وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
شاركت فرقة مسرح الشارقة الوطني مؤخراً بمسرحية «النمرود»، وهي من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإخراج محمد العامري، في مدينة مالمو السويدية ضمن مهرجانها الثقافي الصيفي. وسبق لعرض «النمرود» المشاركة في عدّة مدن وعواصم عربية وأجنبية في سياق التعريف بالمنجز المسرحي الإماراتي والتطور التصاعدي في البنية السردية والفرجوية لهذا المسرح.
وعن هذه المشاركة وحيثياتها الفنية والتنظيمية،أوضح الدكتور محمد يوسف المشارك في العرض في حديث له، مشيراً بداية إلى أن عرض النمرود بات أشبه بسفير المسرح الإماراتي في الخارج، وأن وجوده وتفاعله مع الجمهور السويدي والجمهور العربي هناك، هو إضافة نوعية أخرى لقيمة هذا العرض نصاً وأداءً وتوليفاً بصرياً وسمعياً، مضيفاً أن تولي المخرج محمد العامري دفّة الإخراج، بعد رحيل المخرج الكبير المنصف السويسي خلق لدى المشاركين في العرض نوعاً من التحدي لتجاوز هذه الخسارة، وترميم حالة الفقدان من أجل تقديم رؤية جديدة تكمل المسيرة التي ابتدأها السويسي، وتعامل فيها مع نص صاحب السمو حاكم الشارقة بروحية إبداعية تضيف بعداً فرجوياً يربط بين الوقائع التاريخية القديمة، وبين الهواجس الإنسانية المعاصرة.
وقال يوسف الذي شارك في العرض بدور الوزير «شالح»، إن المخرج محمد العامري أضاف بعض التفصيلات الخاصة بحركة الممثلين وآلية الفعل ورد الفعل عند تجسيد أدوارهم على الخشبة، كما قام المخرج بالتعاون مع الفنان إبراهيم الأميري بصياغة مؤثرات سمعية وموسيقية جديدة، محافظاً في ذات الوقت على البنية العامة للعرض، وعلى الشكل الاحترافي الذي لامسه المشاركون خلال العروض السابقة أمام جمهور متنوع ومتعدد الأذواق والمرجعيات الثقافية.
وعن رد فعل الجمهور في مدينة مالمو السويدية بعد انتهاء العرض، أوضح يوسف أن رد الفعل كان إيجابياً وتفاعلياً سواء من الجمهور السويدي، أو من الجمهور العربي المغترب هناك، خصوصا أن شخصية النمرود كما أشار ربطت هذا الجمهور بذاكرة تاريخية وبقصة حدثت في بلاد ما بين النهرين وفي مدينة بابل تحديداً، حيث امتلك المناخ العام للعرض فضاء خاصاً من الحنين والمداولة الفكرية المشحونة بالحكمة والعظة فيما يتعلق بالقصاص السماوي من الطغاة والمتجبّرين في الأرض، والموغلين في ظلم وتهجير الأبرياء المستضعفين والمغلوبين على أمرهم.
وذكر يوسف أن العرض حظي باهتمام رسمي وإعلامي كبيرين في مدينة مالمو بالتوازي مع دعم الجهات الثقافية هناك، استكمالاً للتوجه العام في الإمارات، والمعني بالتواصل مع الثقافات الأخرى، والاستفادة من تجاربها المتقدمة في المجالات التعبيرية المختلفة، وفي مقدمتها مجال المسرح بكل اتجاهاته وتياراته الكلاسيكية والحديثة، وصولاً إلى تطوير الفكر المسرحي، وخلق منافذ جديدة لاستمرار هذا الفن وترسيخه.
ونوّه يوسف إلى أن الملفت في العرض الجديد لمسرحية «النمرود» مشاركة أجيال مسرحية مختلفة تضم الشباب والمخضرمين، قائلاً إن هذا المزج يساهم في إثراء العرض ورفده بطاقات إبداعية شابة وطموحة، ومستفيدة من خبرة الرواّد والمؤسسين لفن المسرح في الإمارات.
