احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر وتزامنًا مع أعياد مدينة السويس أقام بيت الشعر بالأقصر الأربعاء 24 أكتوبر 2018، أمسية للاحتفال بذكرى الانتصار بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بالأقصر، حيث استضاف فيها اللواء مجدي شحاتة قائد فرقة الصاعقة في حرب 73 والتي بقيت خلف خطوط العدو لمدة ستة أشهر، والكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي الذي نشر العديد من الكتب والمؤلفات عن أبطال أكتوبر وعن المعارك المنسية التي خاضها الجنود الأبطال منذ حرب الاستنزاف حتى العبور.
بدأت الأمسية بالسلام الجمهوري ثم تلاه عرض فيلم تسجيلي عن حرب أكتوبر المجيد وبطولات الجنود من أبناء القوات المسلحة، ثم تحدث الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر مرحبًا بالسادة ضيوف الأمسية وبجمهور بيت الشعر مؤكدًا على اعتزاز بيت الشعر بروح الانتماء إلى هذا الوطن العظيم بكل أبنائه ورجاله هؤلاء الذين صنعوا المجد والانتصار وعبروا بمصر من مرارة الهزيمة إلى شاطئ النصر والمجد، قائلًا ما أحوجنا هذه الأيام حيث تحارب الدولة الإرهاب والتطرف إلى هذه الروح الوطنية التي تعتز بكل ذرة تراب في هذا الوطن الكبير.
ثم استمع الجمهور إلى كلمة من الأستاذ محمد عباس مدير مكتبة مصر العامة بالأقصر مرحبًا فيها بالضيوف ومؤكدًا على فرحه الشديد وهو يقف إلى جوار بطل من أبطال أكتوبر، ثم جاءت كلمة المحافظة التي قرأها نائب السيد المحافظ والتي أكد فيها على ضرورة استلهام روح أكتوبر في هذه الأيام كي نشعر بالانتماء إلى هذا البلد الذي يجمعنا تحت مظلته الكبيرة بكل الحب والوفاء.
ثم قام الشاعر حسين القباحي بتقديم ضيف الليلة سيادة اللواء مجدي
الذي بدأ حديثه بالإشادة بالعزيمة والروح المصرية التي إذا أرادت فهي تستطيع، هذه الروح هي التي انتصرت في حرب أكتوبر، وهي التي كانت تدفع الجنود في ساحة المعركة كي يحققوا النصر ويستردوا ما استلبه العدو من تراب الوطن حتى لو قدموا مقابل ذلك الدم والأرواح.
ثم استكمل حديثه معرجًا على تفاصيل وذكريات الحرب وبطولات الجنود والضباط، وعن المخاطر والصعوبات التي واجهتهم في سبيل الدفاع عن الأرض، وعن الخسائر التي تكبدها العدو، وعن الاستراتجيات التي اتخذها الجيش في حربه ضد العدو والتي جعلت العدو يفقد توازنه وتركيزه، منتقلًا للحديث عن فرقة الصاعقة التي كان يقودها والتي ظلت خلف خطوط العدو لمدة ستة أشهر، وعن المعارك التي خاضتها هذه الفرقة ضد العدو وصمودها ومواجهتها لكل المخاطر والصعوبات، ثم اختتم حديثه متوجهًا إلى الشباب بضرورة الحفاظ على هذه الروح واستلهامها في محبة واجتهاد.
ثم تلاه الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي مهنئًا الجمهور بذكرى انتصارات أكتوبر وأعياد السويس ومبديًا سعادته لوجوده في الأقصر هذه المدينة ذات الطابع التاريخ والحضاري الكبيرين، ثم انتقل للحديث عن ٦٧ وكيف أنها حدثت عن طريق المؤامرة والدسائس، مؤكدًا على أنه يرفض مسمى الهزيمة أو النكسة لأن الهزيمة تعني أن يفرض العدو سيطرته على الفريق المهزوم ويملي عليه إرادته وهذا ما لم ولن يحدث بالنسبة لمصر لأن المصريين لديهم ما يشبه روح العنقاء التي تصنع قوتها من ضعفها ومصر لم تخضع ولم ترضع لأي معتدٍ، ثم انتقل للحديث عن بطولات المصريين التي ربما لا يعرفها الكثيرون من تدمير غواصات للعدو وأسر كثير من الأسرى الذين كان لهم دور كبير في عملية تبادل الأسرى وعن معارك مثل معركة رأس العش وعن بطولة الجنود المصريين وروح الاستماتة التي كانت لديهم في الدفاع عن وطنهم، وكل البطولات التي حدثت في حرب الاستنزاف والتي لم يسمع بها أيضًا الكثيرون، ثم اختتم كلامه بأنه لا يقبل أن ننظر إلى انتصار أكتوبر على أنه انتصار لقيط ولكنه انتصار بُنيَ على انتصارات عديدة من أيام أحمس إلى عصرنا هذا والمصريون هم المصريون.
وفي ختام الأمسية دار نقاش فاعل وثري بين الجمهور وضيوف الأمسية وسوف يتجدد اللقاء غدًا الخميس 25 أكتوبر في قصر الثقافة.