الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / محمد الشهاوي: مهرجان الشارقة أشبه بكون من الأفراح الراقية والأحاسيس السامية

محمد الشهاوي: مهرجان الشارقة أشبه بكون من الأفراح الراقية والأحاسيس السامية

احتفت الدورة السابعة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي بالشاعر المصري محمد محمد الشهاوي، من خلال منحه جائزة الشخصية المكرمة بالمهرجان والمقدمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي المهرجان، والمحفّز الدائم على استمراريته وتألقه.
وتأتي الجائزة كبادرة ثقافية تختزن في أبعادها الملموسة والاعتبارية قدراً وافراً من العرفان والوفاء للقامات الشعرية الملهمة والمؤثرة في فضاء الإبداع العربي، حيث يمتلك الشهاوي سجلاً فخماً من القصائد المنتمية لأصالتها، حالاً ومكاناً، وبوحاً واستشعاراً، حمل ديوانه الشعري الأول عنوان «ثورة الشعر»، والذي أصدره في عام 1962، وتتالت بعد هذا الديوان كتاباته الغزيرة ودواوينه المتنوعة في أفقها الجمالي والتخيلي، مثل دواوين: «قلت للشعر» و« مسافر في الطوفان»، و«زهرة اللوتس ترفض أن تهاجر»، و«إشراقات التوحد» و«أقاليم اللهب ومرايا القلب الأخضر»، و«مكابدات المغنى والوتر»، وغيرها من الدواوين المعبّرة عن افتتان واضح بالمفردة الأنيقة، والجملة الرشيقة، والانتباهات الوجدانية، والأشواق الصوفية، والرؤى المحلّقة في تجليّاتها.

وحول قيمة الجائزة بعد مسيرة شعرية حافلة، وتجربة حياتية ممتدة ومتوّجة بثمانين عاماً من الإنتاج الخصب والنوعي، أوضح الشهاوي: «التكريم الذي حظيت به من شخصية مثقفة وواعية ومحبة للثقافة والمثقفين، ويمثلها هنا بقوة ووضوح، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، هو تكريم دونه أي تكريم آخر عشته من قبل، أو تلمّست أثره خلال التجربة السابقة في مسيرتي الشعرية والأدبية عموماً».
وأضاف: «ما يقدمه حاكم الشارقة المستنير من احتضان ورعاية للمبدعين، هو شيء مختلف واستثنائي في ذاكرة الثقافة العربية، لأنه يفضي إلى مسالك زاهية، ويخلق روابط وثقى، ويصنع من الشعر جسراً يصل بين القلوب، وتذوب في المياه الجارية تحت هذا الجسر كل الفوارق، وتسمو فيه كل معاني الحب والأواصر النبيلة».
وحول انطباعاته عن المهرجان بعد مرور سبعة عشر عاماً على انطلاقته، أشار الشهاوي في تصريح له، أن مهرجان الشارقة للشعر العربي أشبه بكون من الأفراح الراقية والأحاسيس السامية، وأن تكراره منذ أعوام يؤكد حاجة الشعراء لهذا العرس المتجدد والبهيّ، مضيفاً أن المهرجان هو عودة لأروع وأبدع وأمتع ما خلّفه لنا الآباء والأجداد وهو الشعر، الذي يعدّ ديواناً للعرب وصدى لنبض القلوب على مساحة العالم العربي الممتدة من المحيط إلى الخليج.
وعن مكان الشعر اليوم على خريطة الأدب العربي، قال الشهاوي: «أرى أن الإبداع هو ابن المغامرة وابن المغايرة، وأنا متيقن أن الشعر سيظل حياً وحاضراً ومؤثراً في الوجدان العربي، ما دامت هناك أشواق تتوقد، وأقلام تكتب، ودواوين تطبع، وأسماع تهفو لإيقاع الشعر المتدفق منذ فجر التاريخ وإلى اليوم».
وأضاف: «إن ما نراه على الساحة الشعرية من تيارات مختلفة لا يشير إلى تناقضات وإنما إلى تمايزات مطلوبة، فلكل نوع محبوه، ولكل أسلوب وجهة هو مولّيها، ونترك الأمر لغربال الزمن ليقول كلمته الأخيرة».
وفي سؤال عن مهمة الشعر في زمن يضجّ بالمآسي والحروب والأفكار المعتمة، أجاب الشهاوي بـ« أن الشعر يقف دائماً في الجانب المضاد للنوايا السوداء والأفعال الإجرامية التي ترتكب باسم الأديان، والأديان بريئة منها ومن أصحابها المروجين لخرائبها»، وقال: «إن الشعر بأنواعه وأصنافه ومدارسه المختلفة إنما يعمل من أجل تعميم الجمال، وتهذيب النفس والمشاركة في إعمار الأرض، وصفاء الروح، ونشر المحبة، والإنصات لصوت السماء، من أجل خير البشرية، ونماء الإنسان، ذهنياً ومعنوياً ومعرفياً».وأكّد الشهاوي أن مثل هذه المهرجانات الشعرية التي تحتضنها الإمارات، وشارقة الثقافة بشكل خاص، هي فعل مقاومة، مجسّدة ضد ألسنة الموت التي تلتهم الأبرياء من دون ذنب، وهي ضد توجهات الظلاميين الساعين للفساد والفوضى والتخلّف.

شاهد أيضاً

معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. أحد أبرز الأحداث التي ينتظرها المجتمع الثقافي في العالم

  رسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، مكانته بوصفه واحداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *