الأربعاء, 24 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الناشرين العرب: صناعة النشر في العالم العربي في تراجع مستمر

الناشرين العرب: صناعة النشر في العالم العربي في تراجع مستمر

قال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب ومدير الدار المصرية اللبنانية، إن صناعة النشر في العالم العربي ضعيفة وفي تراجع مستمر، بسبب الأزمات المتلاحقة التي تواجهها في الفترة الراهنة، وهي بحاجة إلى دعم حكومي متواصل، مشيراً إلى أن عملية إنقاذها تحتاج إلى تداخل وتضافر جهود الحكومات العربية.

جاء ذلك خلال مؤتمر “مستقبل الكتاب.. المطبوع – الإلكتروني – التفاعلي”، الذي عقدته لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر، واستعرض خلاله المختصون ١١ بحثاً تتعلق بمستقبل القراءة في العصر الرقمي، ومستقبل الكتاب الورقي والإنتاج الفكري التفاعلي، وتسويق المحتوى الرقمي وانعكاساته الاقتصادية، واقتصاد وتسويق النشر الإلكتروني، وتطبيقات الكتب المسموعة على الهواتف الذكية.

وأكد أن صناعة النشر في العالم العربي متأخرة عن نظيرتها في الغرب بـ40 عاماً، مضيفاً أن الناشر في أوروبا لا يتدخل في كل عمليات صناعة الكتاب بداية من اختيار المحتوى والعناوين ومروراً بطباعة الكتاب وتوزيعه كما يحدث في العالم العربي، بينما يقتصر دوره على متابعة واختيار المحتوى فقط.

من جانبه، قال الدكتور خالد العامري، عضو لجنة النشر بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، إن تطور الكتاب الورقي الذي عادة ما يضم ٤٩ صفحة على الأقل، مر بمراحل تطور عديدة عبر الزمن، من النقش على الأحجار والكتابة على البردي ثم جلود الحيوانات، حتى الوصول إلى أولى محاولات صناعة الورق، مشيراً إلى أن الصناعة واجهت منعطفاً خطيراً بحلول عام 2017، بعد ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة؛ ورغم ذلك تقول الإحصائيات في دول أوروبا وأمريكا إن هناك ارتفاعاً في أعداد الناشرين الذين يطبعون الكتب ورقياً، وكذلك انخفاض في معدل قراءة وانتشار الكتاب الإلكتروني بمقدار ٧% في مقابل ٩3% لصالح الكتاب الورقي.

وأشار إلى وجود تنافس وصراع حقيقي بين الكتاب الورقي والإلكتروني، ولكن لن يستطيع أحدهما الاستحواذ بالساحة بديلاً عن الآخر، لأن العلاقة بين النوعين تكاملية لا تنافسية، يكمل بعضهما البعض بما يتمتع به كل منهما من مميزات وإيجابيات.

وهنا تدخل الناشر محمد رشاد قائلاً: “حالة الصراع التي يصورها الناشرون بين الكتاب المطبوع والصوتي وهمية، لا يولي لها الغرب اهتماماً في الفترة الراهنة”، مؤكداً أن الأصل في الأمور هو نشر المحتوى بغض النظر عن الوسيلة التي ينشر بها.

وأشار إلى أن عدد الناشرين في تزايد كبير خارج العالم العربي وداخلها أيضاً، مضيفاً أنه في فترة توليه رئاسة اتحاد الناشرين المصريين لم يتجاوز عدد الناشرين ٥٠٠، بينما العدد الحالي يزيد على ١٠٠٠ ناشر مسجلين في الاتحاد.

وشدد “رشاد” على أهمية ترسيخ عادة القراءة في الطفل منذ صغره، للحفاظ على حالة القراءة في العالم العربي، من خلال الأسرة وفي المكتبة وفي وسائل الإعلام، مشيراً إلى مبادرة “تحدي القراءة العربي” التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مضيفاً: “نحتاج إلى مبادرات كهذه، ومشاريع قومية لزيادة معدلات القراءة في العالم العربي”.

واستعرض الدكتور محمد السعدني، أستاذ المكتبات بكلية الآداب، التطبيقات المسموعة عبر الهواتف الذكية، باعتبارها أحد أشكال نشر المحتوى الأكثر انتشاراً في الفترة الحالية، مضيفاً أن أبرز هذه التطبيقات هي “اقرأ لي” و”مسموع” و”ضاد للكتب الصوتية”.

ومن التطبيقات الحديثة في عالم النشر، تقنية الواقع المعزز والكتب التفاعلية التي استعرضها الدكتور عماد الدين الأكحل، مدير شركة إبيبدي بالمملكة المتحدة، قائلاً إن هذه التقنية يتم استخدامها بشكل متزايد مؤخراً، ومن المقرر أن تحدث تغييرات جذرية في عمليات الإنتاج بدور النشر.

وأوضح “الأكحل” أن استخدام تقنية الواقع المعزز في صناعة الكتاب، بإنتاج مواد تجمع ما بين الشكل والمظهر الطبيعي لكتاب حقيقي مع محتوى افتراضي ثنائي أو ثلاثي الأبعاد، يتم عرضه فوق الصفحات الحقيقية باستخدام جهاز أو شاشة عرض مثل هاتف محمول أو كمبيوتر لوحي، وبالتالي فإن صفحات الكتاب تعمل كحامل لمعلومات واقعية مع إتاحة مساحة في التصميم تسمح للمستخدمين بالتفاعل بحركات مثل السحب والدفع، ومن أبرز الكتب التي أنتجت بهذه التقنية كتاب “مودرن بولاكسر”، وهو عبارة عن كتاب كاريكاتيري مكون من 50 صفحة، تضم مسافراً عبر الزمن يخفي الكثير من الأوهام ونظريات المؤامرة التي يمكن كشفها من خلال تقنية الواقع المعزز.

وفي ختام المؤتمر الذي شهد إقامة جلستين، أعلن أسامة السيد، مقرر لجنة الكتاب والنشر بالمجلس، التوصيات النهائية، وهي تكليف اتحاد الناشرين المصريين بإنشاء لجنة مختصة في مجال النشر الرقمي والتفاعلي، وتدشين موقع لمؤتمرات المجلس الأعلى التي تضم أفكاراً وآراء عديدة ومتنوعة، سواء من الأبحاث أو المداخلات، وإعادة النظر في سياسات التزويد بالمكتبات العامة، وأخيراً ناشد الحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تدشين مدينة كاملة للنشر والطباعة بجمهورية مصر العربية.

شاهد أيضاً

معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. أحد أبرز الأحداث التي ينتظرها المجتمع الثقافي في العالم

  رسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، مكانته بوصفه واحداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *