الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / تكريم المشاركين في ملتقى الشارقة للراوي وسط اقبال جماهيري كبير

تكريم المشاركين في ملتقى الشارقة للراوي وسط اقبال جماهيري كبير

كرّم سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة للنسخة الثامنة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، يوم الأربعاء، في مركز إكسبو الشارقة، الوفود والشخصيات المشاركة، في فعاليات الملتقى الذي نظمه المعهد على مدار 3 أيام، تحت شعار الحكايات الخرافية، وحلت فيه مملكة البحرين ضيف شرف الحدث، وشهد العديد من الفعاليات والأنشطة التي لاقت تفاعلاً حيوياً لافتاً من محبي وعشاق التراث والمختصين، وضرب للمهتمين في عالم الحكاية موعداً جديداً في سبتمبر العام المقبل، مع شعار جديد وإضافات نوعية تشكل قيمة مضافة لرصيد الملتقى الكبير.

وأعلن سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، أن الملتقى في نسخته الثامنة عشرة، كان محطة لقاء، وشهد تفاعلاً وتواصلاً مع الرواة والحكواتيين من مختلف أنحاء العالم، احتضنتهم الشارقة على مدار ثلاثة أيام، ليقدموا تجاربهم وخبراتهم طوال أيام الملتقى، وقبله من خلال البرنامج الاستباقي الذي كان متنوعاً ومميزاً.

ولفت سعادته إلى أن الملتقى طوال مشواره على مدار 18 عاماً، حقق الكثير من النجاحات الحافلة بالتميز والإبداع، وشكل قيمة مضافة لكل من شارك فيه، مشيراً إلى تحقيق الاستفادة من كل المشاركين والحضور والضيوف، فكل واحد منهم كان بصمة تستحق التقدير، وأسهم مساهمة كبيرة في إنجاح هذه الفعالية العالمية الكبيرة.

ونوه سعادته إلى أن معهد الشارقة للتراث اضطلع بجهود رائدة في هذا السياق، تأكيداً على ذلك المعنى العميق وتلك الغاية السامية، حيث استطاع خلال دورات الملتقى السابقة تكريم أكثر من 100 راوٍ وراوية من مختلف أنحاء العالم، من أصحاب المهارات الموروثة من الرواة المختصين في شتى مجالات التراث الثقافي.

وأضاف سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة للنسخة الثامنة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، أن موعدنا يتجدد في سبتمبر من كل عام، مع الرواة والحكواتيين والباحثين من أجل إضافة ما يليق بالكنوز البشرية الحية، ونكتشف عالماً جميلاً مليئاً بالقصص والحكايات، ونتواصل مع الأجيال الجديدة بما يسهم في الاستمرار بنهجنا في حفظ التراث وصونه ونقله للأجيال، نقدم لهم ما نمتلك من خبرات ومعارف وأدوات وإمكانات لتكون لهم زاداً مهماً يصقلوه وفق معرفتهم وتفكيرهم، ويضيفوا إليه ما يستحق الإضافة، ويكملوا مشوار الحفاظ عليه.

وأكد سعادته، أن النسخة الثامنة عشرة للملتقى جاءت لتبحر في أعماق الحكايات الخرافية، وتبحث رموزها ودلالاتها وسياقاتها الثقافية والتراثية، مقدمة إضافة جديدة ومهمة لمسيرة “الراوي”، الحافلة بالعطاء، والنجاح، والازدهار، حيث أثبت معهد الشارقة للتراث من خلاله، قدرة الفعالية على التوسع والانتشار، والانطلاق من المحلية إلى العالمية، وقد أصبح موسماً يترقبه الرواة والباحثون كل عام بلهفة، ومحفلاً ثقافياً دولياً تلتقي فيه أفئدة الكثير من حملة التراث والباحثين والمختصين.

وأوضح سعادة الدكتور المسلم، أن دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للرواة على الدوام هو دعم بلا حدود، على مختلف الأصعدة، في ظل العمل الدؤوب على تحسين ظروف حياتهم وعملهم، والتأكيد على أهمية وضرورة استشارتهم والأخذ بمقترحاتهم وآرائهم وفقاً لتوجيهات سموه، نظراً لما يتميزون به من إمكانات وقدرات، تسهم بشكل مهم في دعم العمل في التراث الثقافي عموماً، فهم ركيزة أساسية في مجال التراث، بالإضافة إلى أن هذا الدعم اللامحدود يسهم مساهمة فعالة وحيوية في إنجاح الملتقى، في ظل هذه الرعاية الكبيرة والدقيقة التي يحظى بها من قبل سموه.

إقبال جماهيري لافت على الملتقى

لقد تميزت أيام الملتقى بحضور حيوي لافت من قبل طلبة المدارس، ما يؤشر على جهود معهد الشارقة للتراث من خلال مختلف أنشطته وفعالياته في حفظ وصون والتراث ونقله للأجيال، واستمع الأطفال إلى قصص وحكايات قديمة من بعض “الشواب” والحكواتيين والرواة، الذين رووا لهم الكثير من القصص والحكايات عن البحر والصيد واللؤلؤ، وتلك الأيام التي عاشها الآباء والأجداد، كما تنقلوا بين شارع الحكايات ومنصة بحر الثقافة ومسرح الدمى وفضاء الحكايات وحديقة الحكايات وصف الحكايات ومنطقة الورش.

وتنوعت متابعة الأطفال للفعاليات، سواء في شارع الحكايات، حيث ورشة رسم الحكايات الخرافية وشخصياتها، ورشة صناعة الأقنعة، وورشة تعليمية عن فن الأوريغامي، وكانوا من الحاضرين أيضاً في فعاليات صف الحكايات، حيث تابعوا الحصة الأولى التي تناولت “هكذا تروى حكاياتنا”، ومن ثم عرض “حكي”، وجاءت الحصة الثانية بعنوان “نصنع الحكاية بأيدينا”، وفي الحصة الثالثة تعرف الطلبة على عنوان جديد هو، “لنصطد بديحة”، وقدمت الحصص المنشط هند السعدي، وتكررت هذه الحصص في الفترة المسائية.

وعبر الأطفال والزوار عن دهشتهم بما تابعوه من فعاليات، وما استمعوا له من حكايات أسهمت في إثراء خيالهم، وقدمت لهم معلومات جديدة ومفيدة، وقربتهم أكثر من التراث وعالم الحكاية الشعبية والخرافية، والقصص والحكايات القادمة عبر التاريخ وما زالت الذاكرة الشفهية تحفظها وتتناقلها بكل شغف.

الحكايات الخرافية

جاء شعار الملتقى في نسخته التي نودعها على أمل اللقاء بالنسخة المقبلة بعد عام، تحت عنوان الحكايات الخرافية، وقد تم تخصيص فعاليات الطاولة المستديرة للبحث في الحكايات الخرافية في الخليج وفي العالم على مدار أربع جلسات، سبر فيها الباحثون والمختصون أغوار الحكايات الخرافية، ومستويات التقاطه والتشابه والفرادة والخصوصية في كل أمة وشعب وحضارة وجماعة اجتماعية.

وتناولت الطاولة المستديرة موضوع الحكايات الخرافية وطرحتها على بساط البحث وطاولة النقاش، من خلال مشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والمختصين في مجال التراث الثقافي غير المادي من شتى أنحاء العالم.

وأكد سعادة الدكتور المسلم، تحقيق الاستمتاع للباحثين على مدار جلسات الطاولة المستديرة، حول الحكايات الخرافية، وما قدموه من أفكار واجتهادات ومعلومات قيمة، أثرت الحوارات وأضافت الكثير لما نعرفه جميعاً حول الحكايات الخرافية.

إن الحكايات الخُرافية الشعبية واحدة من أهم محطات وعناوين التاريخ الشفاهي، ونتاج وجدان الشعوب، كما أن الحكاية الخرافية في هيئتها العامة، تدخل ضمن أقسام الأدب الشعبي، أما في صفتها الخاصة ومضمونها فتأتي ضمن المعتقدات الشعبية وصيانة التقاليد، فلكل انحراف خلقي أو انحلال اجتماعي كان هناك كائن خرافي مخيف، مهمته ردع من يجرؤ على تجاوز تلك الحدود، والآفات الاجتماعية كثيرة مثل الحسد والسرقة والجشع والظلم وغيرها.

وهي عادة ما تكون حكاية رمزية تلخص عدداً لا ينتهي من المواقف المتشابهة، وتترجم قواعد السلوك عند هذه الجماعة الاجتماعية أو تلك، ومن بين أعمق سماتها أنها تتمكن منا رغماً عنا، وهي غالباً ما تروي تاريخاً مقدساً وتسرد حدثاً وقع في عصور ممعنة في القدم، في زمان غير محدد، وقد يتضمن الحديث عن أنواع وأشكال تلك الحكايات الخرافية بالضرورة المنطلقات المتنوعة التي تصلح لتحديدها وتعيين شكلها وعلاقاتها التي تربطها بالواقع، وهي على العموم جذبت الكثير من أهل الاختصاص، وترجع الأساطير إلى العهود التاريخية القديمة، فقد كُتبت أسطورة أو ملحمة جلجامش مثلاً في عهد السومريين وأسطورة تموز في عهد البابليين، وعشرات الأساطير الأخرى التي كانت تلعب أدواراً فكرية واجتماعية وثقافية ومعرفية في مختلف الحضارات القديمة، كالحضارة المصرية القديمة وحضارة الإغريق والرومان والصين والهند.

تنوع وإبداع

من جانبها، أوضحت المنسق العام للملتقى عائشة الحصان الشامسي، أن الملتقى في نسخته الثامنة عشرة تميز بالتنوع والإبداع، وتضمن الكثير من الجديد والإضافات، بدءاً بالورش الاستباقية، والجلسة الافتتاحية برعاية اليونيسكو، والتابعة لبرنامج حماية الكنوز البشرية، وهو أساس الملتقى هذا العام، بالإضافة إلى ورش الرسم التي خصصت لرسم وتلوين الشخصيات الموجودة في الحكايات الخرافية، وموجهة للأطفال واليافعين، والطاولة المستديرة، لمناقشة متخصصة في الحكايات الشعبية في الخليج والعالم، ومسرح للدمى، وبرنامج المجاورة الذي عمل على المزج بين الحكايات الخرافية والقصّ الشعبي، بمشاركة عدد كبير ومتنوّع من الحكواتيّين العرب المحترفين، والهواة، والنّقّاد، والدّارسين والباحثين والمهتمّين بعوالم الحكايات، مشيرة إلى أن كل الفعاليات لاقت إقبالاً وتفاعلاً حيوياً لافتاً، من الكبار والصغار وعشاق التراث، ومن طلبة المدارس الذين كانوا من أهم الحاضرين والمتابعين للملتقى بما ينسجم مع توجهات المعهد في حفظ التراث وصونه ونقله للأجيال.

وتابعت، أن الملتقى جاء في نسخته الثامنة عشرة ليؤكد مكانة الشارقة الثقافية، ودورها الرائد في الثقافة العربية والعالمية، فهي بيت المثقفين العرب وحاضنة التراث العربي التي لم تتخل عنه يوماً، وفي ملتقانا هذا العام اخترنا شعار الحكايات الخرافية، وتشكل الدورة الجديدة للملتقى نقطة إضافية في سجل الشارقة الحافل.

معرض الدمى “أشكال الحلم”

احتضن مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، معرض أشكال الحلم، للفنان الإيطالي أوغستو جيرللي، والذي افتتحه سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس المعهد، يوم الثلاثاء، بحضور الفنان جيرللي، وجمع غفير من محبي وعشاق عالم الدمى، وحضور إعلامي مميز، ويستمر المعرض في المركز ٣ أشهر.

ويمثل معرض أشكال الحلم واحداً من المعارض الفريدة من ونوعها على مستوى العالم، لما يتمثل عليه من تراث عريق ومتنوع يبحث في الجذور التاريخية لمسرح العرائس، ويوثق البدايات الأولى لنشأة هذا الفن الجميل في العديد من بلدان العالم، مستعرضاً ما يحتوي عليه من جمال أخّاذ وبعد أصيل أضفى على الأعمال المقدمة صبغة خاصة وحرفية مميزة، أبرزت عصارة تجربة هذا الفنان المبدع والتي تجلت بوضوح في أعماله الفنية المعروضة.

وتركزت تلك الأعمال في عشر مجموعات، هي: مسرح العرائس في الشرق، العرائس وخيال الظل في الهند، العرائس الصينية، دمى القفاز الصينية، الدمى الصينية مع العصي، مسرح خيال الظل الصيني، دمى الماء الفيتنامية، دمى ميانمار، مسرح الدمى في إندونيسيا، وأشكال الدمى النيبالية.

وأشارت ذكريات معتوق رئيس قسم المعارض والفعاليات في مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، إلى أن معرض أشكال الحلم للفنان الإيطالي أوغستو جيرللي، جاء بتنظيم بين معهد الشارقة للتراث، ومتحف الفن الشرقي في مدينة تورينو الإيطالية، بهدف عرض هذا الأعمال الفنية المتميزة في معرض دائم يحتضنه مركز التراث العربي التابع للمعهد، لمدة ثلاثة أشهر.

وتابعت، أن هذه الدمى هي مجموعة محتويات خاصة للفنان يبلغ عددها نحو 400 دمية، وأول مرة تغادر هذه المحتويات المتحف الإيطالي، وقد بدأ الفنان في تجميعها منذ 71 سنة، فأول دمية اقتناها عندما كان عمرة ست سنوات، ولها دلالات دينية واجتماعية وثقافية متنوعة، بعضها تعود صناعته إلى القرن الثامن عشر، وهي عموماً لها علاقة وقصص شخصية للفنان.

وأشارت معتوق إلى أن خطة المعهد تقوم على أن يستمر المعرض هنا في مركز التراث العربي لمدة ثلاثة أشهر، حيث سينظم المعهد جولات وزيارات من طلبة المارس إلى الى المركز للتعرف على الدمى، كما سيتم تنظيم ورش عمل للدمى وصناعة الدمى، بالإضافة إلى عقد محاضرات حول الدمى وأهميتها.

حصاة الصبر للراحل أحمد راشد ثاني

في رصيد الراحل أحمد راشد ثاني الكثير، شعر وقصص وحكايات وتراث، ومسرح، ومسيرته حافلة مع التراث والحكاية الشعبية، وله في هذا الصدد إصدارات عدة، من بينها، كتاب حصاة الصبر، الذي كان محل نقاش في منصة بحر الثقافة ضمن فعاليات النسخة الثامنة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي.

الكتاب يضم 15 قصة، بالإضافة إلى إهداء ومقدمة وملحق، وركز في تلك القصص على أهمية الحكاية الشعبية وما كان يرويه الإنسان قبل تعلم الكتابة واختراع الأبجدية، وكيف بدأ فن الرواية من تلك الأحاديث البسيطة بين الناس وحتى من الهمس في الظلام، وحكى الراحل ثاني في المقدمة كيف بدأت لديه فكرة جمع الحكايات الشفاهية من الكبار.

الحكاية الأولى في الكتاب عنوانها حصاة الصبر، وهي عنوان الكتاب أيضاً، وحصاة الصبر بدأت بأمنية أم كانت تدعو أن يرزقها الله ولداً أو بنتاً لتضعه في المدرسة، وحين تحققت الأمنية وجاءت البنت وأخذتها لتتعلم مع غيرها عند “المطوع”، لم تجد المعاملة الطيبة، ما دفعها إلى أن تشكوه إلى أمها فيخبرها بأن بخت ابنتها ليس عنده وإنما في مكان آخر.

ما يستحق الذكر أن الراحل أحمد راشد ثاني، شكّل مع جيله من شعراء الثمانينات من القرن الماضي تجارب مميزة رسمت لوحة المشهد الثقافي في الإمارات، فهذا الجيل من الشعراء ينظر إليه بوصفه الجيل الذي أسس لقواعد الإبداع الإماراتي، وأسهمت جهودهم في تعريف العالم بالفعل الثقافي الإماراتي، وعلى الرغم من تميزه في مجال الشعر، إلا أن الراحل كان له العديد من الإسهامات في مجال توثيق الثقافة الشعبية، وصدر له أكثر من كتاب يوثق الأدب الشفهي في الإمارات، وكان مهموماً بحفظ التراث الشعبي أكثر من همه الشعري، وكان ناقداً ذاتياً لتجربته في مجال توثيق التراث الشعبي.

والمرحوم ثاني، هو شاعر وباحث وناقد وكاتب مسرحي، ولد في خورفكان في عام 1962، وتوفي في أبوظبي في عام 2012.

شاهد أيضاً

جزيرة السعديات تحتضن مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية.. الأحد

  ينظم مركز أبوظبي للغة العربية الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *