الخميس, 28 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الإمارات: طقوس عيدية تُثري ذاكرة الوطن بمآثر الآباء والأجداد

الإمارات: طقوس عيدية تُثري ذاكرة الوطن بمآثر الآباء والأجداد

طقوس العيد وعاداته في الإمارات قديماً تثري ذاكرة الوطن بمآثر الآباء والأجداد، وبعادات أبناء الإمارات وتقاليدهم وتبقى زادا للأجيال الناشئة وإثراء للتنمية الثقافية وتعزيزا للهوية الوطنية.

وقام الأرشيف الوطني بتوثيق هذه الطقوس – في إطار مهام التاريخ الشفاهي الذي لا يتوقف الخبراء والمختصون فيه عن إجراء المقابلات مع الرواة المعمرين الذين تُعدّ ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً وقاعدة معلومات ثرية تذخر بالأحداث التاريخية، وأساليب الحياة – من خلال مقابلات التاريخ الشفاهي – الروايات الشفوية – التي جاءت تكملة للوثائق التاريخية المتنوعة.

وتستحق طقوس العيد وعاداته هذا الاهتمام من الأرشيف الوطني؛ فقد كان يوم العيد، وما زال من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي تُدخلُ البهجة والسرور إلى قلوب الناس، وكانت له في الإمارات طقوس ثرية، فهو مناسبة مفرحة تقوي الروابط والتلاحم الاجتماعي.

ويقول سيف عيسى المنصوري من أبوظبي.. ” كان كبار السن هم من يحسبون لأيام رمضان والعيد، وإذا رأى الهلال أحد من الساكنين بعيداً فإنه يثور “يطلق الرصاص” من التفق “البندقية” وبذلك نعرف بأنهم قد رأوا الهلال فيبدأ الصوم، وكذلك هو الحال في العيد.

وتضيف صغيرة شنين الفلاحي.. ” في الماضي كانت البيوت المقتدرة تطبخ الأرز واللحم في العيد، وكانت بعض البيوت تضع ضيافة العيد من الخبيص والبلاليط، والثريد والعرسية”.

وعن اللباس تقول الراوية.. ” لم يكن هناك خياطون؛ فقد كنا نخيط الملابس بأيدينا على ضوء الفنر “الفانوس” في الليل، ونبدأ بتفصيل الثوب قبلها بفترة تصل إلى شهر لكي يكون الثوب جاهزاً في يوم العيد، وتحتفظ صاحبة الثوب بثوبها لترتديه في الأعياد والأعراس، وكانت المرأة تجهز ثوباً واحداً فقط للعيد وكنا نغسل ملابسنا بأيدينا، وكانت النسوة يتخضبن بالحناء قبل العيد، والنساء اللواتي يمتلكن الذهب يتحلين به يوم العيد فيلبسن القلادة، والأساور، والكواشي”.

وتقول شيخة عبيد الظاهري من العين.. ” كنا نفرح كثيراً بالعيد، وكنا نسعى للحصول على العيدية، ونزور بيوت الحارة، ويعطوننا العيدية روبية أو نصف روبية، وكانت لها قيمتها، وكنا نذهب إلى السوق للشراء، فنشترى الكراش والفانتا “مشروبات غازية” واللبان الأحمر المكور.

ويقول على راشد محمد النيادي من العين .. ” في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه كانت تقام حفلات العيالة في المربعة “وسط مدينة العين”.. وتؤكد ذلك الراوية محبة حمد راشد الظاهري من العين فتقول..” كنا نستمتع بمشاهدة العيالة وتؤدى العيالة بالشعر والنشيد المغنى مصحوبا بقرع الطبول والدفوف”.

وتضيف ” كنا نجمع النقود من أمهات البنات، ونعطيها إلى والد إحدى الفتيات ليصنع درفانة “الأرجوحة”، .. وتقول رفيعة محمد الخميري من أبوظبي ” كنا بعد صلاة العيد نتجول بين بيوت الجيران لنحصل على العيدية بالآنة والآنتين “أجزاء من الروبية” وربما كانت العيدية حلويات، ثم نعود إلى المنزل، وكانت الأسر تتزاور في العيد، وكنت أحب اللعب بالدرفانة، وكنا نلعب طوال اليوم من الصباح الباكر حتى المغرب، وهذه الدرفانة نلعب بها طوال أيام العيد الذي يستمر الاحتفال به ثلاثة أيام”.

ويقول مبارك محمد بن جرش الخيلي من العين.. ” في صباح العيد كل واحد يُلبِسُ أبناءه أفضل ما يتوفر لديهم، ويتجمع الرجال ثم يبحثون عن مكان مرتفع فيؤمهم أحد الجيران من حفظة القرآن فيصلي بهم في الصباح الباكر، وتصلي النسوة خلف الرجال، وبعد الصلاة يهنئ كل شخص رفيقه، ويعود كل إلى بيته وهو يحمل فوالة العيد “وجبة خفيفة تقدم للضيوف” ويتوفر في العيد اللحم عند البعض، ويكون البعض قد أعدّ الهريس أو العصيد وغيره، وكان التواصل مستمراً بين الجيران في العيد، ولا يشترط في الجيران أن يكونوا متقاربين في السكن، وربما كانوا بعيدين قليلا”.

وهذا ما تؤكده فاطمة عبيد على مسلم، التي تقول ” كانت علاقة الناس جميلة جداً، يأكلون مع بعضهم في العيد.

ويتحدث سالم سعيد خلفان بن حضيرم الكتبي من العين عن ذكريات العيد، فيقول ” في الأعياد كانت تقام سباقات الهجن، والجوائز عبارة عن وزار أو غترة، ويجري السباق بعد صلاة العيد والجمل الفائز يطلى بالزعفران، ولم تكن هناك طريقاً مخصصاً للسباق، فقط كانت الطريق من الرمال وفيها الارتفاعات والانخفاضات”.

وفي كتاب “ذاكرتهم تاريخنا” الصادر عن الأرشيف الوطني، يتذكر سعيد أحمد ناصر بن لوتاه، من دبي، العيد فيقول ” في المناسبات الاجتماعية التي كانت تمر علينا أذكر أن النساء كن يتحدين بعضهن عند طبخ الهريس، وهو من الأكلات الشعبية الشائعة، ومن الأكلات الرئيسية في رمضان، وفي الأعياد كنا نصنع المريحانة “الأرجوحة” إذ نقوم بربط حبال قوية بين نخلتين قويتين كي تتحمل وزن البنات.. ولتأدية صلاة العيد كانت النساء تقف خلف الرجال، ثم يتجمعن للحديث على حين تلعب البنات على المريحانة، ويتضاحكن تعبيراً عن سعادتهن وفرحتهن بالعيد”.

ويتابع الراوي لوام ” أذكر كان هناك سوق قديم يطلق عليه الأهالي اسم “خلّص خلّص” وكنا نذهب إليه لنلعب ونشترى الحلوى والقبيط “نوع من أنواع الحلوى” وزق السبال “الفول السوداني” وأذكر أنه كانت هناك حلاوة تصنع من السكر المذاب على النار الذي يخلط بالطحين، وكانت تباع ببيزة أو بيزتين، ويقام هذا السوق في فترات الأعياد فقط، وما إن ينتهي العيد حتى يذهب كل واحد إلى بلده”.

شاهد أيضاً

نجيب محفوظ شخصية معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومصر ضيف الشرف

  تحت رعاية رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يُنظم مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *