الثلاثاء, 23 أبريل, 2024
الرئيسية / دليل الأمسيات / “القاهرة للكتاب” يحتفي بثروت عكاشة

“القاهرة للكتاب” يحتفي بثروت عكاشة

شهدت قاعة “ثروت عكاشة” بالصالة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن نشاط شخصيتي المعرض، إقامة ندوة تحت عنوان “ثروت عكاشة.. تجربة وإدارة” بمشاركة الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة المصري الأسبق، والدكتور أبو الفضل بدران، وأدارها الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق.

وقال الدكتور محمد صابر عرب إن الدكتور ثروت عكاشة حينما تولى مسؤولية وزارة الثقافة التي كانت تسمى وزارة الإرشاد القومي جاء بفكر مختلف عن جيله فجاء بثقافة الفن الرفيع، ولم يكن له طموح سياسي، لكن طموحه كان منصبّا على تحقيق إنجازات في المجال الثقافي.

وأضاف أن أصعب فترة عاشها ثروت عكاشة في وزارة الثقافة كانت من 1958 حتى 1962، إذ كان يواجه حروبا ضروسا بسبب توليه وزارة الثقافة والرجل لم يكن أبدا يرغب في الاستمرار بها وتقدم باستقالته للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر مرات عدة غير أنها قوبلت بالرفض.

وتابع أن عكاشة استمر في منصبه حتى أجرى ملحمة إنقاذ آثار النوبة من الغرق، لافتا إلى أن عكاشة كان شخصا محبا للناس حتى الأشرار منهم، وحتى من أضروه لم يعبأ بهم؛ فقد كانت لديه روح إنسانية شفافة محبة للجمال.

ولفت إلى أن ثروت عكاشة كان يرغب في إيصال الثقافة إلى القرى والنجوع من خلال قصور الثقافة وبذل في سبيل تحقيق هذا الإنجاز مجهودات كبيرة، وما يجب التأكيد عليه أن فكرة قصور الثقافة وجدت مكتوبة في أوراق ومذكرات جمال عبدالناصر بخط يده والتي أهدتها أسرته لدار الكتب والوثائق القومية، وهو ما يؤكد أن فكرة قصور الثقافة أتى بها جمال عبدالناصر وتلاقى في الأفكار والرؤى مع الدكتور ثروت عكاشة الذي أشرف على تنفيذها.

وأكد الدكتور شاكر عبدالحميد أن ثروت عكاشة “الذي نحتفي به اليوم واحد من البنائين الكبار في الثقافة المصرية التي ترعرعت في ظل ثورة 1919 وازدهرت أكثر في ظل ثورة 1952، ومشروعاته الثقافية وإنتاجه الثقافي غزير، وكان دائما يمزج في مشروعاته الثقافية بين الرؤية والإنجاز، وأسهم وقوف القيادة السياسية في ذلك التوقيت برئاسة الزعيم جمال عبدالناصر داعمة لجهود ثروت عكاشة في إنجاز العديد من المشروعات “.

وأضاف أن عكاشة أسهم في تأسيس فرقة الموسيقى العربية، وفرقة باليه القاهرة ومشروع الصوت والضوء، فضلا عن إسهاماته الكثيرة في إنقاذ آثار النوبة، وتطوير معبد الكرنك ومعبد الدير البحري، إضافة إلى تطويره لأكاديمية الفنون وعدد من المتاحف على رأسها متحف مراكب الشمس ومتحف النسجيات وإسهاماته الكبيرة في تطوير دار الكتب.

وأشار إلى أن منصبه السياسي لم يعطله عن العمل الثقافي؛ إذ كتب عن التاريخ الإسلامي، والفن العراقي، والفن الفارسي، والفن الإسلامي، والفن الوصفي، والقيم الجمالية في العمارة المصرية.

ولفت إلى أن الراحل ثروت عكاشة كانت له نظرية حول الفن؛ ففي كتاباته حول الفنون كانت لديه رؤية حول النقد الثقافي، وكان يتحدث عن الفنون في عصر ما ويقدم أسباب تطور الفنون في هذا العصر من كل الجوانب الأدبية والفنية والثقافية، ويُعَد ثروت عكاشة واحدا من أهم مؤرخي الفنون حول العالم، ومكانته في تاريخ الفنون لا تقل أبدا عن مكانة المؤرخ العالمي هاوزر.

وتابع أن ثروت عكاشة كان مهتما بالفلسفة والفنون، وكان متذوقا للموسيقى وتناولها في كتاباته ومشروعاته بمختلف أنواعها، وفي مجال الأدب كان مولعا ببرنارد شو وترجم عنه الكثير من الكتب كما كان مولعا بمؤلف الموسيقى الألماني فيرنار.

وقال إن ثروت عكاشة كان منصبا في كتاباته عن الموسيقى حول توضيح الفروق بين الموسيقى ذات الإيقاع البسيط، والموسيقى ذات الإيقاع المركب، باعتبار أن الإيقاع هو الوسيط بين الموسيقى والفكر، وقد كان يترجم الأعمال الشعرية المرتبطة بالقطع الموسيقية.

وأشار إلى أنه في عام 1965 كان ثروت عكاشة موجودا في باريس وهناك قابل الفنان التشكيلي مارس شاجال الروسي الأصل والفرنسي الجنسية والذي يعد من أهم فناني المدرسة السريالية، وطلب منه أن يكون حاضرا في القاهرة على الأقل بلوحاته وأعماله الفنية، وهذا دليل على مدى اهتمامه بنقل ألوان الفنون من مختلف أنحاء العالم ليتعرف عليها المصريون، وهو الأمر الذي تحقق حينما وافق الفنان الفرنسي الشهير على إرسال لوحاته لتعرض في دار الأوبرا في خلفية أحد عروض الأوبرا.

وأوضح أن إنجازات ثروت عكاشة الثقافية “لا نستطيع أن نحيط بها من خلال ندوة أو حتى 10 ندوات، خصوصا أنه لم يكن فقط مثقفا ولكنه كان مفكرا كبيرا”.

وقال الدكتور أبو الفضل بدران “إنني كنت محظوظا بلقاء الراحل العظيم ثروت عكاشة في أبوظبي بعد حصوله على جائزتي العويس الثقافية والشيخ زايد الثقافية، وفي هذا اللقاء تعرَّفت فيه عن قرب على أسباب مدى ارتباطه وحبه لقصور الثقافة التي أشرف على إنشائها؛ إذ أخبرني بأنه أنشأها من أجل نشر العدل الاجتماعي في وصول الثقافة للجماهير، وقد كان مؤمنا بأن قصور الثقافة ليس دورها نقل الثقافة الحكومية إلى الجماهير ولكن دورها الحقيقي هو نقل ثقافة الجماهير إلى الحكومة”.

وأشار إلى أن ثروت عكاشة كان له حظ وافر في زيارة البلدان الاشتراكية في عز عنفوان الاشتراكية في ذلك التوقيت، كما زار البلدان الرأسمالية قبل أن تتوغل الرأسمالية فيها بالشكل الذي ظهر في الوقت الحالي، وهذا ما ساعده على استخلاص تجربة حضارية وثقافية لمصر تتناسب مع المرحلة التي كانت تمر بها مصر.

شاهد أيضاً

نادي الشعر بكتاب الإمارات ينظم أمسية “الشعر والعالم”

  نظّم نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات،مؤخرا، أمسية شعرية افتراضية عبر تطبيق زووم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *