نظّم بيت الشّعر في القيروان بالمملكة المغربية، لقاءً شعريّاً وحواريّاً، مع الشاعر التونسي منصف المزغنّي، بحضور عدد من المهتمين.
وافتتحت مديرة البيت الشاعرة جميلة الماجري اللقاء، بكلمة اعتبرت فيها الأمسية حلقة استثنائيّة، نظراً لأهميّة تجربة منصف المزغنّي الشّعرية، ومسيرته الطويلة الحافلة بالإبداع والعطاء.
وتولّى الدكتور محمد علي بن عمر، تقديم مداخلة، حول تطور التجربة الشعرية للمزغنّي، تناول فيها بالشرح والتحليل، والخصوصية في تجلّياتها وأبعادها الفكرية والأدبية وانصهارها في صميم المجتمع بكلّ همومه ومشاغله، كما تحدّث المحاضر عن قصائد المزغنّي على مستوى المضمون واللغة والإيقاع والأداء، مشيراً إلى أنه الأمر الذي جعل منه شاعراً مختلفاً ومتميّزاً.
واستشهد بن عمر، بنماذج من شعر المزغنّي، الذي يتّسم بطابع الطّرافة والسخرية والنقد الهادف في كثير من الأحيان.
وتم الاستماع بعد ذلك، إلى الشاعر الضيف في قصائد متنوعة من دواوينه السابقة “عناقيد الفرح الخاوي”، و”محبّات”، و”حصان الرّيح”، ومن ضمنها هذا القصيدة:
رَجُلٌ يَتبخّرْ
رَجُلٌ يَتبَخّرُ في مقْهَى
يَطْلُبُ قَهْـوَةْ
تَأْتِي امْرَأَةٌ
بِلِبَاسٍ بُنّيّ.
وتخلل اللقاء، نقاش ثري من قبل الحاضرين حول جملة من قضايا الأدب والشعر، تولّى الإجابة عنها الشاعر منصف المزغنّي على طريقته الخاصة، التي لا تخلو من الطرافة والاختلاف.
وسلّمت مديرة البيت الشاعرة جميلة الماجري في نهاية الأمسية، شهادتي تقدير، إلى كل من الشاعر منصف المزغنّي، والدكتور محمد صالح بن عمر، تكريماً لهما من أجل تأثيث اللقاء الذي دار في جو حميمي استمتع به الحاضرون وتفاعلوا مع فقراته.