الخميس, 28 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / توالي الشهادات حول أثر بيوت الشعر في المشهد الثقافي العربي

توالي الشهادات حول أثر بيوت الشعر في المشهد الثقافي العربي

بيوت الشعر في الوطن العربي مبادرة تاريخية رائدة

استكملت مساء أمس السبت 3/11/2018م، إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة الـ37، الجلسة الحوارية ” شهادات حول أثر بيوت الشعر في الوطن العربي” ، حيث استعرض بقية مدراء بيوت الشعر شهاداتهم حول الشوط الذي قطعته هذه البيوت وأثرها المتكون على الساحة الشعرية والثقافية في الدول التي أنشئت فيها حتى الآن، والرؤى المستقبلية لكل بيت وتطلعاته ، والإنجازات المتحققة حتى الوقت الحالي.
في قاعة “ملتقى الأدب” بالمعرض ووسط عرس الشارقة الثقافي السنوي الكبير ، وبحضور الأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة ، والأستاذ محمد البريكي مديربيت الشعرالعربي ، والأستاذ خالد مسلط مسؤول الاتصال الحكومي ، والأستاذ عمران القطري رئيس قسم المشتريات والمخازن بالدائرة ، كانت مناسبة رائعة لجمع مدراء بيوت الشعر في مكان واحد، وحديثهم الشيق حول تجربة بيوت الشعر وما وصلت إليه ، والتي كانت حلما وأصبحت حقيقة ملموسة بفضل مباردة ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، والتي تشرف عليها إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بالشارقة.
أدار الجلسة الأستاذ خالد الشرمان ، وبدأت بشهادة مدير بيت شعر الأقصرالشاعر حسين القباحي الذي توجه بالشكر والامتنان لإتاحة هذه الفرصة له ولبقية مدارء البيوت لإلقاء الضوء على نجاح بيوت الشعر وإنجازاتها وقال ” بعد ثلاث سنوات من إنشاء بيت الشعر في الأقصر أسطيع القول أن هذه الشجرة الباسقة وهي شجرة بيوت الشعر قد مدت جذورها عميقا وأفاءت بظلالها لتتسع للجميع و أثمرت وأينعت مثبتة أن الساحة العربية الثقافية استفادت كثيرا من هذا الثراء والزخم والدعم الكبير الذي تتلقاه بيوت الشعر لتصبح منارة ثقافية تعددت فيها الألوان الثقافية ” وذكر أيضا اهتمام البيت باللغة العربية وإعادتها إلى واجهة الحديث،والاهتمام بشتى أنواع الشعر سواء الفصيح او الشعبي لمكانته في التراث العربي ” كماتحدث عن إنجازات البيت مثل : السعي لاكتشاف مواهب شعرية ونقدية جديدة وتشجيعها،و الوصول إلى الجمهور العام غير النوعي من خلال إقامة الأمسيات والأنشطة في الجامعات والمؤسسات التعليمة ، والتواصل مع المؤسسات الثقافية وخاصة المؤسسات الرسمية التابعة لوزارة الثقافة المصرية، تواصلا خلاقا مثمرا نتج عنه تقديم هذه المؤسسات الدعم اللازم لبيت الشعرفي الأقصر” ، وأشار في حديثه إلى موضوع النشر حيث توجه بالشكر لدائرة الثقافة لدعمها جانب النشر ، حيث أصدرتلبيت الشعربالأقصر في الأعوام الثلاثة الماضية تقريبا 14 كتابا في الشعر والنقد.
ثم انتقل المايكروفون لمديرة بيت شعر القيروان الشاعرة جميلة الماجري التي وجهت التحية لجميع الحضور وبدأت حديثها عن بيوت الشعروقالت : أنها مبادرة تعبر عن استمرار التعويل على الشعر والاعتداد به في زمن يشكك البعض في دوره العظيم ، وما للكلمة من أثر، فكيف إذا كانت ضمن جمال الشعر وقوة تأثيره، ووصفت هذه المبادرة بأنها مبادرة تاريخية رائدة ، وأنها حلم قد تحقق، وقالت بأن أنشطة بيت الشعر بالقيروان جميعها تنصب في تجسيد هذا الحلم وتحقيق الإشعاع الرائع للشعروللغة العربية وترسيخها في أكبر وأوسع نطاق ممكن، مع أكبر عدد ممكن من الشعراء، فحرص البيت على تنويع الأنشطة لإرضاء شتى الشعراء باتجهاتهم الشعرية المختلفة ، وللخروج عن الرتابة والملل ، كما اهتم البيت باحتضان المواهب الشعرية ، وقالت بأن اختيار القيروان ليكون فيها بيتا للشعر بمثابة إعادة تاج الشعر إليها مرة أخرى لعراقة تاريخ الشعر فيها سابقا على مر التاريخ ، ولذلك حرص البيت على الانتقاء في محتوى الشعر المعروض والابتعاد عن الاسفاف ، وتقول أن إشعاع البيت تعدى الساحة التونسية والعربية إلى العالمية من خلال سفراء الدول الأجنبية الذين زاروا البيت وعرضوا رغبتهم في التعاون والتبادل الثقافي مثلما حدث مع السفير الفرنسي بتونس ، ووزراء الثقافة من دول مختلفة “.
وانتقل الحديث بعد ذلك إلى مدير بيت شعر الخرطوم الشاعر والدكتور صديق عمر صديق الذي ذكر خصوصية السودان وبعده الجغرافي والأفريقي ، فإقامة بيتا للشعر في الخرطوم له عظيم الأثرو الصدى في تلك المنطقة برمتها ، وأن هذه المبادرة قد استقبلت استقبالا كبيرا في السودان ، وكانت هناك تحديات كبيرة أمام البيت مثل الانقسامات الكبيرة بين الاتحادات التي تمثل الأدباء ، فالشعراء كانوا الأقل حضورا ، فجاء بيت الشعر ليحتوي جميع الشعراء باختلاف اتجاهاتهم” ، وقال بأن الإقبال على البيت كان أكبرمن كل التوقعات ، حيث اعتلى منبر الشعر في البيت أكثر من 300 شاعر ، وتعداد الحاضرين للأمسيات ليس بالمئات بل بالآلاف، وظهر ذلك جليا من خلال تطواف البيت في محافظات السودان المختلفة ، وتحدث عن اهتمام البيت بالمواهب الشعرية الواعدة من خلال إقامة منتدى الثلاثاء الشعري المخصص لهذه التجارب ، وإصدار صحيفة “الوجود المغاير” المتخصصة في الشعر ، وإنشاء ملتقى النقد لنقد الشعر السوداني ، ومشروع توثيق الشعر السوداني عبر تاريخه الطويل حتى الآن”.
وكان حديث الأستاذ عبدالحق ميفراني مدير بيت شعر مراكش ختام هذه الشهادات حيث توقف عند ملاحظات أساسية وهي : سياق تأسيس بيوت الشعر في العالم العربي، استراتيجيات البيوت في الفعل الثقافي، وأفق ورهانات هذه البيوت ، وأثرها على الثقافة العربية ، ونوه بأن السياق التأسيسي لبيوت الشعرضمن مبادرة خلاقة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تأتي ضمن مشروع ثقافي كبير رائد تقوده الشارقة اليوم ، في المشهد الثقافي العربي والإنساني ، وقال إن العودة للشعرهو عودة لأصل الإبداع الإنساني ، و أن كل بيت للشعر يمتلك استراتيجيته الخاصة ، مع الوعي بأهداف المباردة نفسها من خلال التركيز على الشعر كجنس إبداعي يحمل قيما إنسانية ويرسخ هذ المشترك الإنساني بين الجميع في محاولة استعادة اللحمة الاجتماعية، والوعي بالخصوصية معالانفتاح على الكوني ، وتقعيد لنظرة مختلفة لهذا الجنس التعبيري يجعل الشعر يترسخ ضمن منظومة مجتمعية لا أن يظل معزولا داخل النسيج الثقافي، وتوجيه المناشط المختلفة لتعليم الناشئة وجعلها أكثر وعيا بذاتها وارتباطا بخصوصيتها وأناها ، حاملة قدرات اللغة العربية على التعبيرعن مسألة أساسية هنا وهي مسألة ” الهوية”، وأضاف : إن مبادرة بيوت الشعر العربية ليست مبادرة لتحقيق الأرقام القياسية وليست مشاريع شخصية بل الغرض تجاوز تلك النظرة الفردية ، إلى جعل الشعر منظومة شاملة وعميقة مشتركة بين الشعراء والمبدعين والمنشغلين بالشأن الثقافي والجماهير بكل فئاتها المختلفة.
وختم بقوله : بعد سنة ونصف من إنشاء دار الشعر بمراكش توقفنا عند شيء أساسي وهو خروج الشعر إلى الساحات والفضاءات العمومية بأجمل الأماكن في مراكش، وخروجه من زحمة القاعات الضيقة إلى إقامتها في الحدائق الرائعة والمناطق التاريخية العريقة ، والشواطئ والمخيمات ، والرهان والأفق الأهم هو تحقيق وعينا بقدرة الشعر أن يعيد تشكيل وعينا الجمالي والإنساني وأن نستعيد من خلاله إنسانية الإنسان وقيمه في ترسيخ التفاعل الإنساني المشترك .

شاهد أيضاً

رمضان في نبض الشعراء :محمد الأخضر الجزائري في “امـلأ الـدنيا شعاعـا”

حظي شهر رمضان باهتمام كبير من قبل الشعراء الذين راحوا يتبارون في مدحه وتجسيد مشاعر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *