قدّم دراسة حملت عنوان ” الرواية الرقمية بين المفهوم والتأسيس”، يوضح فيها مفهوم الرواية التفاعلية، بقول :”الرواية التفاعلية نمط من الفن الروائي يقوم فيه المؤلف بتوظيف الخصائص التي تتيحها تقنية النص المتفرع والتي تسمح بالربط بين النصوص سواء أكانت نصا كتابيا أم صورا ثابتة أم متحركة أم أصوات حية أم موسيقية أم أشكالا جرافيكية متحركة أم خرائط أم رسوما توضيحية أم جداول أم غير ذلك”.
ويكمل في موضع آخر يتناول الحديث عن خلاصات مفتوحة، منها إن التجربة العربية في التفاعل مع الأدب الرقمي لا تزال في بدايتها على الرغم من مرور ما يقارب عقدين على ظهور الروايات الرقمية وغيرها، كذلك، الإبداع الرقمي في حاجة إلى المزيد من التراكم الإبداعي نصوصا وتجارب، ويذكر إن الرواية التفاعلية تعد تطورا مباشرا،حيث أدى احتكاك الأدب بالتكنولوجيا إلى ظهور الرواية التفاعلية بشكل أو بآخر، فيما انفتاح هذا الأدب على المتلقي يمنحه الحرية في الإبحار ما لا يمتلكه متلقي النص الورقي.
في المحور الثاني تحدث: د. ضياء الكعبي (البحرين)، ود. عبد الله ولد سالم (موريتانيا)، وأدار الجلسة د.فاطمة العلي (الكويت).
تورد د. الكعبي في مخلصاً لدراستها تقول فيه :” من الظواهر اللافتة للانتباه في الرواية العربيّة الجديدة كثافة الاشتغال على الخطاب الصوفيّ لشخصيات ذات سطوة رمزية اعتباريّة مثل جلال الدين الروميّ ومحيي الدين ابن عربيّ. ولاتعني هذه الظاهرة أنَّ الرواية العربيّة الحديثة والمعاصرة تخلو من اشتغالات سرديّة صوفية؛ فلدينا نماذج مهمة جدًا لمثل هذا الاشتغال خاصة عند نجيب محفوظ في بعض رواياته وعند جمال الغيطانيّ الذي يمثل “كتاب التجليات” بأجزائه الثلاثة رواية استلهمتْ بعمق خطاب محيي الدين بن عربيّ ممتزجًا برؤية جمال الغيطانيّ الإبداعّية. كما سنجد مثل هذه الاشتغالات الصوفيّة المعمَّقة في بعض روايات الروائيّ الأردنيّ مؤنس الرزّاز وفي بعض روايات الروائيّ الجزائريّ الطاهر وطّار خاصة روايته”الولي الطاهر يعود إلى مقامه”، وكذلك في بعض روايات الروائيّ الجزائريّ واسيني الأعرج ومنها رواية السيرة الذاتية ” سيرة المنتهى: عشتها كما اشتهتني”.
د. ولد سالم تناول ورقة بعنوان في شعرية الرواية العربية الجديدة.. روايات موسى ولد أبنو نموذجا”، يقول:” لعل اختيار “روايات موسى ولد أبنو نموذجا” للحديث عن “شعرية الرواية الجديدة”، والوقوف عند بعض سماتها يتحقق منه ما يشير إليه المثل من “إصابة عصفورين بحجر واحد، حيث سيتم تسليط بعض الضوء على روائي معاصر له أعمال تستحق الدراسة، وتتصف بالخصائص التي تؤهلها لأن تكون نموذجا للرواية العربية الجديدة، وإبراز جوانب من الأساليب التي مكنت الروائيين الجدد من تعديل سنن أسلافهم تعديلا أعطى فنهم مزيدا من تكثيف التعدد؛ لا في تقنيات السرد فقط، وإنما أيضا في استدعاء الأجناس، وتغيير الرؤى في فهم الواقع بدلالاته المختلفة”.

وسجلت عبير درويش شهادة حول كتابتها، فقالت :” أكتب لأن الكتابة تمنحني وسط ضجيج العالم خلوة مع عقلي لا مثيل لها، وتجعلني أعيش ألف حياة وحياة، لم أكن أعرف أن الطفلة المتطلعة لوجوه الآخرين وتحرص على متابعة خلجات نفوسهم، وعاداتهم .. الثابت منها والمتغير، و تشيد داخل رأسها الصغير مسرحًا تحركهم فيه كالدمى، وتتمتم بآخر جملة “فينالة” مرتدة داخل عقلها كالصدى”.
الجانب الفلسفي كان حاضراً في الشهادات، والبحث عن تأويلات الذات، في هذا الصدد تقول فاتحة مرشيد :” جئت الأدب كما يقصد عطشان نبع ماء.. لألبي حاجة ماسة إلى الارتواء.. الكتابة بالنسبة إلي حياة أخرى داخل الحياة.. وفضاء آخر للتنفس وسط الفضاء.. فضاء يمَكّنني من أن أطلق صرختي في وجه العالم كمولود جديد، فأتعلم النطق من جديد، والمشي من جديد، والبحث والتساؤل والعيش والتعايش والحب والموت من جديد”.

وكان اليوم قبل الأخير من الملتقى، شمل ثلاثة محاور جاءت عناوينها، تباعاً، في “تطور التقنيات الروائية” ضمن المحور الأول، و”تقنيات الشكل الروائي” في ثاني المحاور، فيما تضمن المحور الثالث الحديث حول “الرواية بين حدود النوع والفنون الأخرى”، كما سجّلت الجلسة الثالثة شهادتين للرّوائيّين فاطمة المزروعي من الإمارات، ومنصور صويم من السودان.
متحدثو المحور الأول ناقشوا “تطور التقنيات الروائية”، وصعود الحالة السردية منذ الرواية الكلاسيكية وصولاً إلى ما وصلت إليه، من تحوّلٍ وانقلاب، وما مرّت إليه من مراحل كانت كفيلة في تطورها.
شارك في الحديث: د. عبد العزيز بنّار (المغرب)، ود. سعيد يقطين (المغرب)، ود. سهير المصادفة (مصر)، في حين ترأس الجلسة ناصر عراق (مصر).
المحور الثاني “تقنيات الشكل الروائي” ناقش أبرزت سمات الرواية الجديدة، شارك في الحديث: د. فاطمة البريكي (الإمارات)، ولطيفة لبصير(المغرب)، ود. إبراهيم السعافين (الأردن).
المحور الثالث “الرواية بين حدود النوع والفنون الأخرى” بحث في ورقتين آليات تفاعل الرواية مع غيرها من الفنون، والرواية والتداخلات الفنية.
وسجل الروائي السوداني منصور الصويم إلى جانب فاطمة المزروعي شهادتين حول تجربتهم الكتابية.

شاهد أيضاً

الشاعر اليمني عبد الغفور عبد الله يعلن قبول اعتذار الفنانة التونسية يسرى محنوش وينتظر التنفيذ العملي لما تم الوعد به

  قبل الشاعر اليمني عبد الغفور عبد الله اعتذار الفنانة التونسية يسرى محنوش عن قصيدته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *