الجمعة, 19 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار /  “أكاذيب النّساء”.. جديد الشعلان

 “أكاذيب النّساء”.. جديد الشعلان

في العاصمة الأردنية عمان صدرت المجموعة القصصيّة الجديدة “أكاذيب النّساء” للأديبة الأردنية ذات الأصول الفلسطينيّة د. سناء الشّعلان، وهي صادرة عن دار أمواج للنشر والتوزيع الأردنيّة، وتقع في المجموعة في 212 صفحة من القطع المتوسّط، وتتضمّن 15 قصّة رئيسيّة تتوالد منها عشرات القصص الدّاخليّة، والقصص تحمل على التوالي العناوين التالية: مولانا الكذب، أكاذيب النساء، أكاذيب العدالة، أكاذيب مباحة، تخريصات، صهوات الكذب، أفراح التّدليس ومصارع الصّادقين، يوم صادق مؤسف جدّاً، كاذبون بمنتهى الصّدق، جارتنا أمّ الخير، روايات موضوعة، كلّه تمام، أكاذيب الوسط، تضارب أقوال، ألف كذبة وكذبة.

وهذه المجموعة القصصّية هي المجموعة القصصية السّادسة عشرة للشّعلان، فضلاً عن شراكتها في أكثر من 6 مجموعات قصصيّة مشتركة مع أدباء أردنيين وعرب وعالميين، إلى جانب صدور عدّة مجموعات قصصيّة لها مترجمة إلى لغات أخرى، مثل الانجليزية والفرنسيّة والكرديّة والأوردية، وغيرها.

والطّريف في هذه المجموعة القصصيّة ذات الطّابع الفلسفيّ الجدليّ أنّها مبنيّة على وحدة الموضوع؛ إذ هي تتناول موضوعاً واحداً، وهو مهاجمة الكذب والكذّابين لا سيما في صفوف الأفراد الذين يعدّون أنفسهم من النّخب، ويستغلّون ثقافاتهم ومعارفهم وسلطاتهم من أجل الابتزاز والفساد والرّبح غير المشروع والحصول على المزيد من التّنفّذ.

وفي طور حديث الشّعلان عن سبب كتابتها لـ “أكاذيب النّساء” بهذا الشّكل القصصيّ المختلف قالت: “عندما شرعتُ أستجيب لدفقتي الشعوريّة والفكريّة والإبداعيّة في كتابة “أكاذيب النّساء” كانت تسيطر عليّ الفكرة، ولذلك سمحتُ لنفسي بأن أفترع أيّ تجريب يخطر في بالي ما دام ذلك سيقودني إلى هدفي الرّئيس وهو تسجيل وثيقة إدانة لفساد الطّبقات النخبويّة والمتنفّذة؛ فهذه المجموعة القصصيّة ذات الأشكال المتوالدة المتداخلة القائمة على المفارقة واستدعاء الأشكال التّوراثيّة في السّرد والحكي إنّما هي تركّز الأحداث والأزمان والأزمات في حدث قلق واحد؛ هدفه فضح هذه النّخب الفاسدة السّاقطة في الرّذيلة والابتذال، التي تتوارى خلف الأقنعة المتعدّدة التي تملكها؛ لتخفي حقيقة واحدة كبرى، وهي أنّها كاذبة، ومتهالكة، وساقطة، وتسير بالمجتمع والحضارة والأفراد نحو الفساد والإفساد والخراب والدّمار.

ولذلك غلبت الفكرة المسيطرة على هذه المجموعة، وجعلت منها ترنيمة على وتر واحد، وهو وتر التنّديد بالكذب وأهله، لتكون الوحدة الموضوعيّة في هذه المجموعة القصصيّة هي من تصبّ في فلسفة كتابتها، وهي تعرية الكذب والكذّابين والسّقوط والسّاقطين، وهي تتوجّه إليهم وإلى النّخب الصّالحة في هذه المجموعة القصصيّة لفضح مخازي الكذب، ومن هذا المنطلق هذه المجموعة ليست مجموعة قصصيّة شعبيّة تستهدف قطاعات القرّاء جميعها، بل هي تتوجّه نحو النّخب أيّاً كان وضعها؛ أكانت نخباً متسلّقة مفروضة على المجتمع، وهي رمز للسّقوط للانتهازيّة والخواء، أم كانت نخباً حقيقيّة منكودة تعاين ما يحدث حولها من فساد، وتلوك القهر، وفي الغالب هي مغلوبة على أمرها، وصامتة، وهاربة نحو العزلة والاعتكاف بعيداً عن فساد المفسدين، وكذب الكاذبين.

ويمكن القول إنّ هذه المجموعة القصصيّة تنحو نحو الكتابات المختصّصة التي صنّفها المصنّفون، وألّفها المؤلّفون لتكون لنخبة من القرّاء والعارفين، وهي بذلك مضنون بها على غير أهلها؛ ولذلك غلب عليها الحجاج والتّدليل والنّقاش؛ لأنّها تنبثق من فكرة الاستدلال والإقناع بغية تسجيل الرّفض والاحتقار للكذب والكاذبين.

هذه المجموعة هي تجربة فريدة وخاصّة في توثيق سير الكذب والكاذبين لا سيما في أوساط النّخب المزوّرة التي أفسدت الإنسان والمجتمعات والحضارة، وهي تعرية لهم جميعاً بغية فضحهم وتجريمهم.

شاهد أيضاً

العثور على جثة الشاعر السعودي محمد بن منصور بن بريك في وادي جهام

  توفي الشاعر السعودي، محمد بن منصور بن بريك، غرقاً في وادي جهام، الذي جرت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *