الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قصائد الشعراء / من وحي الذات

من وحي الذات

خَــرَجْــتُ لَــيْــلاً وَصَــــدْرِي ضَــيِّـقٌ حَـــرِجُ تَـغْـشَاهُ مِــنْ خَـاطِـرِي فِـي خَـاطِرِي دُلَـجُ!
مَـشَـيْـتُ أُمْعِنُ أَسْتَجْلِي الـسَّـمَاءِ وَقَدْ تَــــدَثَّـــرَتْ بِـــضَــبَــابٍ لَـــيْـــسَ يَــنْــفَــرِجُ
وَالــنَّــاسُ قَـــدْ رَقَـــدُوا.. وَالْــبَـرْدُ مُـحْـتَـكِمٌ فَــــــلاَ ضَــجِــيــجٌ وَلاَ صَـــــوْتٌ وَلاَ حَـــــرَجُ
كَــأَنَّـمَـا حَمَلُوا أَوْزَارَهُمْ وَمَضَوْا وَكَــــانَــــتِ الْأَرْضُ بِــــالْآثَــــامِ تَـــنْـــزَعِــجُ
أَلْقَيْتُ حِسِّي وَغَــــارَ الْــعَـقْـلُ مُـرْتَقِيًا مَعْنَاهُ فِـــي هَـيْـبَـةِ الْآفَـــاقِ يَـنْـدَمِـجُ
وَقُــلْـتُ سُـبْـحَـانَ مَـــنْ يَـغْـشَى بِـرَحْـمَتِهِ كُـــلَّ الْــوُجُـودِ وَمَـــنْ دَانَـــتْ لَـــهُ الْـمُـهَجُ
هَــــذَا الـسُّـكُـونُ تَـسَـجَّـى بُـــرْدَ هَـيْـبَـتِهِ كُـــــلٌّ بِـــذِكْــرِكَ رَبِّي مُولَعٌ لَــهِــجُ
إِنَّ الَّـــذِيــنَ تَــوَلَّــوْا عَــنْــكَ مَــــا عَــلِـمُـوا وَكَــيْـفَ يَـعْـلَـمُ مَـــنْ فِـــي قَـلْـبِـهِ عِـــوَجُ!
يَــوْمًـا يُــوَافُـونَ مَـــنْ رَاحُـــوا فَـمَـا حَـمَـلُوا شَــيْــئًـا وَلاَ صَــنَــعُـوا بِــرًّا وَلاَ نَــهَـجُـوا
وَلاَ وَرَبِّـــــكَ لاَ يُـــجْــدِي سِـــــوَى عَــمَــلٌ عَــلَـى سَـبِـيـلِ الْـهُـدَى مَــا فِـيـهِ مُـخْـتَلَجُ
وَيُــمْـسِـكُ الــلَّــهُ مَــــنْ شَــــاءَتْ إِرَادَتُــــهُ هَــلاَكَــهُ.. وَلِــكَــيْ تُــطْـوَى بِـــهِ الْـحِـجَـجُ
أَوْ يُــرْسِـلُ الـنَّـفْسَ إِنْ لَــمْ يَـعْـتَرِضْ أَجَــلٌ وَتِـــلْـــكَ حِــكْــمَـتُـهُ بِــالْــعَــدْلِ تَــمْــتَــزِجُ
    
وَقَـــفْـــتُ أَرْجُــــــفُ وَالْأَنْـــــوَاءُ مُــرْسَــلَـةٌ وَعَالَمِي بَعْدُ لَـــمْ تُــوقَـدْ لَـــهُ سُـــرُجُ
وَمُـهْـجَـتِي فِـــي مَــهَـبٍّ كَـــانَ يَـصْـفَعُنِي وَكَــــانَ يُـؤْنِـسُـنِي مِـــنْ بَعْضِــهَـا وَهَـــجُ
وَكُـنْـتُ أَلْـمَـحُ فِــي صَـمْـتِ الْـوُجُـودِ صَـدًى يَـــرْتَــدُّ نَـــحْــوِي وَصَــوْتًــا فِــيــهِ يَــنْـدَمِـجُ
كَــأَنَّـمَـا الــــرُّوحُ مِــــنْ أَحْــوَالِـهَـا قُـبِـضَـتْ فِـــي هَـيْـبَـةِ الْــكَـوْنِ يَــسْـرِي حَـوْلَـهَا أَرَجُ
وَفِــــي عَــوَالِــمِ غَــيْــبٍ مِــــنْ مَـعَـارِجِـهَا تَـــجَـــرَّدَ الْــعَــقْــلُ لاَ فِـــكْـــرٌ وَلاَ نَـــهَــجُ!
وَغَــــــادَرَ الْــعَــالَــمَ الــدُّنْــيَــا إِلَــــــى أَزَلٍ مِــــنَ الْــغُـيُـوبِ وَسِــــرٍّ مَــــا لَــــهُ بَــلـجُ!
    
وَبَــيْـنَـمَـا أَنَـــــا سَــــاهٍ شَــــارِدٌ شَــعَــرَتْ يَـــدِي بِـمَـنْ شَـدَّهَـا!! وَاشْـتَـدَّتِ الـدُّلَـجُ!!
إِذَا فَــــرَرْتُ فَــمَــا عَــــنْ مَــوْضِـعِـي بَـــدَلٌ أَوِ الْــتَـفَـتُّ فَــمَــا مِــــنْ سَـكْـرَتِـي فَـــرَجُ!
وَرَاعَــنِــي كُـــلُّ شَـــيْءٍ كَـــانَ يُـؤْنِـسُـنِي مِــمَّا عَهِدْتُ.. وَخَــانَـتْ عَــزْمِـيَ الْـحُـجَجُ!
وَأَسْــفَـرَتْ عَــنْ غُـيُـومٍ فِكْرَتِي وَقَـسَـتْ مِـــنْ قَـبْـضَـةِ الـذُّعْرِ لَا وَمْـــضٌ وَلاَ فُـــرَجُ!
وَإِذْ بِـــــهِ مِـــــنْ زَمَـــــانٍ مَــــرَّ يَـرْمُـقُـنِـي بِــنَـظْـرَةٍ فِــــي حَــنَـايَـا الــصَّــدْرِ تَـعْـتَـلِـجُ!
وَقَـــالَ: صَـافِـحْ يَــدِي لَا تَـخْـشَ مِــنْ أَحَــدٍ صَــافَــحْـتُـهُ فَــــــإِذَا يُــمْــنَــايَ تَــخْـتَـلِـجُ!
أَكُـنْـتُ وَحْـدِي أُنَـاجِي فِـي الْـخَيَالِ دَمِـي؟ أَمْ كَــانَ فِــي الــرَّوعِ ذِكْــرَى مِـنْـهُ تَـنْـبَلِجُ؟
دَنَـــــا إِلَـــــيَّ فَـــعَــادَ الْأَمْــــنُ يَـغْـمُـرُنِـي وَقَـــالَ: مَـــنْ أَنْـــتَ؟ إِنِّـــي مِـنْـكَ أَبْـتَـهِجُ!
مَـــاذَا أَخَــافَـكَ؟ هَـــذَا الـلَّـيْـلُ؟ أَمْ شَـجَـنٌ أَضْنَاكَ؟ أَمْ خِلْتَ أَنِّي فِي الْوَرَى هَمَجُ!
فَــقُــلْـتُ إِنِّـــــي أَخَــــافُ الــلَّــهَ لَا أَحَــــدًا مِـــنَ الْـخَـلِـيقَةِ مَـهْـمَـا اسْـتَـفْحَلَ الْـهَـرَجُ!
مَــا رَاعَـنِـي غَـيْـرُ صَـمْـتِ الـلَّيْلِ إِذْ شَـرَدَتْ فِـيهِ الظُّنُونُ.. وَضَمَّتْ خَـافِقِي لُـجَجُ!
وَالْأَرْضُ بَــحْــرُ ظَــــلاَمٍ وَالْــمَــدَى حُــجُــبٌ وَعَتْمَةٌ مِنْ حَنَايَا الصَّدْرِ تَـنْـتَـهِجُ
وَإِذْ شَـــدَدْتَ يَـــدِي فِـــي غَـفْـلةٍ وَعَـمًـى شُــلَّـتْ خُــطَـايَ وَرِجْـلِـي مَــا بِـهَـا عَــرَجُ!
فَــذُبْــتُ مِـــنْ هَــلَـعٍ وَالْــمَـوْتُ يَـحْـضُـنُنِي مِـــنْ قَـــابِ قَـوْسَـيْنِ أَوْ أَدْنَــى فَــلاَ يَـلِـجُ!
كَــأَنَّــمَـا أَسْـلَـمَـتْـنِـي الـذَّاتُ وَارْتَــفَـعَـتْ كَـــأَنَّــمَــا مِـــــــنْ أَعَــالِــيـهَـا دَنَــــــا دَرَجُ!
وَقَـــالَ: ذِكْـــرَاكَ مِــنِّـي يَـــوْمَ كُــنْـتَ لَــهَـا أَنَــــــا مَعَادُكَ مَعْنًى فِـــيــكَ يَــنْــمَـرِجُ
أَنَـــــا زَمَــانُــكَ فَــاذْكُـرْنِـي وَبَــعْــضُ غَــــدٍ وَأَنْــــتَ مِــــنْ أَبْــحُـرِي الْأَمْـــوَاجُ وَالـثَّـبَـجُ!
إِنِّــــي أَنَــــا أَنْـــتَ فَـاذْكُـرْنِـي وَأَنْـــتَ أَنَـــا إِنِّـــــي أَنَــــا غَــايَــةُ الْإِنْــسَــانِ وَالــنَّـهَـجُ
إِذَا نَــسِــيــتَ فَـــإِنِّـــي مِـــنْـــكَ ذَاكِـــــرَةٌ فَــارْجِــعْ إِلَــــيَّ وَلاَ يَـعْـبَـثْ بِـــكَ الْــحَـرَجُ!
جَــنَــانُـكَ الْــبَــحْـرُ غَـــمْــرٌ لاَ قَـــــرَارَ لَــــهُ وَسَـرْحَـةٌ مِـنْكَ سُـحْبٌ فِـي الْـمَدَى خُـلُجُ!
أُنْــظُــرْ إِلَــــيَّ فَــهَــذَا وَجْــهُـكَ ارْتَـسَـمَـتْ فِــيــهِ الْــحَـيَـاةُ وَهَــــذَا سِــــرُّكَ الْــبَـهِـجُ!
نَــظَـرْتُ فَــارْتَـدَّتِ الــذِّكْـرَى إِلَـــى خَـلَـدِي حَــتَّـى اغْــتَـدَتْ بِـخَـيَـالٍ مِنْهُ تَـنْـتَـسِجُ
وَكُـــنْـــتُ وَحْـــــدِي أَرَى إِذْ لاَ أَرَى أَحَـــــدًا وَبِـــــتُّ أَبْــحَــثُ فِــــي ذَاتِــــي وَأَنْــدَمِــجُ
وَجَـدْتُـهَا فِــي شُـعُورِي فِـي صَـمِيمِ دَمِـي وَمَــــا سِــوَاهَــا لِــغَيْبِـي قَــــطُّ مُـنْـتَـهَجُ!

شاهد أيضاً

بيروت تُسَرِّحُ حزنها … قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

ماذا هناكَ الآنَ؟ يسألُ كاسَهُ ويشدُّ عن غبَشِ السُّؤالِ نعاسَهُ ويقولُ: يا بيروتُ، طاولةُ الهوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *