الثلاثاء, 23 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “السرقات واللصوص وأدب الصعاليك” في بيت الخرطوم – كرسي تراث الأدب

“السرقات واللصوص وأدب الصعاليك” في بيت الخرطوم – كرسي تراث الأدب

بحضور شبابي مدهش في حضرة التراث العربي الأصيل، أحيا بيت الخرطوم عبر كرسي تراث الأدب أمسيته الثانية والتي خصص مقعدها لموضوع قديم متجدد وهو موضوع السرقات واللصوص وأدب الصعاليك الضارب في الجذور
. ركز مقدم الكرسي الأستاذ عبدالفتاح عمر على القيمية والصور الشعرية وموضوعات كتاباتهم التي لم تجد حظا من التناول والدراسة رغم ذيوع صيتها.

أفرد عبدالفتاح عمر مساحة لترسيخ مفاهيم وأدب الشعراء اللصوص لا كقطاع طرق وأصحاب غارات على القرى والأحياء بل للقيم العجيبة التي يستندون عليها فهم أهل كرمٍ وشهامة لا يأخذون حق مسكين ، بل يعطون المساكين مما نهبوه من الأغنياء وأصحاب القوافل، وقارن بين الصعاليك و(الهمباتة) في السودان مما يشكل امتدادا لتلك الفكرة القديمة والتي لم تزل في بعض بوادي السودان محفوظة ومعروفة إلى عهد قريب

وعدد الأستاذ عبد الفتاح عمر الأسباب التي كانت تقود أولئك الرجال إلى اللصوصية ، وأغلبها كان بسبب الحنق على ما تتمتع به العصبة الحاكمة من ترفٍ ونعيم دون عدالة اجتماعية
وتناول شعر اللصوص في الدولة الأموية مستحضرًا مشاهير اللصوص وعلى رأسهم مالك بن الريب التميمي والقتّال الكلابي وجُحدُر العكلي، وقد أفاض في قصتيهما شارحا ما أثير حولهما من جدالٍ كبيرٍ وروايات.

واستعرض نموذجا من أشعار اللصوص مُركزًا على (يائية) مالك بن الريب الشهيرة، التي أعلن فيها توبته بعد أن أصبح واحدًا من جنود سعيد بن عثمان بن عفان إلى خراسان.

واستعرض أيضا عددا من الدراسات الحديثة التي تناولت هذه القضية مشيرا إلى أن خصائص أشعار اللصوص الفنية لم تجد حظها الوافر من الدراسات وقلة الدراسات على مستوى الماجستير والدكتوراة.

وحث د. عبد الفتاح عمر في ختام محاضرته على الإقبال على قضية اللصوص وأدبهم لما فيه من قيم إنسانية عظيمة.

ظل كرسي التراث الأدبي فكرة ينادي بها رواد البيت منذ افتتاحه وقد راج سوق التراث في الخرطوم ووجد سوقا كبيرة وسط الشباب الذين أبعدهم تسارع إيقاع الحياة وعصور التقدم عن الرجوع للمكتبات العريقة وأمهات الكتب وفي ذات الوقت أعاد للأساطين والعلماء والباحثين منبرهم المفقود ويظل التشويق عنصرا جامعا بين الكرسي ورواده لاستكشاف جواهر الأدب العربي التي غلقت على أرفف المكتبات القديمة وذهبت للأضابير.

وفي ختام المحاضرة شكر د. الصديق عمر الصديق الجميع و قام بتوزيع الشهادات لدارسي دورة ” فن تقديم الأمسيات الشعرية” التي نظمها بيت الشعر في الأيام الفائتة .

شاهد أيضاً

فرنسا: فتح باب الترشح لجائزة الأدب العربي

  أعلنت مؤسسة /جان لوك لاغاردير/ الفرنسية، ومعهد العالم العربي بباريس، عن فتح باب الترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *