الثلاثاء, 19 مارس, 2024
الرئيسية / قصائد الشعراء / انتفاضة الذبيح

انتفاضة الذبيح

حُـلْمٌ تَطَايَـــرَ فِـي السَّـمَـاوَاتِ الْــعُــلَــى
حَـــتَّـــى تَـنَاوَلَـهُ سُــدًى أَعْــلَى مَــــــــلَا

لِـي أَنْ أُحَـلِّـقَ نَـحْـوَ مَـخْـــبَــــإِ نُــــــورِهِ
مَـاذَا جَـنَـــاهُ وَ أَيَّ عَــرْشٍ قَــدْ عَـــــــــلَا

تِــلْـــكَـ الْـغُـيُــومُ تَـــبَـــدَّدَتْ آثَـــارُهَـــــــا
لاَ سَـــقْـــيَ لِلْــجَـنَّــاتِ لَا مَــا لِلْــفَــــــلَا

لَـــكَـ أَنْ تُــرَفْــرِفَ أَيْــنَ شَـاءَ لَكَـ الْفَضَـا
سَــتَــرَى بِـــأَنَّ الْحَـالَــتَـيْـنِ هُــمَا فَـلَا….

وَ اصْــــدَحْ صُــــدَاحَ مُـــتَـــيَّـمٍ إِبَّــانَــــهُ
مَـــا حَــــلَّ مَـــوْطِـــنَ قَــلْــبِــهِ إِلَّا الْبَـــــلَا

شِـعْـــرِي تَـوَلَّـدَ بَـعْـدَ أَلْــفِ قَـــصِــيـــــدَةٍ
لِيُـعِـيــدَ أَشْـرِطَـــةَ الْـفُـــؤَادِ الْـمُصْطَـلَــى

هِــــيَ ثَـــــوْرَةٌ أَبَــدِيَّـــــــةٌ ( أَوْزَارُهَـــــــــا
وُضِــعَــتْ ) سَتُسْمَــعُ حِينَ يَهْجُرُنَا الْقِـلَـى

وَ لَــقَـدْ شَـرِبْـــتُ الْـكَـــأْسَ ثُـمَّ شَـرِبْـتُـهَــا
كَـيْ يَـنْجَلِى عَـنِّي الْـعَـذَابُ فَــمَــا انْجَــــلَا

حُـبْـلَـى النَّوَازِلِ أَجْـهِـضِـي وَ اسْتَشْهِــدِي
فَــلَـرُبَّ بِـــنْـــتٍ مـنْـكِـ تُـــرْعِـــبُ هَـــــــــؤُلا

أَنَــاْ آخِـــرُ الـشُّـهَــــدَاءِ بَــلْ أَنَـاْ مَـــيِّــــتٌ
مُــــذْ أَنْ نَـعَـى الـنَّـاعُـــونَ ثُــلَّـةَ كَـــرْبَــــلَا

قَــلْـبِـــي تَـصَـــدَّعَ شُــقَّـــتَــيْــنِ فَــشُـــقَّــةٌ
خَـــطَـــفَ الْمَــنُـــونُ وَ شُـــقَّــةٌ لَـنْ تُـقْــتَـــلَا

سَـتَـعِـــيــشُ رَغْـــمَ تَــذَبْـــذُبٍ وَ تَــمَــــــــرُّدٍ
حَـتَّى يُــحَــرَّرَ سَـاكِــنِــيــهَــا فِي الْـمُــلَـــى

لِـي أَنْ أُسَـطِّـــرَ مِــنْ مِـــدَادِ كَـآبَـــــتِـــــي
سُــوَرًا سَـتَـقْـرَأُهَـا الْقُـــلُـــوبُ لِـــتُـــرْسَـــلَا

عَـــيْـــنَــاكِـ يَــا بِــنْــتَ الْـجَمَـالِ ابْيَضَّـــتَـا؟
أَمْ أَنَّ قَـــلْـــبِــيَ مِـــنْ هَــوَاكِـ تَــحَــلَّـــــلَا؟؟

مَــا لِـي أَرَاكِـ فَـــلَا أَبُــوسُـكِـ فِــي فَـــمِــي
مَــا لِـــي أَرَاكِـ فَــــلَا أُرَانِـــي مُـــثْــقَــــلَا؟؟

قَـدْ كَـانَ لِـي فِــي الْــحُــبِّ أَلْـــفُ شَهَــادَةٍ
وَ الْــيَـــوْمَ قَـلْـبِي صَـارَ وَحْـــشًــا مُـهْـمَــلَا

طُـمِـسَـتْ مَشَـاعِــــرُهُ فَصَــارَتْ طِـلْـسَـمًـــا
هُــــوَ ذَاتُـــهُ مَــا عَــــادَ يَـفْــهَــمُ مَــا تَـــــلَا

هَـذَا الـتَّـنَـهُّــــدُ مِـــنْ فُــــؤَادِكَـ يَــا أَخِــــي
هَــــلَّا قَـضَـيْـــتَ وَقُـــودَهُ! كَــــــلَّا غَــــلَــى!

تَـمْـشِـــي الْـقُـــرُونُ وَ جُـــرْحُ أُمِّــي نَــازِفٌ
هِـــيَ طَـعْــنَـةٌ نَـجْــــلَاءُ صَــارَتْ هَــيْــكَـــلَا

غُــــولٌ سَـتَـفْــتَـــرِسُ الْــعِــبَــادَ لِأَنَّــــهُـــــمْ
قَـــدْ عَــانَـقُــواْ عَـيْــشًـا رَغِــيـــدًا مُـخْضَـــلَا

اَلْأَبْـــرِيَــــاءُ هُــــمُ الــضَّــحَــايَـا مِـــنْـــهُــمُو
وَ سَـيَـسْــلَــمُ السَّـفَّــاحُ دَوْمًــا فِـــي إِلَـــــى

هَـــذَا الــرَّضِــــيــعُ وَ أُمُّــــهُ مَــا ذَنْـــبُــهُــــمْ
مَــا ذَنْـــبُ وَالِـــدِهِ الشَّــهِـيـــدِ لِــيُـــقْــتَــــــلَا

سَــأَقُـــولُ لِابْــنِـــي حِيــنَ يُـصْـبِــحُ يَــافِـعًــا
قُـمْ لَــبِّ دَعْــوَتَـهُـمْ قَـدِ انْــقَــطَــــعَ السَّــلَـــى

خَــبِّــــــئْ دُمُــوعَـكَـ و انْـتَـــقِـــمْ لِــــوَلِـــيِّـــهِـمْ
فَـــدُمُــوعُ عَــيْنِـكَـ لَـنْ تُـــعَـــمِّـــرَ ذَا الْبِـــلَـــى

هُــــمْ قَـــــادَةٌ كَــــمْ ضَــيَّــعُـــــواْ آمَـــالَــــنَــــا
زَعَــمُــــواْ بِـأَنَّـــكَـ لَــــمْ تَـــــزَلْ مُـــتَـــطَــفِّـــــلَا

يَــتَـأَسَّــفُــــونَ لِـحَـالِــــــنَـــا كَــــذِبًـــا وَ هُــــمْ
وَجْــــــــهٌ لِــــعُــــمْـــلَـــةِ مَــا أُصِـــبْـــنَـــــا أَوَّلَا

أَفَــكُــلَّــمَــــا حَـــلَّـــتْ عَــلَــيْــكَـ مُـــلِــــمَّـــــــةٌ
جَـعَـلُــــواْ الْإِدَانَــةَ مَــــخْــــرَجًا مُــسْــتَــأْصَـلَا

طَـالَ الـــرُّقَــــادُ فَــزَمْــجِــــرِي يَـــا أُمَّـــتِـــــي
لَا تَــكْــــسِــبِـــيـــنَ بِـنَــوْمِـــكِـ الْـمُــسْـتَــقْــبَـلَا

لِــي إِخْــوَةٌ فِـي الْـقُــــدْسِ ظَـــلَّ عَـــوِيــلُــهُــــمْ
يُـــدْمِـــــي الْــــقُــــلُــــوبَ فَــــلَا عَـــــــزَاءَ وَلَا وَلَا

نَــبْـكِــــي عَــلَـــى حَـلَـــبٍ وَ تِـــلْـــكَـ جَـرِيــمَـــةٌ
إِنْ لَــــمْ نُــجَـهِّـــــــزْ بَـعْــدَ ذَلِـــكَـ جَــحْـــفَــــــلَا

بُــورْمَـــــا!! وَ مَــــا أَدْرَاكَـ مَــــا أَحْــــوَالُــهَـــا؟
خَـيْـــــرٌ لِـقَـلْــــبِـــــكَـ نِــــعْـــمَـــةٌ أَنْ تَـجْــهَــلَا

بُــــرَآءُ قَــدْ قُـــتِـــلُــواْ بـــغَــيْـرِ جَـــــرِيـــــمَــــةٍ
آهٍ وَ رَبِّـــــي لَــــمْ أَعُـــــدْ مُــــتَــــحَـــــمِّــــــــلَا

فِـــي حَـوْزَتِــي صُـــنْــــدُوقُ كُـــــلِّ بَــــلِـــيَّـــةٍ
ذُبِــــــــحَ الْـفُـــــؤَادُ وَ لَـــــمْ يَـــــزَلْ مُـتَــمَــلْمِلّا

هَـــــذِي بِــــلَادُ أُبُـــوَّتِـــي إِفْـــــرِيـــــــقِــــيَـــــا
أَطْــــلِــــقْ عَــــلَــــيْــــهَــا نَـــاظِـــرَيْكَـ تَــأَمُّــلَا

فَــلَـرُبَّــمَـــا بَـعْـــــــدَ التَّـــــأَمُّــــلِ بُـــلِّــــلَــــتْ
بِـمَـدَامِـــعٍ لَـــكَـ كَـالسَّــحَــابِ تَـهَــطُّــــــــــلَا

لَا تَــكْــــتَـــرِثْ لِـلْــــحَـــالِ فَـــهْــــيَ غَـــمَــامَةٌ
إِنْ كُـــنْـــتَ عَـــنْـــتَـــرَةً وَ كُـــنْـــتَ سَـــمَـــوْأَلَا

إِنَّ الْــــوَفــــاءَ إِذَا كَـــسَـــتْـــــهُ شَــــجَــــاعَــةٌ
صَــــارَتْ مُـــهِـــمَّـــتُـــنَــا أَعَــــزَّ وَ أَسْـــهَـــلَا

لَـــكَـ أَنْ تَـــكُـــونَ كَـــــمَـــانْـدِلَا أَوْ جِــيـفَــــــرَا
لَـــمَّـــا دَعَــــى الْـــوَطَـــنُ الْـمُــدَمْـدَمُ أَقْــبَـــلَا

ثَـــارَا عَـــلَــى الْأَعْـــدَاءِ ثَـــــــوْرَةَ ضَــــيْــغَـــمٍ
لَا يَــنْــــثَــنِــي إِلَّا وَ حَـــقَّــــقَ مَـــــأْمَـــــــــلَا

الـــنَّـــاسُ أَبْـــــنَـــاءُ الْـــكَـــلَامِ عَــــلِـــيـــمُـهُمْ
وَ جَـــهُــولُــهُـمْ فَالْــكُــلُّ صَــــارَ مُــــحَــــــلِّــلَا

مِــعْــــشَـــارَ مَــا قَــالُـــــوهُ لَــــوْ فَــعَــلُــوهُ فِي
أَوْطَــــانِــهِــمْ حُـــجِـــبَ الــسِّــتَـارُ وَ أُسْــــدِلَا

مَـــاذَا نَـــقُـــولُ وَ نَــحْـنُ فِي شَـمْـسِ الضُّحَى
مَـــاذَا نَـــقُــــولُ وَ هَـــا مُــحَــمَّـــدُ مُـــرْسَــــلَا

فَـــلَـقَــدْ أَتَــى بِــجَــمِـيــعِ مَـا احْـتَـاجَ الْـــوَرَى
حُـــجُّـــواْ إِلَـــيْــهِ وَ خَـــيِّـــمُــــوهُ مَــــنْــــــــزِلَا

يَـــا أَيُّـــهَــا الْــحُـــوشِــــيُّ مَـا لَـــكَـ قَـــاسِــيًا
بَــــشِّــرْ بِـــفَــجْـــــرِكَـ قَـــابِــلًا وَ مُــــقَــبَّـــــلَا

رَدَّدْتُ أَلْــــحَـــانَ الْـــــكَــــمَــــانِ لِــــــرِقِّـــهَـــا
فَــــوَجَـــدْتُـــهَــا آهَـــاتِ قَـــلْـــبٍ مُـــبْـــتَـــلَــى

فَـــجَــثَـيْــتُ لِــلْـــــوَقْـعِ الْــمَــهِـيــبِ مُـــنَـاغِــيــًا
سِــحْـــرَ الْـــحَــيَــاةِ لِـــوَجْـــنَــتَـــيْهِ مُــــدَلِّــــلَا

وَ الْـــحُــبُّ… مَـــاذَا لَــوْ أُبِــــيـــدَ وَحِــــيــــدُنَـا
أَنَـــرَى الْـــحَـــيَـــاةَ عُـــفَـــافَــةً أَمْ حَـــنْـــظَـــلَا

لِــلْـــكَـــوْنِ أَعْـــمِـــــدَةٌ عَــــلَـــيْــهَــا أُسْـــنِــدَتْ
وَ الْـــحُـــبُّ أَقْـــوَاهَــــا فَــــلَا تَــــــكُـ أَرْزَلَا..!!!

زَغْــــرِدْ بِــحُــبِّــكَـ فَـــهْـــوَ سِـــرُّ سَــــعَـــــادَةٍ
أَلِـــفَـــتْ قُــــلُـــــوبَ الْــعَــاشِــقِــينَ تَـــفَـــضُّلَا

وَ الـــنَّــاسُ لَـوْ سَـــادَ الــتَّــعَــاطُــفُ بَـــيْـــنَهُمْ
عِــشْــنَــا الْــقُـــرُونَ وَ مَـــا رَأَيْــنَــا مُــشْــكِــلَا

سُــبْــحَــانَ مَــنْ جَــعَــلَ الــتَّــحَـابُبَ مَــلْــجَــأً
لِــلْــيَــائِـــسِــينَ مِــنَ الــتَّــحَـــارُبِ مَـــــوْئِـــــلَا

حُـــلْــمِي مِـــنَ الـــدُّنْــيَــا الــدَّنِــيــئَــــةَ أَنْ أَرَى
عَــلَــمَ الْــوِدَادِ مَـــعَ الـــسَّـــــلَامِ مُــــرَفِّـــــــلَا

فَـــهُــنَــاكَـ تَــحْــتَ سَـمَـا السَّــعَـادَةِ نَــلْتَــقِـي
وَ الْــكَــــوْنُ يَــرْقُــــصُ بِالــهَـــنَـا مُــتَــسَـرْبِــلَا

بَــــــوْحٌ مِـــنَ الْــقَــلْــب الْــجَـــرِيـــحِ يَــقُــــودُهُ
أَمَــلٌ عَـــلَى وَجْـــــهِ الْـــحَـــيَــاةِ تَـــهَــــلَّــــــــلَا

شاهد أيضاً

بيروت تُسَرِّحُ حزنها … قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

ماذا هناكَ الآنَ؟ يسألُ كاسَهُ ويشدُّ عن غبَشِ السُّؤالِ نعاسَهُ ويقولُ: يا بيروتُ، طاولةُ الهوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *