الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الكتاب الإماراتيون يستعرضون حضور الهند في أدب الرحلات العربي

الكتاب الإماراتيون يستعرضون حضور الهند في أدب الرحلات العربي

استضاف جناح الشارقة المشارك في معرض نيودلهي الدولي للكتاب، ندوة حوارية تحت عنوان “الهند في أدب الرحلات العربي”، شارك فيها كل من الشاعر والروائي سلطان العميمي رئيس أكاديمية الشعر، والكاتب والروائي ناصر الظاهري، والكاتب د. محمد بن جرش، عضو مجلس الإدارة والأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الإمارات، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري.

واستعرض المتحدثون خلال الجلسة تاريخ تناول الكتّاب والرحالة العرب عبر العصور للهند في مذكراتهم، وأدب رحلاتهم وما قدموه من انطباعات جمالية وتاريخية للمدن والعقائد والعادات الاجتماعية الهندية، مشيرين إلى أن هذا الأدب قدم نموذجاً تفصيلاً عن ثقافته ولغاته، وانعكس على الثقافة العربية في التجارة واللغة والعادات الغذائية.

وقال ناصر الظاهري إن العلاقة بين العرب والهند لها ميزة مهمة، وهي أنهم لم يلتقوا في ساحة معركة، رغم أن العلاقة بين الحضارتين تعود قديماً إلى ما قبل ظهور الإسلام بستة قرون، مشيراً إلى أنه مع ظهور الإسلام بدأت تتشكل علاقة مختلفة، سواء بقدوم العرب إلى الهند، أو بالانتقال الهندي إلى العالم الجديد تشكلت على أساس الدعوة ونشر الدين الإسلامي.

وأشار إلى أن معرفة العرب بالهند ظهرت بصورة تفصيلية من خلال عدد من المؤلفات وكتب الرحلات أهمها، كتاب (كليلة ودمنة)، الذي كتبه فعلياً ولم يترجمه عبد الله ابن المقفع، حيث ظهرت ملامح الهند، الاجتماعية، والاقتصادية، وعاداته، وطقوس عباداته، ومن ثم تشكلت بصورة أكثر وضوحاً من خلال رحلات ابن بطوطة، حيث عاش في الهند وعمل فيها قاضياً للمالكية في نيودلهي، فتحدث عن الهند بصورة عامة، بمختلف مدنها وولاياتها، وظهرت بعض الطقوس الاجتماعية مثل حرق الزوجة، والدفن بالغرق، وكتب حتى عن العادات الغذائية.

وحول صورة الهند في أدب الرحلات الحديث، أكد الظاهري أن العرب قرأوا الهند من جديد من خلال مذكرات الدبلوماسيين، ورحلات التجار، ومن خلال مؤلفات المستوطنين العرب في الهند، ومن خلال بعض الكتاب الذين استقروا في الهند، مثل وديع البستاني، الذي ترجم عدداً من الأساطير الهندية إلى العربية.

بدوره قال سلطان العميمي إن الكتابة عن الهند في أدب الرحلات العربي أشبه بمغامرة، أشبه بالعودة إلى أكثر من ألف ومائة سنة، حينما قام التاجر العربي سليمان ورفيقه ابن وهب برحلة إلى الهند، وهما في الأغلب من سكان سواحل الخليج العربي، انطلقا من مسقط بحراً إلى المحيط الهندي، حيث الهند وسيلان، والصين، وتلقى رحلتهما مؤرخ جغرافي هو أبو زيد السيرافي من البصرة في بدايات القرن العاشر الميلادي، ونقل عنهما روايتهما ودونها في رحلة عرفت باسم “رحلة السيرافي”.

وأضاف أنه إلى جانب رحلة السيرافي، هناك أيضاً رحلة بزرك بن شهريار الرام هرمزي، الذي قام برحلة إلى الهند، انطلاقاً من سواحل الخليج العربي، وألف كتاباً تحت عنوان “عجائب الهند”، وذكر فيه معلومات عن الهند وشعوبها ومناطقها وبحارها وأسماكها وعادات أهلها، وأشكالهم وأديانهم ومعتقداتهم.

وأكد العميمي أن المكتبة العربية تزخر بعشرات من كتب الرحلات التي كانت الهند محطة مهمة ورئيسة فيها، ومن أشهرها كتاب “تحقيق ما للهند” لأبي الريحان البيروني المتوفى في 1048، لافتاً إلى أن كتاب البيروني يعد وفق الباحثين الأوروبيين أوسع كتاب وصلنا في وصف عقائد الهندوس، إذ قضى البيروني 40 عاماً في الهند يدرس شعائرهم وعاداتهم في زواجهم وأطعمتهم، وأعيادهم، ونظم حياتهم، وخصائص لغتهم.

من جانبه جمع محمد بن جرش حضور الهند في أدب الرحلات العربي الحديث والمعاصر، بقوله: “قدم المؤلف السعودي محمد بن ناصر العبودي كتاباً حمل عنوان (الرحلات الهندية في وسط الهند –رحلات وأحاديث عن ماضي المسلمين وحاضرهم)، تناول فيه ولاية (مادهي براديش)، وكتب الباحث مار أثناسيوس أغناطيوس نوري كتاباً بعنوان (رحلة إلى الهند 1899 -1900، وهو رجل مسيحي من العراق دوّن يوميات رحلته إلى الهند، كما سجلت الكاتبة أمينة السعيد رحلتها في كتاب بعنوان (مشاهدات في الهند).

وتوقف بن جرش في عرضه لحضور الهند في هذه المؤلفات العربية عند الأساليب التي قدم فيها الكتاب شخصية الرجل والمرأة الهندية، وما يحمله المجتمع الهندي من قيم تحدد حضوره الثقافي بين حضارات العالم.

شاهد أيضاً

جزيرة السعديات تحتضن مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية.. الأحد

  ينظم مركز أبوظبي للغة العربية الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *