الخميس, 28 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / مجلس الحيرة الأدبي ينطلق ببرنامج شعري حافل

مجلس الحيرة الأدبي ينطلق ببرنامج شعري حافل

انطلقت مساء أمس الاول، الجلسات الشعرية لـ”مجلس الحيرة الأدبي” التابع لدائرة الثقافة بالشارقة، والذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشهر الماضي ليكون حاضنة شعرية وأدبية تجتمع إليها أطياف الشعر من كل مكان ويصدح منها أصوات المبدعين ليصل الشعر إلى الجمهور وتتحرك الساحة الأدبية بالجميل والبديع.

وأقيمت الأمسية بحضور بطي المظلوم مدير المجلس، وعدد من الشعراء والأدباء الذين جاءوا احتفاءً بهذه المناسبة، وتعاقب على منصة الإلقاء في أولى أمسيات المجلس الشعراء: سعود المصعبي، حمدان السماحي، أحمد الزرعوني، وعلي المهيري، وعبد الله الجابري، وسلطان الرفيسه، عتيق خلفان الكعبي، علي القحطاني، وقدم الأمسية الشاعر ناصر الشفيري.

كان أول الصاعدين على المنبر سعود المصعبي الذي قال عنه الشفيري إنه كبير المهندسين في أدنوك، ومع ذلك فهو خبير بهندسة الكلام، وقد اكتسب شعره جماهيرية، ولقي إقبالا من طرف القراء، وبدا المصعبي في قراءته متدفق الأسلوب قوي السبك، جزل العبارة، وقد قرأ قصيدتين تغنى في أولاهما بالإمارات، معددا مآثرها، فهي دار العز والفخر التي تسمو على كل دار، وترتقي شامخات المنصات، حدودها منيعة لا يستطيع عدو ولا معتد أن يطالها، وهي عز لأهلها يحميها أبطال يبذلون في سبيلها الغالي والنفيس، وفي قصيدة ثانية تغنى بالأخلاق الكريمة ورفعة النفس، والقيم الفاضلة، والوفاء وصفاء النفس للصديق والخليل، يقول المصعبي:

المركز الأول لنا دوم مقصود
وأهدافنا نرقى شموخ المنصات
اسعد بلد وان قالوا الشعب محسود
قلنا عسى الله يحفظ إلنا القيادات
اللي النجاح بدعمها شامخ ٍ طود
والشعب من خيراتها بالمسرّات

عبد الجابري كان ثاني المتقدمين للمنصة، وهو شاعر له حضور قوي على ساحة القصيدة الشعبية، فقد صنع لنفسه اسما بارزا في عالم الشعر الإماراتي، وقرأ قصيدة تتدفق منها الحكمة، ويغوص فيها على المعاني البديعة التي يفصلها ويستقصيها ليخرج بها جيدة رائقة، وحث فيها على الصدق وعلو الهمة، والتفكير في العواقب والاعتبار بمآلات الآخرين، فمن نظر إلى مصير الكسول عرف قيمة الهمة والاجتهاد، ومن أراد أن يكون شجاعا فلينظر إلى عاقبة الجبن، وفي قصيدة أخرى من الغزل قدم الجابري اعتذارية جميلة للمحبوبة، في معانيها جدة، وفي صوره ابتداع، يقول الجابري:
يا بريئة .. من احاسيسي الدنيئه
انتي اطهر فِعْل مارسته خطيئه
وإنتي اول حـبّ صدقت بوجوده
في حياتي وفي (علاقاتي الجريئة)
الشاعر حمدان السماحي هو الآخر حضر بقصائد منمقة بصور جميلة تتابع كأنها معرض صور على لوحة إيقاعية جميلة، وهو شاعر غزل يعرف كيف ينتقي عباراته، وكيف يصوغه بأسلوب محكم جميل قريب المأخذ، يقول السماحي:
يا ممطر بعينك سحاب وغيم
انا امطرتني من عيونك غيمه
ماشابه التظليل والتعتيم
جوك ويسقي فالحنايا ديمه

الشاعر المخضرم سلطان الرفيسه كان في الموعد بقصائده المحكمة الأصيلة التي تتداعى صورها، وبتجربته الممتدة على من أواخر عقود القرن الماضي إلى اليوم، وهو يمتلك قدرات شعرية رفيعة، وقد حيا الشارقة بقصيدة عدد فيها مآثر إمارة الثقافة التي ارتفعت بالثقافة وكتبت اسمها في سفر الخلود بإنجازات للشعر والشعراء والأدباء لا تحصى، يقول الرفيسه على لسان الشارقة:
انا رمزٌ للثقافه والعلوم
ذاع صيتي ياعرب بين الأمم
عاصمه عانقت هامات الغيوم
وبالفخر ناديت رفرف يا علم

كما قدم عتيق الكعبي قصيدتين بدا فيها صادق المشاعر يركز على معاني الكرامة وعزة النفس والترفع عن ما يذلها ويذهب ماء وجهها، وأن يتحلى الإنسان بالشجاعة والصبر والقدرة على مواجهة نكبات الدهر بثبات، وأن يغتر الإنسان بالمال والجاه لأن ذلك زائل وما يبقى هو الخلق الحميد ورأس المال الحقيقي هو القناعة، ومن التزم الصدق والإخلاص ذاق طعم السعادة، يقول الكعبي:

اخترت عز النفس عن ذل السؤال
لو ضاعت أيامي مع سنين سدى
لو في شفاة ملح ودروبي رمال
يا ماي وجهي ما هرقتك في المدى
من باع مجده بالدراهم والريال
يوقف نهار الفخر بثياب الردى

كذلك كان من المتقدمين للمنصة علي المهيري، وهو شاعر مسكون بحب الجمال، في شعره رقة وقرب مأخذ، وقد قرأ قصيدتين إحداهما حيا فيها صاحب السمو حاكم الشارقة وعدد مآثره مستعرضا تلك العلاقة القوية التي تربطه بشعبه، فهو الأب الحاني على أبنائه، الرحيم بهم الذي يفتح بابه لهم، ويصل كل محروم، ويفتش عن الفقراء المتعففين فيغنيهم، وهو الكنف الرحيم الذي يؤويهم ويرضيهم جميعا، كما قرأ المهيري أيضا قصيدة من الغزل، فيها تصوير جميل، ومقدرة قوية على صناعة الأساليب، يقول المهيري مخاطبا حاكم الشارقة:
راضين عنك كثر ما ارضيتنا دوم
هذي شهادتنا ليوم القيامة
ما ظن باقي في أراضيك مظلوم
وان كان باقي..توصله لي مقامه
ياللي فتحت أبوابك لكل محروم
تسند بفعلك من شقا الوقت ضامه

أما أحمد الزرعوني فهو شاعر يتكئ على قاموس لغوي أصيل مع أساليب توغل في الأساليب التعبيرية اليومية التي يلتقطها، ويحولها إلى شعر جميل، وقد قدم قصيدتين إحداهما في الوطن، عدد فيها قيم الوطنية، وتغنى بالإمارات، وفي قصيدة أخرى كان متدفقا بالحكمة، داعيا إلى الاعتبار بالزمن، داعيا إلى التأمل في الكون واستشراف المستقبل بأمل وحزم، يقول الرزعوني:

بسمتك للناس تأشيرة عبــور‬
‪وكل اسلوبه عن قروبه سفير‬‬‬‬
‪ واليمر يشرح لك أنواع البخور ‬‬‬‬
‪والليالي تصقل افكار الخبير‬‬‬‬

‪ ‬
الشاعر على القحطاني كان آخر المتقدمين إلى المنصة، وهو شاعر متميز في تصويره، يمزج بين حداثة الأسلوب وجزالة اللفظة، متدفق المعاني ينظمها ويفصلها بسهولة تدل على طبع أصيل، لا تعوز صاحبه العبارة، ولا الإيقاع، في إحدى قصائده التي ألقاها بدا ميالا إلى التمسك بالأصالة في كل شيء، مشتكيا من تغير الزمن، وذهاب الإحساس بالجمال من نفوس الناس، يقول القحطاني:
ودي اني بعض الأحيان طير من الطيور
واترك الدنيا واهلها لا مني عفتها
هاجرن ضيق المباني و زحمات المرور
لين اطالع الارض من فوق لا طالعتها
يمكن ألقى فالسماوات بوابة عبور
ثم أودعها هجوسي ليا وادعتها
عَل تمطر بالقصائد و تحفظها الصدور
كود اعين من يذكرني ان ضيعتها

وفي ختام الأمسية، أقام المجلس حفل عشاء، تكريماً للشعراء المشاركين، والضيوف.

////////////

شاهد أيضاً

نجيب محفوظ شخصية معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومصر ضيف الشرف

  تحت رعاية رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يُنظم مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *